في شعور أي مسؤول بالظلم، فرصة كي يراجع نفسه ويتحسس الحاجة الإنسانية للعدل، لذا فان تظلم الناطق باسم الحكومة علي الدباغ تجاه ما أثير حول تورطه المزعوم في فساد صفقة الأسلحة الروسية أسعدني دون أن يشوبني أي شعور بالشماتة. كانت تربطني بالرجل حبال صداقة تقطعت بعد أيام من توليه منصب "الناطقية". ولعله يتذكر، في آخر لقاء لي معه بالخضراء في أيار 2007، كيف انه حكم على إنسانة أثار حولها "حديث نعمة" شائعة أخلاقية ظالمة متحججا بالمثل القائل إن: "لا دخان بلا نار". وكنت قد رددت عليه، في وقتها بان الأمثلة ليست قوانين علمية لا يشك بصحتها. ولا أدري، كيف سيرد هو الآن على ثعولة "دخان" اتهامه برشوة التسلح؟ وهل سيحكم على نفسه بالمثل ذاته الذي حكم به على غيره؟
ورغم أن تهمة بحجم "فساد في صفقة تسليح" اكبر واخطر، بما لا يقاس، مما سأطرحه الآن، لكن "تجيكم السالفة" بالخير. يقول الدباغ: "أطالب رئيس الوزراء نوري المالكي بإجراء تحقيق شامل في ملابسات صفقة السلاح مع روسيا ونشر النتائج، تبرئة لاسمي الذي تم تداوله ظلما وكيدا". ولو فسرنا كلامه بالشعبي "الفصيح" فانه يطالب المالكي بأن يصدر أمرا تحت عنوان "تشكيل لجنة تحقيقية لتبرئة علي الدباغ". والصحيح هو أن يقول: أطالب بتشكيل لجنة نزيهة للتحقيق معي في ملابسات القضية وأنا على أتم الاستعداد للمثول أمامها وتحمل تبعات ما يصدر عنها".
ثم ما معنى أن يطلب الدباغ ذلك من المالكي عبر وسائل الإعلام وليس وجها لوجه وهو الملتصق به على مدار الساعة بحكم وظيفته؟ كان الصحيح أن يقول "طلبت من رئيس الوزراء" وليس "أطالب". غريب أيضا أن يكون هذا هو التصريح الأول للدباغ، تقريبا، الذي يمر به على اسم رئيس الوزراء دون استعمال لقب "دولة" الذي كان هو صاحب الريادة في استعماله ونجح نجاحا "ساحقا" في فرضه على كل من يخاطب المالكي. فما عدا مما بدا؟
قد يأتيني من يقول بان الدباغ يقصد الذي قصدته لكنه خانته اللغة. وردي أن هذا يقع في خانة "العذر الذي أتعس من الفعل". فالرجل ناطق رسمي. ومن أهم شروط الناطق الحكومي أن تكون لغته دقيقة سياسيا، وسليمة اللفظ والمعنى لغويا. وإلا فلن يصلح أن يكون ناطقا.
. قرأت أمس تصريحا للمالكي يبدو انه انتبه فيه مؤخرا إلى أن احد أهم أسباب الفساد والخراب هو غياب اعتماد مبدأ " يجب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب". لا أقول له صح النوم، إنما أقول: إن كان "رب" النطق بالنطق جاهلا، فــ "بنتك يفاين شيب رايب لبنها"، وأترك له أو لكم تكملة عجز ذلك "الدارمي" البليغ في "حسجته".
الدباغ يتظلّم!
[post-views]
نشر في: 17 نوفمبر, 2012: 08:00 م
جميع التعليقات 2
Ankido
شتان ما بين ليث كبة المثقف والصادق والواقعي وذاك الذي هو شديد الشبه بالصحاف فهو لايستطيع ان يقول جملة واحدة بدون ان يكذب وهاهو يضيف لقبا اخر لنفسه الا وهو اللغاف. تسقط المنطقة الخضراء رمز الفساد والمشاريع الوهمية للصوص وتكارتت العراق الجدد اصحاب الدرجات ا
Ankido
من عوجة تكريت وحزب البعث الدموي الفاشي الى عوجة المنطقة الخضراء منطقة اللصوص والحرامية مزوري الشهادات اصحاب الدرجات الخاصة والجوازات الدبلوماسية والسيارات المصفحة ابطال عملية الفرهود الكبرى المسماة العملية السياسية العراق وشعبه المظلوم يدمر وينهب من جديد.