TOP

جريدة المدى > رياضة > حكيم تمسك بالخيط وأضاع على شبابنا العصفور!

حكيم تمسك بالخيط وأضاع على شبابنا العصفور!

نشر في: 18 نوفمبر, 2012: 08:00 م

في بداية السبعينيات من القرن الماضي قدمت الكرة العراقية نادياً اسمه نادي البريد الذي ضمت صفوفه في تلك الفترة مجموعة من ابرز لاعبي الكرة العراقية الشباب الموهوبين ومنهم على سبيل  المثال وليس الحصر (كاظم عبود ، فلاح حسن ، فليح حسن ، حسن علوان ، رياض شاكر ، منعم جابر والحارس الكبير سركون سمسون ) وعذراً لعدم ذكر اسماء اللاعبين الآخرين الذين كان كاتب هذه السطور احدهم لأن القائمة تطول.

في اول ظهور للنادي على ملعب الشعب تمكن من تحقيق الفوز على نادي باس الايراني الذي كان يضم اغلب لاعبي المنتخب الايراني في تلك الفترة والذي فاز على اقوى الفرق العراقية قبل ان يطيح به شباب نادي البريد ومنها المصلحة والجوية وآليات الشرطة لكن لاعب البريد الاسمر دلي عطية تمكن من تسجيل هدفين في مرمى حارس ايران ظلي ، وضحك على  حسن حبيبي ومصطفى عرب ومهاجراني الذين كان يُعــد كل واحد منهم "صخرة" في خط الدفاع الايراني وبذلك الفوز أعاد نادي البريد ، بلاعبيه الشباب والموهوبين والغمورين الثقة بالكرة العراقية واعاد لها بعضاً من بريقها الذي كاد يختفي بسبب التخبط الاداري وتواضع المستوى التدريبي لأغلب مدربي الكرة العراقية.

والدليل على ذلك التخبط والتواضع التدريبي هو وجود  الكثير الذين كان يطلق  عليهم "جزافاً" مدربين لكرة القدم يشرفون على ابرز الاندية العراقية مثل الآليات والجوية والمصلحة والجيش وغيرها من الاندية أما بسبب رتبته العسكرية او موقعه الوظيفي في هذه المؤسسة او تلك  التي كانت تزخر في الوقت نفسه بوجود عدد كبير من اللاعبين الموهوبين للدرجة التي كانت لدى الكرة العراقية للمشاركة في ثلاث بطولات دولية كبيرة في وقت واحد وتقام في  ثلاثة بلدان مختلفة ، والأكثر من ذلك انتشرت "نكتة" في تلك الفترة تقول ان الكرة العراقية لديها القدرة على تشكيل منتخب وطني من خلال صعود اي مدرب احدى الحافلات تقوده الى مدينة الثورة والدورة وساحة الطيران ويصيح مَن له الرغبة بالمشاركة في دورة الخليج العربي او بطولة فلسطين او في بطولة الرئيس الكوري او في بطولة بنغلور الهندية وخلال لحظات تمتلىء الحافلة باللاعبين الموهوبين الذين يعودون بلقب تلك البطولة التي  يشاركون في منافساتها.

ومن اولئك اللاعبين كان لاعبو البريد الذين لعب 13 منهم في صفوف نادي الشباب العراقي الذي فاز عام 1972 على منتخب المانيا الديمقراطية بثلاثة اهداف مقابل لا شيء والذي عُرف في حينه بفريق الفلاحات الثلاثة في اشارة لوجود اللاعبين فلاح حسن وفليح حسن وفالح عبد حاجم والأخير احرز اهداف الشباب العراقي الثلاثة في مرمى المنتخب الالماني الديمقراطي وكذلك حصل لاعب البريد كاظم عبود الذي كان احد لاعبي  ذلك المنتخب على لقب هداف الدوري العراقي وبالرغم من ذلك كله هبط نادي البريد الى دوري الدرجة الثانية بسبب وكما  شرحه اداري النادي خليل الحافظ بأن المستوى التدريبي للمدرب الراحل المرحوم عبد الرحمن القيسي الملقب بأبي عوف  (رحمه الله) الذي تمكن من تشكيل  فريق  كبير لنادي البريد من اللاعبين الشباب الموهوبين لم يرتق لمستوى لاعبي البريد الذي كان يتطور من مباراة الى اخرى وفي الوقت نفسه لم يتمكن المرحوم ابو عوف من تطوير مستواه  ولم يرتق بمستواه الى الدرجة التي  يستطيع من خلالها تطوير  قدرات لاعبيه ولذلك تعرض نادي البريد الى ما تعرض له في تلك الفترة من تأريخ الكرة العراقية.

المقولة التي ذكرها المدير الاداري لنادي البريد في منتصف السبعينيات خليل الحافظ التي شرح سبب تراجع نادي البريد بسبب عدم قدرة مدربه أبي عوف في الارتقاء بمستواه التدريبي لمستوى لاعبيه الشباب والموهوبين .

تذكرت ذلك في اللحظة التي ارتكب فيها مدرب منتخب الشباب حكيم شاكر الخطأ التدريبي الذي اضاع عليه اولاً تحقيق انجاز تدريبي شخصي كبير كان يمكن أن يُحسب له ويُسجل في مسيرته التدريبية انجازاً آسيوياً ويضع اسمه في قائمة المدربين العراقيين والعرب والآسيويين الذي سبق لهم ونجحوا في قيادة منتخبات بلدانهم بالفوز بلقب الامم الآسيوية للشباب .

وفي الوقت نفسه وبسبب ذلك الخطأ التدريبي الذي لا يُغتفر اضاع منتخبنا للشباب فرصة الفوز بلقب الأمم الآسيوية بعد غياب الكرة العراقية 12 عاماً عن هذا اللقب ، وأنا هنا لا اريد أن اغمط  الجهود التدريبية التي بذلها هذا المدرب ولكن قدرات هذا الرجل  لا تتعدى هذه الحدود ولا يستطيع ان يرتق بقدراته التدريبية لمستوى لاعبي منتخبنا الشبابي الذين يعدُّون من افضل لاعبي الكرة الآسيوية للشباب وخاصة اذا كانت اعمارهم الحالية حقيقية لأن الكرة العراقية بذلك ستتربع على عرش القارة عربيا وآسيويا للسنوات العشر المقبلة، وخاصة اذا ما توفرت لهم قدرات تدريبية افضل من قدرات المدرب الحالي الذي يجب على اتحاد الكرة ان يقدم كتاب شكر له على ما حققه مع منتخب الشباب حتى هذه اللحظة ويقوم بتكريمه تكريماً لائقاً بالانجازات التي حققها في هذه البطولة ويتضمن هذا التكريم على الاقل توفير فرصة لحكيم شاكر بالمشاركة في دورة تدريبية متقدمة تقام في احدى الدول المتقدمة بكرة القدم بحيث تستمر هذه الدورة التدريبية لفترة تزيد على العام  في اقل تقدير يستطيع من خلالها تطوير قدراته التدريبية التي مازالت "طرية" والتي كانت سبباً في ضياع اللقب الآسيوي في الدقائق  الاربع الاخيرة من نهائي الأمم الآسيوية للشباب  امام المنتخب الكوري الجنوبي ، وخاصة عندما لم يبادر هذا المدرب الى اجراء  تغيير تكتيكي في تلك اللحظات القاتلة من المباراة ويقوم باضافة لاعب اسناد ويكون مدافعا خامسا بدلا من تبديل لاعب مهاجم بمستوى لاعبنا الشاب همام وبذلك يوفر مدافعا خامسا لخط دفاعنا الذي إنهار في تلك الدقائق الحاسمة وبسببها اضاع حكيم شاكر ومنتخبنا الشبابي "عصفور" الامم الآسيوية وتمسَّكا بخيط ذلك "العصفور" ، وفي الوقت نفسه يسعى الاتحاد  للتعاقد مع مدرب كبير ومعروف لقيادة منتخبنا الشبابي الذي أتوقع له ان يحقق انجازاً كبيراً للكرة العراقية في هذا المونديال بفضل وجود نخبة من افضل اللاعبين العراقيين الموهوبين الذين استعيد من خلالهم حقبة لاعبي نادي البريد والسكك "الذهبية" والذين تقاسمت مواهبهم مراكز منتخب الشباب العراقي في منتصف السبعينيات وكذلك "الحقبات" الذهبية التي شهدت ظهور  لاعبي منتخبات الشباب الذين كتبوا صفحات مشرقة في سفر الكرة العراقية.

اقول: يجب على الاتحاد ان يسعى للحصول على خدمات مدرب كبير ولديه الخبرة والقدرات الكافية لقيادة منتخبنا الشبابي الذهبي في نهائيات مونديال الشباب التي ستقام في تركيا في العام المقبل ، بدلاً من التمسك بالمدرب الحالي لمنتخب الشباب الذي قاد منتخبنا الشبابي حسب قدراته التدريبية المعروفة واضاع بأخطائه التكتيكية وتواضع خبرته التدريبية انجازاً كبيراً كان في متناول أقدام لاعبينا الشباب الذين احتاجوا في تلك اللحظات الى مدرب كرة كبير وخبير وليس المدرب حكيم شاكر مع احترامي لقدراته التدريبية التي لا تمتلك الأُسس الكافية لقيادة منتخب عراقي في نهائيات مونديال الشباب لأنه ما زال بحاجة للكثير حتى يتمكن من فرض اسمه التدريبي على الساحة التدريبية وحتى لا يأتي خليل الحافظ ويقول لنا ، وكما قال عن  نادي البريد بأن قدرات المدرب أبي عوف هي اقل من قدرات لاعبيه الشباب والموهوبين!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

صحيفة عبرية: "إسرائيل" وأميركا يخشوّن أنصار الله كونها جهة يصعب التغلب عليها

الأنواء تحذر من رياح عالية في العراق

مقتل إعلامية لبنانية أمام المحكمة

لا حلول لـ"الشح".. العراق يلوح بـ"تدويل" أزمة المياه مع تركيا لزيادة حصصه

اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

ضربتان للمنتخب السعودي في مواجهة العراق بخليجي 26

مبابي يهدد باريس سان جيرمان بعقوبات خطيرة

العراق يتغلب على اليمن بانطلاق مشواره في خليجي 26

التشكيلة الاساسية للمنتخب الوطني أمام اليمن

أول خسارة بخليجي 2026.. اسود الرافدين يتعثرون امام الأحمر البحريني

مقالات ذات صلة

أول خسارة بخليجي 2026.. اسود الرافدين يتعثرون امام الأحمر البحريني
رياضة

أول خسارة بخليجي 2026.. اسود الرافدين يتعثرون امام الأحمر البحريني

رياضة/ المدى خسر المنتخب الوطني لكرة القدم، أمام البحرين 0-2، مساء اليوم الأربعاء، في الجولة الثانية للمجموعة الثانية في بطولة كأس الخليج. وضمن البحرين التأهل الى الدور المقبل برصيد 6 نقاط. وتعقدت مهمة العراق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram