أطلقت وزارة العلوم والتكنولوجيا،  أمس الأول ، مشروعا لمواجهة التصحر في محافظة واسط من خلال زرع نباتات مستوردة من أستراليا، مؤكدة تشكيل لجنة لزراعة تلك النباتات في ثلاثة من مناطق المحافظة، فيما أشارت إدارة المحافظة الى أن المشروع سيزود المحافظات المجاورة بهذه النباتات في حال نجاح زراعتها. وقال مسؤول مكتب وزارة العلوم والتكنولوجيا في واسط جميل أبو رغيف في حديث إلى ( المدى برس )، إن "الكوادر المتخصصة في وزارة العلوم والتكنولوجيا وبالتنسيق مع الحكومة المحلية في محافظة واسط أطلقت مشروعا لمواجهة التصحر"، مبينا أن "المشروع يتضمن زراعة نباتات (old man saltbush) المستوردة من أستراليا".

وأضاف أبو رغيف أن "مكتب الوزارة في واسط تسلم، أمس الجمعة، ( 16 تشرين الثاني الحالي)، ومن خلال مطار بغداد الدولي 200 داية من هذه النبتة هدية من غرفة التجارة العراقية في سدني"، مشيرا إلى أن "الحكومة المحلية شكلت لجنة برئاسة النائب الثاني للمحافظ عمار عيسى ناجي وممثلين عن مجلس المحافظة والزراعة والبيئة لزراعة هذه الدايات في ثلاث مناطق في المحافظة هي منطقة الشهابي،( 60 كم جنوب شرق الكوت ) وناحية زرباطية، (90 كم شرق الكوت) والروضان،( 60 غرب الكوت)".

من جانبه، قال النائب الثاني لمحافظ واسط عمار عيسى ناجي إن "هذه الخطوة جاءت عبر لقاءات وتنسيق مع وزارة العلوم والتكنولوجيا التي أكدت دعمها للمشروع من خلال الأشراف والمتابعة على مراحل الزراعة وإعداد التقارير البحثية حوله وتقييم النتائج".

وأوضح ناجي في حديث الى ( المدى برس ) أن "المرحلة الحالية تتضمن زراعة 200 داية تم الحصول عليها مجاناً ستكون كتجربة في المشروع"، مؤكدا أن "المحافظة ستقوم في حال نجاح زراعة هذه النباتات باستيراد أربعة ملايين داية من النوع ذاته من قبل إحدى الشركات التي تعهدت بتوريدها للمشروع الذي سيمول المحافظات الأخرى بهذه الدايات مستقبلا وبأسعار مدعومة".

وكانت الهيئة العامة لمكافحة التصحر في وزارة الزراعة بدأت خلال العام 2010، بتنفيذ مشروع يهدف لزيادة المراعي الطبيعية في المحافظة بقصد مواجهة مشكلات التصحر والجفاف والحد من تعريّات التربة من خلال زراعة بعض المناطق الصحراوية في ناحية زرباطية المحاذية للحدود العراقية الإيرانية وخصص لهذا المشروع 1200 دونم لزراعتها بنوعيات مختلفة من النباتات البرية التي لها القدرة على مواجهة الظروف المناخية والعيش في المناطق الصحراوية وخصصت مائتي دونم لإنشاء واحة خضراء ضمن المشروع.

يذكر أن العراق يعاني من تفشي ظاهر الجفاف والزحف الصحراوي جراء شح المياه وندرة سقوط الأمطار في السنوات الأخيرة مما بات يعد تحدياً جديدا يواجه البيئة في العراق التي تعاني من اختلالات كثيرة جراء التلوث المتنوع والجفاف.