دعم مصر لحماس ضد إسرائيل يقوي موقفها دولياً

تطرقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى الحديث عن تزايد الدعم العربي لحماس في صراعها الأخير مع إسرائيل، وقالت إنه مع زيادة حدة هذا الصراع، فإن الحكومات العربية تلقي بثقلها خلف قادة حماس الإسلاميين، الذين طالما عانوا من العزلة، وذلك في انعكاس للديناميكية السياسية المتغيرة في المنطقة بعد ما يقرب من عامين من الاضطرابات.
وتقول الصحيفة "إن حماس التي ابتعد عنها الحكام العرب المستبدون الذين كانوا يقلقون من أيديولوجيتها المتشددة، وجدت مجموعة من الأصدقاء ذوي التأثير الكبير من بينهم الحكومات المنتخبة في مصر وتونس وتركيا، وهؤلاء الأنصار يمنحون حماس موقفا أقوى على المستوى الدولي، وربما حيزا أكبر للمنافسة مع مواجهتها ثاني عملية إسرائيلية كبيرة في غزة، في غضون أربع سنوات.
وترى الصحيفة أن الرئيس محمد مرسي، قد عبر عن مدى التحول يوم الجمعة الماضي، عندما أرسل رئيس وزرائه هشام قنديل، إلى غزة في استعراض للتضامن مع حماس، وكان هذا التحرك اختلافا جذريا عن سياسة سلفه المخلوع مبارك، وجاء في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل تكثيف الضغوط على الجماعة التي كانت تعتبر منظمة إرهابية.
كما قال مرسي، خلال صلاة الجمعة الماضية، إن مصر لن تترك غزة وحدها، مشيرا إلى أنه يتحدث باسم الشعب المصري، بقوله إن مصر اليوم مختلفة عن مصر الأمس، وأن العرب اليوم مختلفون عن العرب أمس.
ولقت كلمات مرسي، صداها في المنطقة التي أصبحت فيها الجماعات الإسلامية المرتبطة أيديولوجيا بحماس، صاحبة النفوذ بفضل الثورات الشعبية والانتخابات.
وتابعت الصحيفة، قائلة إن حماس التي قامت إسرائيل بحصار القطاع الذي تحكمه، وبموافقة ضمنية من الأنظمة العربية الاستبدادية، طالما اعتمدت على حليفين منبوذين دوليا، وهما إيران وسوريا، للحصول على الدعم، لكن منذ اندلاع الثورة السورية، توترت علاقة حماس بنظام الرئيس بشار الأسد، وأدى ذلك إلى خلاف بين حماس وإيران الشيعية، ومنذ هذا الوقت، أعادت حماس تنصيب نفسها، وحصلت على مجموعة جديدة من الشركاء الإقليميين في وقت حرج.
فأصبحت مصر وتونس الديمقراطيتان، ومعها قطر وتركيا صاحبتا النفوذ إقليميا، دولا تقوم بشكل متزايد بأدوار حلفاء حماس الجدد.
إســــرائيــل لا تســتبـــعد طــلــــب المســــاعدة العسـكريــة من أميــركا

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة يختبر نظام الدفاع الدولي العبرية، مشيرة إلى تصريحات للسفير الإسرائيلي لدى واشنطن قال فيها إنه لا يستبعد أن تطلب تل أبيب المساعدة العسكرية من أمريكا.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها ضمن تغطية التصعيد في غزة قائلة، إن نظام درع الدفاع الصاروخي الذي تم تطويره بشكل مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل يعترض ما يقرب من 90% من الصواريخ الفلسطينية التي تبدو أنها تمثل تهديدا للمناطق المأهولة بالسكان، وهو ما قالته إسرائيل في الوقت الذي توضح فيه أنها تسعى الآن إلى الحصول على المساعدة العسكرية الأمريكية. وتتابع الصحيفة قائلة، إن الصراع الذي بدأ يوم الأربعاء الماضي هو الاختبار الأكبر على الإطلاق لنظام "القبة الحديدية" الدفاعي الصاروخي المصمم لحماية مدن الجنوب الإسرائيلي من الصواريخ القادمة من الأراضي الفلسطينية المتاخمة في قطاع غزة.
وقد تبينت حدوده يوم الجمعة عندما تم إطلاق صاروخين فلسطينيين صوب القدس وراء المنطقة التي تحميها بشكل منتظم القبة الحديدية.
وكانت إسرائيل قد استدعت آلاف من جنود الاحتياط وحشدت جنودها على الحدود مع غزة مع تصاعد وتيرة القتال يوم الجمعة، فيما وصفه السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة بأنه صراع مسلح يمكن أن يصبح حرباً واسعة النطاق.
وأضاف السفير مايكل أورين خلال حديثه للصحفيين في واشنطن، أن إسرائيل ستأخذ جميع التدابير لحماية مواطنيها.
ولم يستبعد أورين، حسبما تقول الصحيفة، احتمال أن تطلب إسرائيل مساعدة الولايات المتحدة. وقال إنه في الوقت الحالي تمتلك إسرائيل الوسائل العسكرية المتاحة التي تحتاجها لمواجهة هذا التهديد، ولن نطلب أي شيء آخر، إلا أنه أضاف قائلا، إننا في نقاش واتصال مستمر مع نظرائنا الأمريكيين بشأن الوضع على الأرض. وذكرت الصحيفة بأن إسرائيل أثناء حربها على لبنان فى عام 2006، انتظرت عدة أيام قبل أن تطلب ذخائر عنقودية أمريكية. ووجدت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً أن إسرائيل قد انتهكت القواعد الأساسية الأمريكية الخاصة باستخدام تلك الذخائر المثيرة للجدل في المناطق المدنية.