اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا تحالف شيعي – كردي؟

لماذا تحالف شيعي – كردي؟

نشر في: 21 نوفمبر, 2012: 08:00 م

استغرب كثيرا أن يجري الحديث، وتحديدا الآن، عن تحالف شيعي - كردي، في أزمة طوزخورماتو الأخيرة، وكأن المشكلة في تسويقها هذا، مشكلة بين المكونين، وليس أزمة سياسية خانقة أطرافها كل الممثلين،هكذا يفترض، للمكونات العراقية..
هل المشكلة الحقيقية هي قوات دجلة أم أنها نتاج الأزمة السياسية التي  تعصف بالبلاد؟
الجواب بكل وضوح هي أن تداعيات الحالة الأمنية وذيولها بل والخدمية أيضا هي نتاج بنية العملية السياسية والعلاقات المتوترة بين أطرافها وتجاذباتها، مما تحوّل اي قضية، مهما كانت عادية وبسيطة، إلى أزمة تنذر بانفلات الأوضاع واتساع رقعتها وتعدد مضامينها، فتنشأ عنها خطابات طائفية وعرقية تلقي بظلالها الخطرة على القاعدة الشعبية وعلى المكونات نفسها، فتنطلق خطابات الكرد والعرب والشيعة والسنّة.. ومن المثير أن أبطال هذه الخطابات ومروجيها ممن مقاليد البلاد والعباد بأيديهم!
قيادي شيعي يريد أن يودّع الكرد البلاد فيقول دون أي إحساس بالمسؤولية الوطني "الله وياهم" وكأن العراق ضيعة من ثرواته، فيما تصر بعض القيادات الكردية بالتركيز على قضية التحالف الكردي – الشيعي، كأن البلاد خالية إلا من هذين المكونين!
إننا نبحث حقيقة عن تحالف كل مكونات الشعب العراقي ممثلة بقواها السياسية الفاعلة، وليس بتمثيلها الطائفي والعرقي، لأنه الطريق الوحيد للخروج من الأزمة، وهو مطلب اقل من طموحنا في حياة سياسية ديمقراطية سليمة قائمة على مبدأ المواطنة والكفاءة والنزاهة، حياة قائمة على التمثيل الحقيقي لمصالح الجماهير في مختلف جوانب حياتها، وليس تمثيلا يدغدغ مشاهير هذه الجماهير طائفيا ودينيا وعرقيا أو وفق الفتاوى الدينية.
هذا طموح بعيد المنال الآن، لكن الممكن ضمن الواقع السياسي هو التحالف الأوسع والتوافق على مصالح الجميع دون الإضرار بمصالح أي مكون مهما كان صغيرا "بالمفهوم العددي وليس الديمقراطي"، الممكن في فترة اختلال عوامل الثقة بين المكونات والممثليات من الحاضر والمستقبل، اختلال الثقة هذا الذي دعا ويدعو الجميع إلى التمترس وراء استحقاقات يقولون عنها وطنية لكنها في حقيقتها الجوانية، يقصدون بها الاستحقاقات الطائفية والقومية والعرقية والإثنية.
من الصعب طبعا الخروج من عنق الزجاجة هذا، لكن من الممكن جدا والواقعي، حلحلة هذا الخطاب وتسويقه في فضاء اقل ضيقا وخانقا للسماح لما نسميه بالعملية السياسية للتقدم خطوة الى الأمام، قد تساعد في حلحلة بعض الأزمات، بما فيها المفتعلة، وبالتالي الانطلاق إلى خطاب آخر في المستقبل في فضاء رحب ونقي من أجواء الحياة الديمقراطية الحقيقية.
إن التركيز على تحالفات طائفية وقومية وتسويق خطابها للجمهور باعتبارها المنقذ لن يساعد أحداً، بما في ذلك الدستور باعتراف قيادي شيعي الذي قال "الدستور لم ينجد أحداً" فيما يتمسك الكرد بالدستور باعتباره الطريق للخروج من الأزمة!
عند هذين المفترقين من المفترض أن تتجلى لنا قدرة قادتنا السياسيين في تحمل المسؤولية الوطنية والإحساس بخطورة ما نمر به ومن احتمالات الانفلاتات التي لا يستطيع أحد السيطرة عليها، عند هذين المفترقين تتجلى قدرة الطبقة السياسية الحاكمة على أن تبرهن لنا أنها تستحق قيادة البلاد وليس إيصالها إلى حافات الجحيم!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram