عاد مسلسل “فتل الشوارب واهتزازها” من جديد، وبعد أن كلفنا اهتزاز شوارب صدام، وحده، آلافاً مؤلفة من أرواح العراقيين، يزدحم الواقع العراقي المنهك بعشرات الشوارب التي تمارس الاهتزاز بوتيرة متصاعدة، في محاولة شريرة للنيل من أمننا، وامتصاص المزيد من دمائنا، وقتل المزيد من أحلامنا. وكأن قدراً أعمى كتب علينا أن تبقى مصائرنا رهن شوارب تهدد بعضها بالاهتزاز المستمر.
كلما تصاعدت وتيرت التصريحات “القذائفية” بين الإقليم والمركز، ازداد معها عدد المصطفين خلف ظهري السيدين نوري المالكي ومسعود برزاني، من نفعيين سياسيين وجنرالات حرب مجانين، الأمر الذي يهدد بكارثة أمنية وسياسية تذهب ببقية الأمل الذي ما زال يشجعنا على الاستمرار. إلى وقت قريب كنت اعتبر أن من يتخوف من نزاع مسلح يمكن أن يحدث بين عرب العراق وكورده، مجرد واهم. إلى أن بدأ الموقف يزداد تعقيداً وراح قارعي طبول الحرب يجدون المزيد من الآذان الصاغية، وكانت الصدمة كبيرة لما ناقشت بعض الاصدقاء، فهذا صديق عربي يطالب بالمزيد من المدرعات فوق الأراضي المتنازع عليها، بحجة أنها الوحيدة القادرة على كبح جماح البيشمركة، وذاك آخر كردي يبرر لي استعداد الكرد للتعامل بشدة مع أي فعل عسكري عربي، بحجة أن دوي مدافع صدام لم يزل يؤرق الناس في الإقليم، ويذكرهم بوحشية “الجيش العربي”. إذن السياسي “مهتز الشوارب” لا يقف وحده في ساحة الحرب، فهناك جيش من المغفلين والسطحيين، ممن لا يحتاجون للاقتناع بالحرب إلى أكثر من خطبة عصماء من سياسي لا يحسن غير الخطابة. الحرب يجب أن تكون آخر الخيارات يا اصدقائي! ولهذا السبب لم تنقل الحكومة المركزية أي ثكنة عسكرية إلى الحدود العراقية الإيرانية عندما احتلت إيران بئر الفكة، ولا حرك القادة الكرد وحدات البيشمركه رداً على الانتهاكات التركية أو الإيرانية، وحسناً فعل الطرفان، فالحكمة مطلوبة عندما يتعلق الأمر بالدماء، لكن من المعيب جداً أن نتنمر على بعضنا، ونرتعد من أعدائنا.
ما يثير سخطي إزاء كل هذا الشر الذي يتنفس في العراق هذه الأيام، هو فشل البرلمان في أن يحرك ساكن الحكمة، وهو فشل مريب، ومن المريب أن تسكت جهات سياسية نافذة في البرلمان إزاء هذا الحراك المتصاعد، ويبدوا أن هناك من ينتظر اندلاع الصراع، لحلب المزيد من ضرع فقراء العراق. ومثل هؤلاء السياسيين المسوخ، أقصد اشباه النسور آكلة الجيف، يجب أن لا يجدوا فرصة عندنا. فأمثالهم يسترخصون الدماء في حال كان نزيفها يعد بشريحة ناخبين عابرة للولاءات الطائفية أو العرقية أو الآيديولوجية.
وسط هذا الجفاف، يتحرك اتحاد الأدباء حركة نبيلة وشجاعة هذه الأيام، فهو بصدد تشكيل حزام حكمة بين معسكري الشوارب، وهذه مبادرة حكيمة جداً، ويجب على البرلمان كله والجهد المدني بأجمعه أن يتحرك للانضمام إليها، فلم يعد بضرع فقراء العراق ما يمكن حلبه
جميع التعليقات 2
حسين
أنا اتفق معك يا عزيزي ضمد ان تحريك القطعات العسكرية وعن الجيش الطفيلي من خلف الزعماء .. لكنك لم تذكر لنا ما هو الحل إزاء غطرسة السيد مسعود وتعاليه على العراق كله.. صحيح انهم حسنا فعلوا عندما لم يحركوا ساكنا عندما احتلت ايران بئر الفكة.. وبدورها خرجت ايران
محمد متعب
الحرب لا يجب ان تكون خيارا بيننا ولنأخذ من امثلة التعايش في كل دول المعمورة عدى شرقنا التعبان مثلا . لنتعلم من الجيك والسلوفاك كيف تقاسموا جيكوسلوفاكيا بالتراضي عوضا عن الحرب والعنتريات ام ان دق هذه الطيول المشؤزمة هي لتغطية العجز والفشل في ادارة الدولة و