تأسيس المجمع العلمي العراقي
في مثل هذا اليوم من عام 1947 تأسس المجمع العلمي العراقي ، وهو أرقى مؤسسة علمية تعنى باللغة العربية وآدابها ، أسست في العراق على غرار المجامع العلمية واللغوية في العالم ، ومنها مجمع دمشق (1919) ومجمع القاهرة ( 1932 ) . غير أن العراق كان قد شهد افتتاح مجمع علمي باسم المحفى العراقي في العشرينات ، سرعان ما تمت تصفيته لأسباب مالية. وفي منتصف الأربعينات تأسست في بغداد هيئة علمية ولغوية باسم لجنة الترجمة والتأليف والنشر ، حتى صدور نظام المجمع وافتتاحه باسم المجمع العلمي العراقي .
اتخذت دار عبد الله لطفي، الواقعة قرب مديرية الأوقاف العامة، خلف جامع السراي مقرا للمجمع ، وبقي المجمع مثابرا على إيجاد بناية له، ففكر في إشغال (المدرسة المستنصرية)، ولدى الكشف عنها وجدت غير ملائمة، مما اضطر المجمع لاستئجار دار واسعة في الوزيرية تعود إلى ورثة المرحوم رؤوف الكبيسي ببدل سنوي قدره 1150 دينارا، ولما خفضت ميزانية المجمع في ما بعد ، أصبح من الصعب عليه وضع هذا البدل العالي، فانتقل إلى دار أخرى في شارع الزهاوي تعود إلى أسرة الانكورلي، وكان يسكنها الأستاذ ساطع الحصري.وتكللت مساعيه بالحصول على قطعة ارض في الوزيرية مساحتها 2500م2، وهي الأرض التي أقيمت عليها بنايته الجميلة الحالية .
تعاقب على المجلس الرؤساء الآتية أسماؤهم: الشيخ محمد رضا الشبيبي: أعوام 1948-1949 . الأستاذ منير القاضي : أعوام 1949 – 1953، جدد 1959.الدكتور ناجي الأصيل : أعوام 1953 – 1954، جدد في 1961 – 1962 . الدكتور عبد الرزاق محي الدين : أعوام 1965 – 1979.الدكتور صالح أحمد العلي : أعوام 1979 – 1996. الدكتور ناجح محمد الراوي: أعوام 1996 – 2000.الدكتور محمود حياوي حماش : أعوام 2000 – 2004. الدكتور داخل حسن جريو : أعوام 2004- 2007.الأستاذ الدكتور أحمد مطلوب 2007 - وحتى الآن. ويصدر المجمع مجلة فصلية محكمة، ويمتلك مطبعة خاصة به . كما أن مكتبته تعد من المكتبات الكبيرة في العراق . كان بداية تأسيس المجمع العلمي العراقي يقتصر اختصاصه على اللغة العربية لكن في عام 1963م تم تأسيس مجمعين علميين آخرين ،الأول للغة السريانية والآخر للغة الكردية، وفي 1978م تم دمج المجمعات اللغوية الثلاثة العربية والكردية والسريانية ضمن مجمع علمي واحد وهو المجمع العلمي العراقي.
وفي العام 1996 صدر قانون جديد، أُعيد بموجبه تنظيم المجمع العلمي وتوسعت أهدافه لتشمل كافة التخصصات العلمية والتقنية وعدم حصرها بتخصصات اللغات العربية والكردية والسريانية والتراث العربي والإسلامي، بل امتدت لتشمل تخصصات العلوم التطبيقية والهندسية والزراعية والفلسفية والقانونية والاقتصادية والمعلومات وشتى المعارف المختلفة بهدف إثراء المعرفة الإنسانية وتوظيف هذه المعارف لخدمة التنمية في العراق والبلاد العربية والإسلامية، وبذلك يقترب عمل المجمع أكثر فأكثر إلى مفهوم عمل مايعرف في دول العالم المتقدمة بأكاديميات العلوم التي تضم في العادة كبار العلماء والمفكرين والمبدعين .