اعتذرت مجلة "هوليود ريبورتر" المتخصصة بصناعة الفيلم الأمريكي عن دورها في نشر القائمة السوداء سيئة السمعة عام 1947 التي حطمت مهن العديد من الكتاب والممثلين والمخرجين الذين اتهموا بتعاطفهم مع الشيوعية.
ففي عددها الأخير قال "ويلي ولكرسون" في عمود له ، وهو ابن بيلي ولكرسون، معترفاً بأن والده قد حفزه الحقد على نشر قوائم للعاملين في صناعة الفيلم التي أثرت على السياسيين الأمريكان خلال فترة مكارثي ما بعد الحرب. وكان ولكرسون الأب متضايقاً من إغلاق الباب بوجهه من قبل "نادي" خاص بزعماء هوليوود حين حاول فتح ستوديوهاته الخاصة في العشرينيات كما كشف ابنه. وكنوع من الانتقام قرر مالك المجلة أن يحطم أعداءه بوصم عامليهم بتهمة الشيوعية.
وقال ولكرسون الابن الذي نشر والده مجلة "هوليوود ريبورتر" بين عامي 1939-1962 :" لم يعتذر أي شخص لحد الآن لهذا الهولوكوست. لذا في الذكرى الخامسة والستين لهذا الحادثة المؤلمة أشعر بأن الاعتذار واجب. نيابة عن عائلتي وبالأخص والدي، أود أن أقدم اعتذاري المخلص وأسفي العميق لأولئك الذين كانوا ضحايا هذا الحادث المشؤوم".
وقد أثرت حملة ولكرسون عام 1946 ضد الشيوعيين المزعومين على صفحات مجلة "هوليود ريبورتر" على لجنة النشاطات المعادية لأمريكا التي وصمت في العام التالي عشرة من الكتاب والمخرجين كونهم احتقروا الكونغرس بعدم وقوفهم للشهادة أمامه. وقررت مجموعة من المدراء التنفيذيين الذي يعملون تحت اسم "جمعية الفيلم الأمريكي" إعلان طرد "العشرة من هوليوود" في ما يعرف إعلان وولدورف. واستمرّ نشر القوائم السوداء حتى عام 1962 حين اعترف كاتب السيناريو "دالتونترمبو" الفائز بالأوسكار والذي أجبر على الهروب إلى مكسيكو سيتي والكتابة تحت اسم مستعار، اعترف على الملأ أمام كيرك دوغلاس وآخرين أنه عمل على أفلام ضخمة ذات نجاح كبير مثل "سبارتكوس" و"الخروج".
من جهته، كتب الممثل الحائز على الأوسكار والناشط السياسي "شون بين" إلى المجلة عن أبيه "ليو" الذي أدرج اسمه في القوائم السوداء عدة سنوات بسبب تعبيره المتعاطف مع اتحادات التجارة. ويتذكر أنه رأى أباه "بين" يتجاهل بشكل متعمد مخرج فيلمي "على جبهة المياه" و"عربة اسمها الرغبة" أيليا كازان حين كان الاب والابن يمران بالصدفة بموقع فيلم المخرج "ملك المال الأخير" خلال نزهة على ساحل البحر. وقام كازان بالاعتراف على زملائه وأصدقائه كونهم شيوعيين أمام لجنة مكارثي وأنقذ نفسه من المقاضاة. ودعا "بين" منظمي الأوسكار إلى الاعتذار لدورهم في القوائم السوداء.
وكتب "بين:" على أكاديمية فنون السينما وعلومها أن يقدموا اعترافاًَ واضحاً لاشتراكهم في المطاردة المخزية في الخمسينيات وقوائمها السوداء. باسم الوطنية والوطنيين وباسم كرامتنا.. حان الوقت للاعتراف".