أكد مدير بيئة ذي قار، أمس الأربعاء، أن دائرتي البيئة وزراعة ذي قار وعدداً من الدوائر المعنية الأخرى تتبنى حاليا مشروعا لزراعة 100 دونم من الشريط الصحراوي المحاذي للطريق السريع الرابط بين الناصرية وبغداد ،وذلك في خطوة للحد من الحوادث المرورية الناجمة من العواصف الغبارية .
وأوضح المهندس محسن عزيز في تصريح لـ "المدى"، أن دائرتي بيئة وزراعة ذي قار وجامعة البصرة أعدت خطة لتنفيذ مشروع لتثبيت الكثبان الرملية في منطقة الكطيعة الصحراوية ( 35 كم غرب الناصرية ) وفي الشريط الصحراوي المحاذي للطريق السريع وان مجلس محافظة ذي قار أبدى دعمه المالي للمشروع.
وأضاف عزيز أن " المشروع الذي من شأنه أن يحد من نشاط العواصف الغبارية التي تسببت بالعديد من الحوادث المرورية على الطريق المذكور هو حاليا في طور تحديد الكلف المالية والجهات التي ستتولى تنفيذه".
وكانت مديرية مرور ذي قار قد كشفت مؤخرا عن تسجيل 150 حادثا مروريا في عموم محافظة ذي قار راح ضحيتها 230 شخصا ما بين قتيل وجريح خلال شهري أيار وحزيران الماضيين ،حيث وقع عدد كبير من تلك الحوادث على طريق المرور السريع الذي يخترق المناطق الصحراوية المشتركة بين محافظات ذي قار والسماوة والديوانية.
وتابع مدير بيئة ذي قار أن " تثبيت الكثبان الرملية سيعتمد في تنفيذه على دراسة أعدتها جامعة البصرة تستخدم خصائص البوليمرات لتحويل الكثبان الرملية إلى أحجار وكذلك زراعة بعض النباتات التي لها القابلية على احتمال درجات الحرارة العالية والملوحة والجفاف " .
ولفت عزيز إلى أن المشروع هو تجربة أولية سيتم تعميمها في حال أثبتت نجاحها على المناطق الصحراوية المتاخمة لحدود الناصرية مع مدن السماوة والديوانية وواسط ،منوها إلى إمكانية التنسيق مع المحافظات المذكورة لتنفيذ مشروع اكبر لتثبيت الكثبان الرملية.
وكانت محافظة ذي قار والعديد من مدن جنوب ووسط العراق قد شهدت عواصف غبارية غير مسبوقة وزحفا واسعا للكثبان الرملية خلال الأعوام الماضية التي شهدت شحاً في مناسيب المياه وانخفاض في معدلات تساقط الأمطار ،الأمر الذي تسبب بحدوث حالات اختناق كثيرة وخاصة للأشخاص الذين يعانون من نوبات الربو ، كما تسببت العواصف الغبارية بحوادث مرورية مروعة نجمت عن انعدام الرؤية على الطرق الخارجية المتاخمة للمناطق الصحراوية.
يذكر أن مجلس محافظة ذي قار، كان قد صوّت منتصف حزيران الماضي على إدراج مشروع الحزام الأخضر ضمن الخطة الإستراتيجية للمحافظة على أن ينفذ على مدار السنوات الخمسة المقبلة، وذلك في ضوء دراستين قدمتهما دوائر البيئة والزراعة والدوائر المعنية الأخرى بشأن الحزام الأخضر ، وحددت مساراته والكلف التخمينية للمشروع، إذ كان من المقرر أن يمتد الحزام الذي من شأنه أن يحد من ظاهرة التصحر وزحف الكثبان الرملية من ناحية الفجر شمال الناصرية إلى قضاء سوق الشيوخ في جنوبها.
إلا أن المشروع اصطدم بعدة معوقات ولم ير النور حتى الآن ،إذ أعلن المعاون الفني لرئيس مجلس محافظة ذي قار عبد الحسين هادي هجر أمس .وفي تصريح للمدى برس عن عدم إمكانية تنفيذ مشروع الحزام الأخضر ضمن موازنة المحافظة لعام 2013 نتيجة العجز المالي الذي تواجهه موازنة العام القادم .