لم تعد قيادة السيارة وامتلاكها حكرا على الرجال دون النساء بعد ان نزلن الى الشارع وبقوة بعد ان شهد الشارع العراقي زيادة ملحوظة باعداد السيارات واكتظاظ الشوارع بها بعد عام 2003 ما ادى بالنتيجة الى ازدياد قيادة المرأة للسيارة منافستها الرجال.

بشرى الزبيدي تعمل معلمة تقول لـ"المدى"، "منذ 6 سنوات وانا اقود السيارة واستخدمها في ذهابي الى عملي وأتعرض لكثير من المواقف من قبل السواق الآخرين وهم ينظرون في بعض الأحيان الى المرأة على أنها اقل شأنا منهم ولا يطيقون منافستها لهم في الشارع وللأسف البعض يستنكر وجود المرأة وهي تقود السيارة في الشارع واسمع بعض الكلمات الجارحة من قبل الشباب الذين يقومون بمضايقة النساء ولا يرغبون بوجودهن بالشارع والسبب هو ثقافة المجتمع العراقي الذكوري". وأضافت الزبيدي ان "الجهات المختصة يجب ان تقوم بحملات تثقيف وتوعية لكل السواق بصورة عامة والشباب خصوصا وحثهم على الالتزام بقواعد المرور واحترام المرأة باعتبارها جزءا مهم من المجتمع".  واوضحت ان "رجال المرور ورجال الأمن يتعاونون مع المرأة ويتحلون بأخلاق عالية عند تعاملهم مع النساء ..وأحيانا رجال المرور لا يؤدون عملهم بصورة صحيحة ما يؤدي الى فوضى كبيرة في الشارع والازدحام يؤثر بشكل كبير وخصوصا في جانب الرصافة والزخم الكبير في السيارات". وبينت ان "الرجال لا يلتزمون بالسرعة ولا يحترمون الشارع بصورة عامة مبررين ذلك بامتلاكهم جرأة وشجاعة أكثر من النساء واعتقد ان كلامهم هذا غير دقيق".

مضايقات

الشابة تكبير الجبوري طالبة جامعية قالت بهذا الخصوص ان "نظرة المجتمع للمرأة تختلف من مكان إلى آخر حسب ثقافة المكان وكذلك تختلف نظرة الآخرين إلى الشابة التي تقود السيارة باختلاف المناطق، فالبعض يتقبل ذلك والبعض ينظر بنظرات استغراب واستهجان  وأحيانا اسمع حتى الأطفال يقولون "انظروا أنها امرأة تسوق" وكأنني أتيت من كوكب آخر، اعتقد ان ثقافة المجتمع لها دور كبير لتقبل المجتمع لقيادة المرأة للسيارة" . واضافت ان "الشابات يتعرضن لمضايقات في كل مكان سواء عند قيادتها السيارة أو عند مشيها في الشارع وهو أمر معروف للجميع". وبينت ان "تعامل السيطرات الأمنية مع السائقات هو منتهى الرقي والأدب والاحترام، فهم يفسحون المجال للعبور ويتعاونون عند حدوث عطلات او غيرها  أما بالنسبة للمرور فانه أحيانا يتغاضى عن الكثير من المخالفات غير المقصودة ويقدرون المرأة بصورة عامة". سائق التكسي فلاح سلمان يقول بهذا الخصوص إن "النساء اللاتي يقدن السيارات في الشارع يتميزن بالهدوء والبطء ونحن نعيش في عصر السرعة، ونحن الرجال بصورة عامة لا نحتمل الانتظار طويلا ونحاول الوصول بأسرع وقت".

وأضاف سلمان ان "الشارع هو ملك الجميع ومن غير المعقول ان امنع النساء من قيادة السيارة لكن اتمنى من النساء ان يتمتعن بجرأة اكبر كي لا نتأخر بسبب خوفها".

من جانبه اكد عقيد المرور نجم عبد جابر ان "المرأة تتساوى مع الرجل في تطبيق القانون وانها تخضع لمحاسبة رجل المرور أسوة بالرجال"، مبينا ان "النساء أكثر هدوءا عند قيادة السيارة واكثر التزاما بقواعد السير والمرور لأن قيادتهن للسيارة بتأن عكس الرجال" .مبينا ان "نزولهن للشارع قليل لمحدودية الأماكن والأوقات، فمثلا لا نرى نساء يقدن السيارة ليلا بسبب ضرف البلد الامني بصورة عامة".

تساوٍ في الاختبارات

واوضح جابر ان "النساء يخضعن الى نفس الاختبارات عند منحهن اجازة السوق من قبل مديرية المرور العامة ومن حقهن النزول للشارع أسوة بالرجال ولا فرق لدينا بين الجنسين". واشار إلى أن "النساء بصورة عامة اقل تسجيلا للحوادث المرورية مقارنة بالرجال الحوادث التي عادة ما تقع بسبب السرعة الشديدة ولم تسجل لدينا حوادث سببها النساء الا  ما ندر".  وبين ان "مضايقات الرجال للنساء قليلة ولم تسجل لدينا دعوى بهذا الخصوص وان نسبة السائقات حتى الآن في العراق هي نسبة قليلة مقارنة بالرجال ومقارنة بدول العالم الاخرى وذلك لأسباب ازدحام الشوارع والكثافة المرورية العالية والشوارع الضيقة وكذلك  بسبب السيطرات التي تضايق السواق قبل السائقات ما يؤثر على معاناة المرأة للسياقة ويجعلهن اقل نزولا للشارع".