سلطت زيارة رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني الى بغداد الضوء على الخلاف والتباين الشيعي السني حول ازمات المنطقة وموقف العراق الرسمي ازاءها لاسيما فيما يتعلق بالملف السوري.

ففيما اعلن رئيس الوزراء نوري المالكي لدى استقباله لاريجاني عزم بغداد ابرام اتفاقيات ثنائية لرفع مستوى التعاون بين في المجالات كافة، طالب رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الجمهورية الاسلامية بالامتناع عن "التدخلات المضرة بالشعب السوري"، فيما عبرت القائمة العراقية عن "صدمتها" من زيارة المسؤول الايراني متهمة طهران بالتدخل في سوريا لصالح نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء ان الاخير استقبل لاريجاني، و"جرى خلال اللقاء بحث تطوير العلاقات الثنائية والتطورات الجارية في المنطقة". واشار البيان، الذي حصلت "المدى" على نسخة منه، الى ان الاجتماع "بحث رفع مستوى التعاون التجاري والاقتصادي من خلال ابرام اتفاقيات تعاون بين البلدين في جميع المجالات".

من جانبه طالب اسامة النجيفي، رئيس مجلس النواب، طهران "ان لا تكون هناك تدخلات مضرة بالشعب السوري"، معبرا عن امله ان "لا ينمو الارهاب في سوريا ويجب مكافحته".

وكشف النجيفي، في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الايراني، وحضرته "المدى" عن "وجود جهود مشتركة لتطويق الازمات التي تشهدها المنطقة من خلال دعوة من رؤساء لجان العلاقات الخارجية لبرلمانات الدول المحيطة بسوريا للاجتماع في بغداد قريبا على ان يعقبه اجتماع آخر لرؤساء البرلمانات لغرض البحث عن حلول لازمات الشرق الاوسط".

واضاف النجيفي "ان موقف العراق من الاحداث الاخيرة لغزة واضح وهو داعم للمقاومة الفلسطينية مع حقهم في اقامة دولتهم والعودة الى فلسطين"، وتابع "وفيما يتعلق بالملف السوري فالعراق مع تطلعات الشعب السوري في اقامة الحرية والديمقراطية والعدالة وتقرير مصيرهم ونأمل ان لا تكون هناك تدخلات".

من جهته عبر رئيس البرلمان الايراني عن ترحيبه بمبادرة النجيفي "في تسوية مشاكل المنطقة"، لافتا الى ان "العراق يتمتع بعملية ديمقراطية حديثة ومتطورة، وهو يلعب دورا ملحوظا على صعيد المنطقة".

واضاف لاريجاني "ان حضورنا اليوم في بغداد جاء بدعوة من رئيس البرلمان اسامة النجيفي وتأتي في اطار جولة اقليمية قمنا بها مؤخرا تركزت على البحث عن حلول للقضية السورية وايجاد الالية المناسبة لحلها".

مشيرا الى ان "العراق يتمتع بعملية ديمقراطية حديثة ومتطورة الذي يلعب دورا ملحوظا على صعيد المنطقة".

وشدد المسؤول الايراني على ان "العلاقات والتواصل بين البرلمانين العراقي والايراني من شأنه خلق فرص للتعاون بين الجانبين للتعاطي مع جميع قضايا المنطقة، ويتيح لبغداد وطهران ان يكون لهما دور بناء وايجابي من اجل حل جميع الازمات التي تشهدها المنطقة الاقليمية".

مؤكدا ان "التعاون بين الحكومة العراقية والايرانية وثيق وشامل على كافة الاصعدة الاقتصادية والسياسية والبرلمانية"، ولفت الى ان "هذه العلاقات سيكون لها دور كبير على حل وتسوية الكثير من القضايا في المنطقة".

واشار لاريجاني الى ان لقاءه مع نظيره العراقي "تركزعلى تفعيل دور برلمانات الاسلامية والاسيوية وكيفية استخدام الالية المناسبة لدعم ابناء غزة والشعب الفلسطيني خصوصا بعد الانتصار الذي حققوه على الاسرائيلين".

وفيما يتعلق بالموقف الايراني من الازمة في سوريا، قال لاريجاني ان "ايران مع الاصلاحات السياسية في السوري بما يتناسب مع تطلعات الشعب السوري"، واضاف "طهران لديها وجهة نظر تختلف عن بعض الاطراف الاقليمية التي تريد ارساء الديمقراطية في سوريا بالاربي جي 7 والدبابات ودعم الارهاب".

وعقب المؤتمر المشترك للنجيفي ولاريجاني، اعتبر المتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا "زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إلى مجلس النواب العراقي ولدت لدينا صدمة، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة بأن الحكومة السورية تدير الأزمة بحكمة".

وفي مؤتمر صحفي حضرته "المدى برس"، انتقد الملا "استقبال" رئاسة مجلس النواب لاريجاني، مطالبا البرلمان بـ"اتخاذ موقف حاسم ضده لاسيما وأن زيارته الأخيرة لسوريا كشفت الدعم الإيراني الواضح لنظام الأسد".