لم تكن نهاية حركات الشيخ محمود الحفيد في الثلاثينات فصل الختام في الثورة الكردية ، بل كانت بداية لعهد جديد تمثل بقيادة جديدة هي القيادة البارزانية ، قيادة الشيخ أحمد وأخيه الملا مصطفى بارزاني اللذين ثارا في عام 1932 ، واستأنفا الثورة عام 1943 .
وما أن وضعت الحرب العالمية أوزارها ، حتى قررت السلطات العراقية إنهاء الثورة الكردية وتصفية قياداتها ، فأعلنت الأحكام العرفية في مناطق واسعة من كردستان ، وسيقت قطعات كبيرة من الجيش والشرطة إلى المنطقة الكردية استطاعت بعد معارك قاسية من السيطرة على مناطق الثورة وإخراج البارزانيين إلى خارج الحدود الشرقية للعراق . التحق البارزانيون بجمهورية مهاباد الكردية التي أعلن عنها في الأراضي الإيرانية حتى انهيارها وتفرق مؤسسيها .
وفي مثل هذا اليوم من عام 1945 أصدرت إحدى المحاكم العراقية أحكاما غيابية بإعدام خمسة وثلاثين كرديا منهم الملا مصطفى وشقيقه أحمد بارزاني وعدد من ضباط الجيش ، وعلى آخرين بمدد مختلفة . غير أن الشيخ أحمد بارزاني سلم نفسه إلى السلطات العراقية فنفته إلى جنوب العراق ، أما الملا مصطفى بارزاني فقد تسلل مع أتباعه إلى منطقته وأعلن استمرار ثورته ، فواجهته السلطات العراقية بالتعاون مع الحكومتين الإيرانية والتركية ، مواجهة قاسية اضطر معها للرحيل إلى الأراضي السوفيتية ،فمنح فيها مع أتباعه حق اللجوء السياسي ، ورحب به من قبل حكومة موسكو ، ولم يعد إلى الوطن إلا بعد انبثاق ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ، ليبدأ صفحة جديدة من النضال .
حدث في مثل هذا اليوم: أحكام قاسية
نشر في: 30 نوفمبر, 2012: 08:00 م