نقمة وليس نعمة.. الأمطار التي هطلت وأغرقت العاصمة لم تستثن بقية المحافظات من الكوارث التي سببتها، فالأمطار الغزيرة التي هطلت على البصرة واغلب مدن العراق اثبت عجز شبكات المجاري عن تصريف كميات المياه التي أفرزتها الأمطار خلال ثلاثة أيام فقط، على الرغم من الاستعدادات التي هيّأتها مديرية مجاري المحافظة وكذلك الجهات الساندة لها في تنظيف وتسليك المجاري بالرغم من انجاز عدد من مشاريع المجاري والصرف الصحي في المحافظة.
محافظ البصرة الدكتور خلف عبد الصمد أكد في مناسبات عديدة الاعتماد على شركات رصينة ولها خبرة طويلة في عمل المجاري لتنفيذ شبكات للمجاري وشبكات الصرف الصحي وتخصيص مبالغ كبيرة لهذا الغرض .
أموال طائلة من دون حلول
هذا وقد أعلن في وقت سابق أن الحكومة المحلية تسعى إلى تنفيذ مشاريع كبرى، وفق الطرق الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة، وسيكون عام 2012 ورشة عمل في المحافظة، وان هذه المشاريع ستصب في خدمة المواطن البصري.
وقال عضو ائتلاف دولة القانون النائب عن محافظة البصرة منصور التميمي للمدى: انه على الرغم من صرف المبالغ الطائلة على الخدمات فلا يزال هناك غياب واضح لها من خلال غرق الشوارع والمنازل في البصرة اثر هطول الأمطار ليوم واحد، مضيفا أن الحكومة المحلية في البصرة ادعت بأنها صرفت مبالغ طائلة من اجل الاستعداد إلى موسم الشتاء ولم نلاحظ أي تحسن رغم صرف الأموال الطائلة.
وبين: طلبنا في اغلب المناسبات تشكيل دولة مؤسسات، خصوصا ما نلاحظه في الآونة الأخيرة من تلكؤ المؤسسات والوزارات، حين نلاحظ عدم تحسين ملف الخدمات رغم صرف المبالغ الكبيرة في هذا القطاع، لكن لم تحقق أي نسب نجاح حتى لو كانت بسيطة.
ودعا التميمي الحكومة المحلية في البصرة إلى أن تجد حلولا جذرية لأزمة الأمطار بدل أن تتبجح أمام وسائل الإعلام. وعلى الجهات الرقابية المختصة محاسبة الحكومة المحلية في البصرة وذلك لان الكثير من المشاريع التي عملت بها لم تكن مثمرة.
وكان نائب رئيس مجلس البصرة الشيخ أحمد السليطي قد أعلن على موقعه الرسمي يوم 25 / 11 / 2012 : أن الكلفة الكلية للمشاريع المخصصة لمعالجة مشكلة مجاري المياه الثقيلة ومياه الأمطار في محافظة البصرة ضمن مشاريع 2011 و 2012 هي (2,739,983,360,889) اثنان تريلون وسبعمائة وتسعة وثلاثون ملياراً وتسعمائة وثلاثة وثمانون مليوناً وثلاثمائة وستون ألفا وثمانمائة وتسعة وثمانون ديناراً ...
دعوة إلى إلغاء هيئة الاستثمار
وقال رئيس لجنة رفع التجاوزات في المحافظة مكي التميمي: هذا ما حذرنا منه في السابق بالقول "إن الشركات العراقية أثبتت فشلها في كل شيء، وهي غير قادرة على تقديم الأحسن وإنما فقط شركات وهمية ولا تملك الخبرة في تنفيذ المشاريع للبنى التحتية كونها تبحث دائما عن الربح وليس دقة العمل .
وأضاف: هل يعقل أن صاحب الشركة ينتظر صدور السلفة الأولى لغرض شراء شفل أو آلية أو البعض منهم اخذوا مقاولات بأربعة مليارات وهو لا يملك علبة سكائر .. اليوم نحن في حيرة كبيرة جداً ومأزق لا يحسد عليه، فمن جهة هناك من يريد إفشال جميع المشاريع الخدمية لأهل البصرة، ومن جهة أخرى أننا نملك المال ولكننا لا نستطيع أن ننفذ مشاريعنا بسبب المصيبة والكارثة الكبيرة التي أسمها "المتجاوزين" من أهالي المحافظات لذلك الآن الكثير من المشاريع معطلة، لذلك أقولها بحسرة كبيرة إذا بقي الوضع على ما هو فلن تنهض البصرة أبدا.
وبين التميمي: أدعو الى إصدار قرار شجاع وجري من مجلس محافظة البصرة بعيداً عن المحسوبية والمزايدات الانتخابية والحزبية، بترحيل كافة المتجاوزين من خارج محافظة البصرة ومن دون استثناء وخاصة الذين جاءوا بعد السقوط مباشراً، وعدم أعطاء أي شركة عراقية لمدة 10 سنوات أي مقاولة تخص البنى التحية، واخذ الصلاحيات الكاملة وخاصة في السيطرة على الأراضي التي تعود لبقية الوزارات التي تؤخر عمل المحافظة وتعيق فرص الاستثمار، وعقد اتفاقية مع خمس دول وهي بريطانيا وأمريكا وكوريا الجنوبية واليابان والصين من أجل إقامة مدينة جديدة تسمى نيو بصرة ، وفك وإلغاء هيئة الاستثمار التي شكلت وفق المحاصصة ووضع مكتب استشاري يضم خبراء عراقيين
وأجانب من اجل النهوض بالواقع العمراني في البصرة.
مشاريع فاشلة
وقال الإعلامي كاظم حاوي: الأمطار أثبتت أن المشاريع التي تنفذها الحكومة المحلية لا تتناسب مع حاجة المواطنين وان المشاريع التي تنفذ فاشلة جدا والدليل تراكم مياه الأمطار والمياه الثقيلة في الشوارع، وهذا ما يدعونا إلى رفض التصريحات التي يدلي بها المسؤولون، والتي تفيد بأن شبكة المجاري غير مصممة لكميات كبيرة مثل هطول الأمطار هذا العام.
في حين عزا الإعلامي حيدر الموزاني أسباب غرق معظم شوارع البصرة بالأمطار إلى هطولها المستمر وعدم وجود شبكة أمطار حديثة عوضا من الشبكة القديمة المتهالكة، بحيث تحولت المناطق السكنية إلى جزر تحيطها مياه الأمطار من كل جانب فالشوارع الفرعية تحولت إلى انهار وأدى هطول الأمطار أيضا الى تهديم عدد من الدور القديمة ودور المتجاوزين، مبينا ان طلاب المدارس عمدوا إلى طرق بديلة للانتقال من جانب إلى آخر، تكمن في رصف الطابوق من الرصيف إلى الرصيف المقابل وبالطبع على احدهم أن يضحي بملابسه وحذائه كي يعبر الشارع، في حين أن اغلب المركبات أصبحت زوارق والقديمة منها تعطلت في وسط المياه الموحلة في شوارع البصرة لان مياه الأمطار امتزجت بالطين المنتشر في البصرة نتيجة عدم تعبيد أو إكساء معظم شوارع المحافظة.
قلة الكوادر العاملة
شبكات المجاري هي الأخرى معطلة والمحصلة النهائية أن شبكتي المياه الثقيلة ومياه الأمطار
معطلة، فضلا عن نقص الخدمات وقلة الكوادر العاملة على سحب المياه من الشوارع، وهذا الأمر سبب معاناة جديدة للمواطن البصري الذي لم يجنِ غير الوعود من الحكومات المحلية المتعاقبة على حكم المحافظة.
وقالت الموظفة أبرار جواد كاظم: مع الأسف أن يكون واقع البصرة بهذه الصورة المأساوية، التي أزاحت الستار عن عمليات الفساد الإداري والمالي، التي مارسها ويمارسها المقاولون الذين انيطت بهم المشاريع الخدمية، حيث لم يقوموا بعملية بناء وإنما عملية هدم اضافة الى ذلك تقع لائمة الموضوع على دائرة الماء والمجاري التي لم تقم باستعدادات لاستقبال فصل الشتاء من
خلال قيامها بحملات تنظيف وتسليك المجاري الرئيسية، موضحة أن الحل لهذه المشكلة يقع على عاتق الحكومة المحلية، من خلال محاسبة الدوائر المقصرة وإيقاف المشاريع المتلكئة من قبل بعض المقاولين الذين يعملون بدافع ربحي فقط ، وكذلك فرض غرامات مالية على المواطنين المتجاوزين على المنهولات الرئيسية، والاعتماد على مهندسين ذوي خبره للقضاء على هذه المشكلة، حتى لو تطلب الأمر الاستعانة بشركات أجنبية، فالكل يعرف أن اكساء الشوارع والمجاري كان بالاعتماد على خبرات عمال هنود وعرب ونطالب بتضافر الجهود للنهوض بواقع البصرة التي بات وضعها علانية يعاني الكثير من المعوقات والمشاكل وفي شتى المجالات بحسب قولها.
أدعو المسؤولين إلى النزول للشارع
وقال الإعلامي حسن الحيدري: أتمنى أن أجد سياسيا أو مسؤولا أو من يدعي بأنه مسؤول سواء في المحافظة أو البرلمان، أن ينزل لشوارع البصرة ويرى شوارعها كيف أصبحت بسبب الأمطار التي لم تستمر لمدة طويلة، ويروا بأم أعينهم كيف يعيش المواطن المبتلى بالأزمات ويشاهدون كيف يذهب التلاميذ والطلبة إلى مدارسهم وجامعاتهم، وكيف يصل الموظفون إلى دوائرهم بعد أن أصبحت ملابسهم قطعة من الوحل والطين، نريد من المسؤولين أن يتجولوا في محلات وأزقة وشوارع البصرة، التي غرقت بالمياه ، مبينا بان اغلب الطلبة تركوا مدارسهم لمده يومين، لعدم قدرتهم على الوصول إليها، لكن للأسف لم نلحظ أية زيارة من قبل أي مسؤول، لكن سنراهم بالتأكيد أيام الانتخابات، ولكن والكلام للحيدري قسما بمقدساتي هذه المرة لا نسمح لأي شخص من المرشحين بأن يقف على أعتاب هذه المنطقة من اجل سلب أصواتنا له، وأما السيد المحافظ الذي يسميه البعض ابن البصرة البار فأين بره للبصرة وفقراء العاصمة الاقتصادية تتوسط المياه غرف نومهم؟ أين هو ولم يوفر اكساء للشوارع في منطقتنا التي هي بوابة البصرة الرئسية والتي وجهت له دعوة عدة مرات ولم يزرها ولا نعرف السبب، أتمنى أن يسكن عائلته في مثل مناطقنا وليس بقصورهم الكبيرة والفارهة، هل يقبلها لعائلته؟
المناطق الشعبية ضحية الأمطار!
وقال الإعلامي حيدر المنصوري: في أول اختبار لها من السماء أثبتت المشاريع الخدمية التي تخص تصريف مياه الأمطار فشلها الكبير من خلال المشهد المأساوي الواضح في بعض أحياء وأزقة البصرة، حيث حولتها مياه الأمطار إلى بحيرات قطعت أوصال مناطق البصرة حتى أصبح من الصعوبة التنقل من مكان إلى آخر داخل المحلة وليس خارجها.
وتمنى المنصوري على الجهات المعنية العمل الجاد والحقيقي من اجل انتشال مناطقنا الشعبية من واقعها المرير فهي تعاني من فيضانات شوارعها وبيوتها في بعض المناطق، حيث دخلت مياه الأمطار إليها، وهذا ما يبرهن عدم وجود الخطط من قبل الحكومة المحلية، والاستعداد لمواجهة فصل الشتاء الممطر، وما يتبعه من أضرار على الحياة العامة في بعض المناطق التي تعاني من نقص واضح في مشاريع شبكات تصريف المياه الثقيلة، ومياه الأمطار بل ومشاكل الأسلاك والمحولات الكهربائية التي سببتها رطوبة مياه الأمطار الغزيرة حيث انقطع التيار الكهربائي نهائيا في بعض المناطق.
حملات لتأهيل المجاري !
هذا وقد نفذت مديرية مجاري البصرة حملة تنظيف في عدد من المناطق التي غمرتها مياه الأمطار، وفتح منهولات المياه الثقيلة ومعالجة الانسدادات وتأهيل محطات الأمطار في منطقة نواب الضباط، والمعقل، والابلة، وحي الشهداء، والخمسين حوش، والساعة، بحسب مصدر مسؤول في قاطع مجاري العشار.
وكان المسؤولون في عدد من قواطع خدمات المجاري قد أعلنوا عن تنفيذ العديد من الخدمات لتسليك وتنظيف شبكات المجاري استعدادا لموسم الشتاء الحالي .
وقال مسؤول قاطع مجاري العشار الثاني مهند عبد الامير: إن الكوادر العاملة في قاطع المجاري قاموا بتنظيف كليات الأمطار بواقع (35 كلي) في منطقة نواب الضباط ، ونفذت حملة مماثلة لتنظيف منهولات المياه الثقيلة بواقع ( 15 منهولة) وتمكنت من انجاز عملية فتح الانسدادات الحاصلة فيها، وتأهيل محطة أمطار نواب الضباط ، والكشف عن كليات الأمطار المدفونة.
وأضاف: أن كادر القاطع قام بالكشف عن منهولات مدفونة في المعقل والقيام بأعمال صب لأغطية المنهولات، فضلا عن تنظيف وتسليك (16 كلي) للأمطار، وتنظيف (23 منهولة) للمياه ثقيلة، وتنظيف وكري نهر حي الشهداء قرب التجنيد القديم.
لافتا إلى الانتهاء من تنظيف وتسليك وصيانة حوض المحطة (70) في منطقة الابلة، وتنظيف كليات الأمطار في مناطق المعقل والابلة وحي الشهداء والخمسين حوش والساعة.
شارع الكنائس وحسينية المحمدي
وقال مسؤول قاطع شبكات مجاري الجمهورية احمد صباح عبد الواحد: قام
كادر قاطع الجمهورية بتنظيف 15 منهولة قرب منازل (الشويلات) الواقعة في
الجمهورية، وفتح الانسدادات الحاصلة في داخل أنابيب المجاري في
شارع المجتبى، ومعالجة الطفح الموجود في شارع الكنائس من خلال
تنظيف 3 منهولات في نفس الشارع ، وتنظيف شارع 12 في الجمهورية، وشارع آخر وتنظيف شارع المنظومة في دور الضباط، مبينا: أن هناك حملة أخرى تقوم بها كوادر قاطع شبكات مجاري الجمهورية من خلال تنظيف كليات الشوارع الرئيسية، ابتداءً من تقاطع العالية وحتى تقاطع مستشفى الجمهوري العام ، ومن تقاطع النفط
الى تقاطع نواب الضباط ، وتنظيف وتسليك شارع المنظومة، وكليات شارع ملعب الجمهورية، وشارع السوق، وكليات ومنهولات شارع الروضة، وتنظيف وتسليك كليات شارع المركز الجديد، فضلا عن معالجة عدد من
الخطوط التي تعرضت إلى الانسدادات في منطقة الجمهورية قرب حسينية المحمدي.
لافتا إلى أن "جميع هذه الخطوط هي (منهولات) ثقيلة، وقد تم فتح الانسدادات الحاصلة في خطوط الأمطار في شارع الكنائس، وتنفيذ وصب14) منهولة) أخرى مع الأغطية التي كانت مفقودة، وصب (6 منهولات) تحتوي على الأغطية، التي استغرقت مدة العمل فيها مدة 15 يوما.
سيارات حديثة لشفط المياه الثقيلة
وكانت مديرية العقود الحكومية في ديوان محافظة البصرة قد أنجزت عملية شراء سيارات سحب تخصصية (شافطة) لسحب المياه الثقيلة ، تضمن سيارات لسحب المياه الثقيلة بقطر 8 انج من نوع ميرسيدس عدد 8 وكرين بقدرة 30 طناً لدعم مديرية المجاري في سير أعمالها، بكلفة بلغت 4 مليارات و768 مليون دينار.
جميع التعليقات 3
علي
منطقة 5ميل الهادي الثانية عمرت في عام 1989 ولحد الان لم نشمل بلاعمار اسوة بباقي المناطق التي تعمر كل سنة , 5ميل منهارة الخدمات وغارقة بالمياة صيفا وشتاءا كون المجاري عمرها اكثر من 20 سنة لانها فقيرة الحال وغنية وعزيزة بسكانها مع الشكر الجزيل @
nnnn
ربي يستر
nnnn
ربي يستر