عنوان صحفي جميل تصدّر احدى اولى صفحات احدى الزميلات دفعني الى الحديث هنا وفي هذه الزاوية الاسبوعية بعدما وجدت من الافضل عدم الخوض في موضوع زيكو ومسلسله الممل وغير المفاجئ بتطوراته المتوقعة طالما ان حسن النية غائبة عن الاطراف ، قضية تعاقده مع الاتحاد العراقي ولطالما ان جهات بفترض ان تتحمل مسؤوليتها كوزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية وغيرهما من الجهات الحكومية التي لم تدس أنفها في ملف العقـد ، فلماذا اذن ندخل حلبة الصراع لكن ذلك العنوان اللافت دفعنا لنخوض في هذا الامر.
في اليوم الذي سبق الاعلان عن استقالة زيكو وانتشارها كانتشار النار في الهشيم ، بل واسرع من ذلك، خرج عنوان كبير كان لافتا وجميلا في الوقت نفسه مفاده "ان زيكو يصل بغداد لترويض الاُسود" وإعدادها للاستحقاقات الجديدة وبطبيعة الحال أقربها بطولة غرب آسيا بالكويت وبعد التأكد من عدم وصول زيكو الثلاثاء الماضي كما يفترض وحسب ما اكده اعضاء اتحاد الكرة سارعت زميلة اخرى وخرجت بعنوان في اليوم التالي يقول: ان زيكو يتخلف عن المجيء الى بغداد.
وما بين هذا التأكيد وما سبقه من تأكيد اخذ الجميع ينسج بخيوط اللعبة عبر احتماليات متعددة ومختلفة فهناك من ربط الامر بقضية المنتخب البرازيلي وان زيكو اصبح من المرشحين لتدريب منتخب السامبا وهناك من اعتبر تضاؤل آمال الوصول الى مونديال البرازيل دفعته للتملص من المسؤولية مبكراً وآخرون اعتقدوا ان زيكو وجد لا مناص من التواجد في بغداد وهذا ما لا يفضله فقدم استقالته وامور كثيرة لكنها لم تلامس الحقيقة ، حقيقة واحدة لا غيرها أراد فيها زيكو ترويض اتحاد الكرة وليس اُسود الرافدين.
فبعد اكثر من عام على تاريخ توقيع العقد بين زيكو ورئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم يخرج الاول متهماً اتحاد الكرة بالقفز فوق تفاصيل العقد وعدم الإيفاء ببنوده وعدم تنفيذ آلية دفع الاستحقاقات المالية مثلما ذكر ذلك في موقعه الرسمي ، ويبدو انه يعرف تماما حجب اصل العقد عن وسائل الإعلام العراقية وعدم معرفتها به دفعته لإطلاق ما يحل له من قول.
ويبدو ان هذه التطورات المتسارعة جعلت اتحاد الكرة الذي سارع الى اجتماع استثنائي يواجه اختباراً حقيقياً وهو يجد نفسه اصبح على المحك في اكتشاف مدى قدرته لإدارة دفــة هذه الاحداث التي نسجها زيكو باسلوبه المحترف اراد به ترويض الاتحاد وجرّه الى طلبات اخرى يقتنع بان اتحاد الكرة سيذعن لها تحت لافتة المدرب العالمي المحترف وفيلسوف التدريب الذي لا يُشق له غبار.
بالطبع هذا سيجعل الاتحاد مرغماً لإبداء شجاعة وجُرأة وموقفاً واضحاً وشجاعاً يستند على مفاهيم كتلك التي تحدَّث عنها عضو ادارة الاتحاد نعيم صدام عندما قال الكرة العراقية فوق زيكو وألا يسمح الاتحاد لزيكو لتمرير مثل هذه المآرب.