بالرغم من ان مشاركة منتخبنا الوطني في دورة الخليج 21 في المنامة تمثل هدفاً مهماً للكرة العراقية وجميع من تعنيهم نتائج المنتخب في دورة تمثل مونديالاً مصغراً للفرق الخليجية واستحقاقاً خاصاً لأسودنا التي لم يكن تمثيلهم مشرّفاً في الدورات الاخيرة في ابو ظبي ومسقط وعدن ، فان ملف تضييف البصرة للنسخة 22 يبقى الهدف الستراتيجي الذي يراهن عليه العراق لاستعادة حقه التنظيمي والتاريخي اللذين غُيّبا بسبب قطيعة قسرية أملتها ظروفنا المؤلمة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي.
لقد اعتاد مسؤولو الرياضة ان يكون موقف الاعلام الرياضي متوافقاً مع النهج الوطني لتكريس حقوق بلدنا ، وذلك ليس منة من أحد طالما ان الاعلام جزء فاعل من تجربة بناء مرتكزات قوية لمشاريع حيوية تقف المدينة الرياضية في مقدمتها ، إلا ان وقائع استعدادنا لانتزاع موافقة الاخوة الخليجيين على منحنا الضوء الاخضر لتضييف الدورة 22 لا تبدو مشجعة على الاطلاق حتى الآن بدليل ان موعد افتتاح المدينة تعرض لاجتهادات وتخمينات شتى تسببت في اضعاف ثقتنا بمن يتولى ملف التنظيم وضيّق أمل انفراجه من دون حقيقة ملموسة في الأفق.
وتقف وزارة الشباب والرياضة في ركب المواجهين لسهام الانتقادات الموضوعية وليست المكيدة ، لانها سبق ان اعلنت على لسان الوزير المهندس جاسم محمد جعفر اثناء حديثه لـ(المدى) قبل اشهر عدة عن موعد افتتاح المدينة الرياضية بحضور النادي الاسباني العملاق برشلونة واقامة بطولة رباعية بمشاركة منتخبنا الوطني في حفل مثير يؤكد جاهزية المدينة لتضييف اكبر الدورات وليست الخليجية فحسب ، فهل أوفت الوزارة بوعدها ؟!
ها نحن اليوم نستقبل عبر بريدنا الالكتروني ونشاهد في المنتديات والمواقع غير الرسمية صوراً دعائية جلها من خارج الملعب الرئيس للمدينة يقف وراء كاميراتها اشخاص معنيون بالحملة الدعائية لقتل الوقت وتخدير الاعلام الرياضي والجمهور الواعي لما يجري خلف اسوار الملعب المنتظر الذي واجه حملة تشكيك كبيرة بدءاً من لجنة الرياضة والشباب في قبة البرلمان الى ابسط مشجع ملّ الصبر أملاً برؤية ملعب يليق بسمعة بلده وبتاريخه العريق في اللعبة.
ان اتحاد الكرة الطرف الأول المسؤول عن انجاح دورة الخليج 22 يغطّ في سبات عميق منذ ان كشفت وزارة الشباب والرياضة عن تشكيل اللجنة العليا المنظمة للدورة إذ غالباً ما تكون مشاركة رئيس الاتحاد ناجح حمود وامين سره وكالة طارق احمد وعدد من اعضاء الاتحاد دون مستوى الطموح في مراقبة العمل والاعلان عن مراحل انجازه ، بالرغم من ان الوزارة تعلن بين الفينة والاخرى عن نسب الانجاز لكن ذلك لا يمنع من بذل الاتحاد جهوداً مضاعفة لاشعار الآخرين انه جزء فاعل وليس هامشياًَ في حلقة متابعة المشروع من الالف الى الياء ، والحسنة الوحيدة التي بدرت من حمود هي اعترافه علانية امام رؤساء الاتحادات الخليجية في الكويت عدم جاهزية العراق لاقامة الدورة 21 وانقذ ماء وجه الشركة المنفذة وقائمة طويلة من المسؤولين عنها.
لا ادري ماذا سيحمل وفد وزارة الشباب والرياضة اثناء حضوره الاجتماعات المؤمل اقامتها على هامش خليجي المنامة قبل اختتامة بيومين ، هل سيتعهد بتكامل ملف التنظيم قبل زيارة اللجنة التفتيشية في شباط المقبل أم سيقدم تبريراً مختلقاً بأن مفتاح المدينة ضائع أو مسروق وجاري البحث والتحقيق عنه؟
الحقيقة تشكل صدمة موجعة اذا ما علمنا ان مفاصل مهمة من البنى التحتية والتوليد الكهربائي والماء الصافي والفنادق والمنشآت الخدمية الاخرى ليس لها وجود على خارطة المدينة حتى الآن!
مَن سرق مفتاح البصرة ؟!
[post-views]
نشر في: 1 ديسمبر, 2012: 08:00 م