سلوك مرسي يعكس عجزه عن مواجهة تحديات المرحلة الانتقالية
قالت صحيفة الفايننشيال تايمز، إن الرئيس محمد مرسي بات فاقدا للمصداقية، بعد إصداره الإعلان الدستوري الذي لم يعمق فقط الانقسامات السياسية في مجتمع يشهد نزاعات عديدة، بل جعل صورة الرئيس الإسلامي تتلقى صفعة قوية ربما لا يمكن علاجها. ورأت الصحيفة أن تزايد المعارضة ضد مرسي يؤجج المخاوف من احتمال انزلاق البلاد إلى العنف. وأشارت إلى السجال اللفظي الشديد بين الإسلاميين، الذي ينتمي لهم الرئيس، وغير الإسلاميين عبر مواقع وسائل الإعلام الاجتماعية، مما ينبأ بمخاوف من اشتباكات قريبة بينهم. وعلى غرار نظام مبارك، لفتت الصحيفة البريطانية إلى اتهامات الإخوان المسلمين للمعارضة بالخيانة والعمالة ومحاولة تشويه صورتهم ووصفهم بالمرتزقة وأصحاب المصالح. وتحدثت الصحيفة عن الرؤية المشككة في إيمان جماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين عامة في الديمقراطية والتي كان المرشد العام السابق للإخوان وصفها بأنها مجرد سفينة للوصول إلى السلطة. وفيما ترى الصحيفة في سلوك مرسي وجماعته بعض الحقيقة في هذا الأمر، إلا أنها تشير إلى أن قرارات الرئيس ربما جاءت نتيجة لعجزه عن مواجهة ضغوط سائدة ومتضاربة أحيانا خلال المرحلة الانتقالية.
لحظة فخر المصريين تحولت إلى أوقات مخيبة للآمال
قالت صحيفة واشنطن بوست إن اللحظة التي من المفترض أن تكون فخرا للمصريين بعد الإطاحة بنظام مبارك، وولادة دستور وطني جديد، تحولت إلى واحدة من أكثر الأوقات المخيبة للآمال، حيث انعدام الثقة في الرئيس الجديد المنتخب وشكوك قوية بشأن الانتقال الديمقراطي الهش. فالدستور الذي جرى الانتهاء من صياغته سريعا والتصويت عليه في غضون 13 ساعة فقط، لا يمثل آمال المصريين ويثير أسوأ المخاوف. وأشارت الصحيفة إلى أن مشهد الغضب في التحرير يشير إلى عملية كتابة الدستور المعيبة للغاية والتي تؤكد استحالة الموافقة عليه. وبعيدا عن القاهرة، تحدثت الصحيفة الأمريكية عن الغضب العارم الذي شهدته مختلف محافظات مصر وعلى رأسها الإسكندرية، رافضين الدستور الجديد، الذي لا يزال غارقا في الفوضى الناجمة عن الصراع بين مرسي والقضاء. وأكدت ميشيل دن، مدير مركز رفيق الحريري التابع للمجلس الأطلنطي، أن مرسي ارتكب خطأ جعل من الصعب جدا تحريك العملية السياسية إلى الأمام. وأضافت أنه من المهم لمرسي أن يدرك أن ليس نصوص الدستور الذي تضمن شرعيته وإنما عملية الصياغة نفسها والتي هي ساقطة جزئيا.