TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا النزاهة زعلانة؟

لماذا النزاهة زعلانة؟

نشر في: 7 ديسمبر, 2012: 08:00 م

الهيئة المستقلة للنزاهة زعلانة هذه الأيام، بل منزعجة انزعاجاً شديداً، والسبب ان منظمة الشفافية العالمية عادت في تقريرها السنوي للعام الحالي إلى وضع الدولة العراقية في موقعها الحقيقي ومكانها المناسب بوصفها دولة فاسدة، بل بين الدول الأكثر فساداً في العالم.
منظمة الشفافية الدولية التي يوجد مقرها في برلين (ألمانيا) وتأسست في العام 1993، هي تجمع عالمي غير حكومي وغير ربحي ولا يتدخل في السياسة. وهذه المنظمة تسعى إلى مكافحة الفساد السياسي والمالي والإداري في العالم عن طريق نشر الحقائق في هذا الخصوص، معتمدةً مؤشراً علمياً لتحديد ما إذا كانت الدول وحكوماتها فاسدة أم غير فاسدة ودرجة فسادها. وعلى هذا الأساس جاء ترتيب العراق والسودان والصومال في ذيل القائمة، أي الدول الثلاث الأكثر فساداً.
 المنظمة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بصدام حسين ونظام حكمه وفلول ذلك النظام، وبالتالي فليس لها مصلحة أو غاية أو غرض في أن تكون دولتنا الحالية ونظامنا الحالي وحكومتنا الحالية بين الأكثر فساداً، بل ان مصلحتها في أن تكون غير فاسدة تماماً. وتقرير المنظمة السنوي لا يقتصر على العراق وإنما هو دولي ويشمل أكثر من 170 دولة.
هيئة النزاهة علّقت في بيان لها على تقرير المنظمة، معبرة عن اعتقادها بان المنظمة تُوقع العراق "تحت حيف متواصل منذ أن دخل في تقارير منظمة الشفافية الدولية"، وقالت "إن العراق ممثلاً بهيئة النزاهة إذ يعرب عن عدم ارتياحه لاستخدام المعايير المحدودة في تقويم أدائه واقتصار هذه المعايير على مصادر من خارجه في تقارير المنظمة فأن التقرير الأخير يعد محبطاً للقناعات التي كنا نعتقد ان هذه المنظمة تعمل بها ويثير القلق من مستقبل التعاون معها".
بعيدا عن تقرير الشفافية الدولية الذي تعترض عليه هيئة النزاهة، وبعيداً عن المعايير المستخدمة والمصادر المرجوع اليها من جانب منظمة الشفافية، ولنعتبر أن المنظمة غير موجودة في الأساس وإنها بالتالي لم تُصدر هذا التقرير المثير لغضب هيئة النزاهة، نرغب في أن تجيبنا هيئة النزاهة على السؤال الكبير الحارق الذي يردده العراقيون، نساء ورجالاً في الصباح والمساء وعند الظهيرة: أين تذهب فلوسنا؟
هل يعرف مسؤولو هيئة النزاهة أن الدخل السنوي لدولتنا يزيد عن 100 مليار دولار؟
إذا كانوا يعرفون فهل بوسعهم أن ينورونا كيف لم تستطع هذه المئة مليار أن تحل مشكلة واحدة من مشاكل البلاد؟.. الأمن، الكهرباء، البطالة، الفقر، الأمية، الصحة العامة البائسة، التعليم المتردي (الأساسي والمتوسط والعالي)، البيئة الملوثة، النقل، الطرق، الزراعة المتخلفة، الصناعة المدمرة، النظافة، المجاري، المادة 140، قانون النفط والغاز، قانون الانتخابات، قانون الأحزاب، قانون التقاعد.    
هل تعلم هيئة النزاهة أم لا تعلم أن وراء هذا كله شيئا واحداً هو الفساد .. الفساد المنفلت من عقاله؟
إن كانت تعلم وتزعل أو تنزعج وتغضب من منظمة الشفافية وتقريرها فتلك مصيبة، وإن كانت لا تعلم فالمصيبة أعظم!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram