لا يمكن أن تضمن صحافة حقيقية محصَّنة من الكذب والتهويل والمخادعة من دون ان يكون لديك رجال مهنيون خبرتهم التجارب الماضية في محك الدفاع عن عُذرية الصحافة من منتهكي شرفها ومبادئها التي تباهي بهما بقية المهن في بلـد يُعد من أوائل العرب احتضاناً وصوناً لهيبة صاحبة الجلالة!
للاسف ينقاد عدد من الزملاء منذ سنوات عدة للبحث عن الإثارة لتقديم الصحافة كنموذج قابل للمساومة والتزلف والضحك على ذقون الناس متمترسين وراء جدار الحرية ظناً بأنها تحمي ألاعيبهم ودهاءهم بينما الحقيقة عكس ذلك طالما ان حبل الكذب قصير وطريق الفضيحة أقصر مما يتصورون ، وهو ما حصل في قضية الزميل الدكتور منذر العذاري موفد اتحاد الصحافة الرياضية مع منتخبنا الوطني في معسكره التحضيري في العاصمة القطرية الدوحة وبطولة غرب آسيا السابعة التي انطلقت أمس السبت في الكويت ، حيث تعرض الزميل الى التشكيك والتكذيب من وسائل إعلامية محلية إنبرت لنشر معلومات مغايرة لما ورد في رسالة العذاري يوم الخميس الماضي ووضعت الرجل تحت طائلة الاشتباه بعدم أمانته في أداء واجبه!
ربما ينزلف صحفي شاب في مهمته لرمي حجر كبير في بركة الجدل من دون ان يعلم نتيجة نقص الخبرة والممارسة أو ضغط مسؤول يُملي عليه معلومات ما لمقاصد لا يعلمها سواه ، لكننا امام صحفي متمرس وضليع في التنقيب عن حقائق التاريخ لمسيرة نصف قرن للكرة العراقية ، فكيف يسقط في تهمة تزييف تصريحات تأكد صحتها على لسان المعني نفسه؟!
إن الزميل العذاري كان بريئاً وهو ينقل تصريحاً للمدرب حكيم شاكر يُعلن فيه انسحابه من مهمته مع المنتخب الوطني عشية السفر الى الكويت لكن شاكر لم يكن بريئاً بإطلاق (بالون ماكر) من ارض الدوحة لجسّ نبض اتحاد الكرة أزاء موقفه بعد انتهاء ودية البحرين وتضمينه رغبته في البقاء مع منتخب الشباب بعد ان لفحته حرارة الانتقادات بشدة لاسيما تلك التي هبّت من الشمال حيث أبدى نائب رئيس الاتحاد عبد الخالق مسعود اعتراضاً شديداً على تسميته مدرباً للوطني!
الغريب ان يخرج عضو اتحاد الكرة ورئيس وفد المنتخب علي جبار بنبرة ثورية عبر اتصالين هاتفيين مع فضائيتين ينفي فيهما "جملة وتفصلاً" عزم شاكر التخلي عن المنتخب ويتساءل بسذاجة : من أين لكم هذه الأخبار من دون ان يكلف نفسه سؤال المرافق الصحفي عن الحقيقة وهما يقيمان في فندق واحد؟!
إن ما تلت زوبعة ذلك التصريح من تداعيات بشأن موقف الاتحاد في حالة عدم منح السلطات الكويتية تأشيرة دخول المدرب شاكر أراضيها وتهديده بالانسحاب من بطولة غرب آسيا يؤشر عدم إفاقة الاتحاد من ضربة الاستقالة التي سددها المدرب البرازيلي زيكو في وقت مذاكِ ، وترنحت خططه في البحث عن الحلول البديلة لسد النقص في الملاك التدريبي بدليل انه لم يكــد ينتهي من ارسال خطاب الشكوى الى(فيفا) ضد زيكو حتى راح يُشغل الإعلام الرياضي بقصص المدربين الاجانب الكبار من طراز اريكسون وتروسييه ودومينيك وكأن هؤلاء يقفون عند بابه العريض يتسولون فرصة العمل للخلاص من بطالتهم!
لابـد أن يعي اتحاد الكرة وخاصة مَن يسميه رئيساً لوفد أحد المنتخبات الوطنية إن أهمية الصحفي الرياضي لا تقل عن بقية العناوين العاملة في الوفد ، ومن الواجب التعاطي مع تغطيته الصحفية بحرص عالٍ وحذرٍ يأخذ بنظر الحسبان أن نجاحه من نجاح الوفد وتعضيد مصداقيته في رسائله تدرء الافعال السلبية المعاكسة عن اسوار المنتخب وتحميه من خبث الحروب النفسية التي تترصد هكذا تناقض بين علي جبار ومنذر العذاري لتحقق مآرب خاصة تضعف ثقة الأسود بمدربهم واتحادهم في ظرف عصيب قبيل مواجهة معارك غرب آسيا بساعات قليلة.
صحفي تحت الاشتباه!
[post-views]
نشر في: 8 ديسمبر, 2012: 08:00 م