شدة لهجة الخطاب بين المصريين تعكس مدى الاستقطاب في المجتمع السياسي
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن شدة لهجة الخطاب التنافسي، ومشاهد المواجهات بين المصريين تعكس مدى الاستقطاب الذي يشوب المشهد السياسة في مصر، في محاولة لتعريف موازين القوى في دولة وقف فيها من يعارضون بعضهم بعضا الآن يدا واحدة، قبل عامين للإطاحة بحكم الرئيس السابق حسني مبارك. وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الآلاف من المتظاهرين المعارضين استمروا في احتجاجاتهم أمام قصر الرئاسة ليل أمس الجمعة، بعدما تجاوزوا الأسلاك الشائكة، وظلوا يهتفون ضد الرئيس محمد مرسي رفضا لدعوته للحوار الوطني لإنهاء الانقسام السياسي الذي ينخر في عظم الدولة. غير أن قادة المعارضة رفضوا دعوة الرئيس للحوارامس السبت، بعد أسبوعين من الأزمة السياسية التي اجتاحت البلاد وقسمتها إلى معسكرين، الرئيس ومؤيديه الإسلاميين ضد تحالف الليبراليين والعلمانيين، ويقول منتقدو مرسي إن خطابه يوم الخميس الماضي، وتحركات مؤيديه من الإخوان المسلمين أمس الجمعة، زادت من اشتعال فتيل الأزمة ولم تهدئها.
ارتفاع سقف مطالب المعارضة بعد خطاب مرسي
تحت عنوان "المتظاهرون يطالبون محمد مرسي بالتنحي"، قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، إن سقف مطالب المعارضة المحتشدة أمام قصر الاتحادية رفضا للاستفتاء على الدستور لليوم الخامس على التوالي، ارتفعت بعد خطاب الرئيس محمد مرسي يوم الخميس الماضي، وباتت تطالب بتنحي الرئيس، وليس فقط إسقاط الإعلان الدستوري. وأضافت بالقول: إن عشرات الآلاف من المصريين توجهوا إلى القصر الرئاسي أمس الجمعة، للمطالبة بتنحي الرئيس في الوقت الذي بدا فيه مسؤولو الحكومة بتقديم التنازلات، فيما يتعلق بالدستور المقترح والمثير للجدل، وهتف الآلاف "ارحل ارحل زي مبارك". ورأت لوس أنجلوس تايمز، أن المطالبة بتنحي الرئيس مرسي تعد أسوأ أزمة سياسية تواجه البلاد بعد الإطاحة بحكم مبارك، ويقول المتظاهرون، إنهم مستاءون من خطاب مرسي الذي عرض من خلاله "الحوار الوطني" مع قادة المعارضة، لكنه لم يتخل عن موعد الاستفتاء وأبقى على إعلانه الدستوري. وحاول مسؤولو الحكومة تهدئة الأوضاع بإعلان محمود مكي، نائب الرئيس، أن مرسي مستعد لتأجيل الاستفتاء في حال وافقت المعارضة على عدم تحدي وثيقة الدستور في المحكمة، فيما أعلنت الحكومة أنها ستؤجل تصويت المصريين بالخارج على الاستفتاء من السبت إلى الأربعاء، وهي الخطوة التي يراها المحللون محاولة من مرسي، لإيجاد مزيد من الوقت لإجراء مباحثات مع قادة المعارضة. ويقول زياد عقل خبير بارز في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، مرسي استهان بالمعارضة، فبعدما رأى المتظاهرون يكسرون الأسلاك الشائكة ويحيطون بالقصر، أدرك أن عليه القيام ببعض التنازلات.