TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > "المدى" في قلب ميدان التحرير..كـرنـفال سيـاسـي في الساحـات المصـرية

"المدى" في قلب ميدان التحرير..كـرنـفال سيـاسـي في الساحـات المصـرية

نشر في: 8 ديسمبر, 2012: 08:00 م

معايشة الاحداث السياسية المصرية تفرض على فنجان قهوة الصباح يوميا مذاق التوتر الصاخب ..الاجواء المشحونة..و الضغط العصبي!! تصريحات حادة تقذف نيرانها بين مُعسكري المشهد الحالي..الإسلام السياسي في مواجهة كل القوى والاحزاب المدنية. تجمعات وحشود الطرف الاول اشبه بالتواجد بين الاف النُسخ المكررة من "إنسان آلي" واحد.. اسطوانة مشروخة على جميع الشفاه لا يتغير فيها حرف واحد.. الجدال ممنوع..اما لو سوّلت لك نفسك  بالتساؤل ومحاولة الفهم فانت علماني كافر... يتظاهرون بزعم حماية الشرعية، وكأنها مجرد ألقاب او شعارات، وهم ينتهكون عن طريق العنف الدموي كل مؤسساتها القانونية و الأمنية  ويطبقون الشرعية بأيدي جهازهم الأمني المؤلف من ميليشيات الاخوان والسلفيين التي تمارس الاعتداء و التعذيب الوحشي و القتل على كل من تسوّل له نفسه الإعتراض. يلصقون كلمة الشريعة بعنوان تجمعاتهم و كأن مصر مفروضة عليها شريعة جديدة وافدة من صحارى التيارات الوهابية بعد ان عرفت الاسلام منذ الاف السنين.

على الطرف الآخر تتحول ميادين مصر- تحديدا التحرير و محيط قصر الرئاسة- الى "كرنفال" سياسي.. يستقبل الوافد اليها من اول لحظة.. تجمعات يوحدها الحماس من كل طوائف مصر ..نقاشات و حوارات سياسية لا تنتهي.. و خلافا للمعسكر الاول, فالاختلاف و الاتفاق امر مسموح و طبيعي بين رواد الميدان .. المقاهي الشعبية التي اقيمت حول الميدان اكتظت بـ "كوكتيل" فريد اعاد للمشهد المصري ثورته الحضارية.. شخصيات بارزة من ميدان العمل السياسي ..مثل الناشط السياسي د.ممدوح حمزة الذي ترك مهام عمله و شهرته العالمية في الهندسة المعمارية متفرغا لتقديم كل مظاهر الدعم و المساعدة للثوار ..الحديث بيننا على احد المقاهي فاقت حرارته سخونة فناجين القهوة امامنا و نحن داخل صورة تُشكل تفاصيلها  مبدأ رفض عام لاستنساخ نظام ما بعد الثورة على هوى جماعة الاخوان و حلفائها. على المقاهي و في المظاهرات المتوالية على الميدان وجوه الاف السيدات و الرجال ممن لم يفكروا -قبل هذه اللحظات الحرجة التي تعيشها مصر – في ممارسة اي شكل من التعبير السياسي .. طبقات اجتماعية متفاوتة بداية من الارستقراطية الى الشعبية.. ترى وجوه زوجات كبار رجال السياسة مثل عمرو موسى و نبيل العربي –أمين جامعة الدول العربية- ..وجوه فنية لا حصر لها مثل يسرا و شيريهان وليلى علوي...

الجولة بين مئات الخيام التي تحمل كل منها اسم المهنة التي ينتمي اليها قاطنوها.. اشبه بالتواجد بين كُتل من المشاعر المتأججة .. اراء, نقاشات مستمرة.. تشير كلها الى ان ا غلب قطاعات الشعب المصري التي قد تكون  انخدعت بشعارات الجماعة و منحتها الفرصة كي تشارك بدورها في الحكم , اصبح لديها الان رؤية حقيقة عن الجماعة و ادراك لخطورة ما ترمي اليه بالإصرار على الاستئثار بالسلطة -بدلا من شعار المشاركة الذي رفعته مُسبقا- حتى ولو كان الوصول على جثة القانون و الرأي العام بعد ان قامت باغتيال المؤسسات القضائية و في طريقها الى اغتيال وسائل الاعلام المستقلة .. ينقطع الحوار و يهرع الجميع للترحيب مع كل مسيرة تنضم للميدان.

مشقة الصعود على المنصة التي اقيمت على احد اطراف الميدان ذابت امام حرارة لقاء مجموعة من الاصدقاء مثل الزميل الكاتب و الصحفي عبد الجليل الشرنوبي- المنسق الاعلامي لجبهة الابداع المصري و الاعلامي الكبير وائل الابراشي.. و هم يلهبون مشاعر الالاف بضرورة التوافق و الاحتشاد .. فالوطن لا يحتمل .. و الاعصاب لا تحتمل .. و الدم الذي اراقته "شبيحة" الاخوان اصبح سدا منيعا امام التراجع و الحلول السياسية. عن المنصة تصدر رسائل تطورات الاحداث الجارية بعيدا عن الميدان .. رسائل من الاف المعتصمين حول قصر الرئاسة.. و من محافظات مصر .. و عن جموع التيارات السلفية التي تحاصر مدينة الانتاج الاعلامي بهدف اسكات كل الاصوات و الاراء المستقلة التي تنقل حقيقة الاحداث للعالم عبر ستوديوهاتها هناك.. و لا تخفت اجواء الحماس طوال الليل مع الاغاني الوطنية التي تُذاع عبر سماعات المنصة او تؤدى بين التجمعات الشبابية..

على الصعيد السياسي  مطالب الميادين في الغاء اللجنة التأسيسية للدستور والاستفتاء على الدستور والاعلان الدستوري الذي اشعل به محمد مرسي فتيل الثورة الجديدة بدأت دعواتها تتوارى امام اعلاء اصوات المطالبة برحيل مرسي وسقوط شرعية النظام وجماعة الاخوان المسلمين.

كاتبة عراقية مقيمة في القاهرة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

وفاة الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية

تقرير أمريكي: بند "غامض" في الدستور العراقي يتيح للإطار التنسيقي مأسسة الطائفية

إيران تنفذ عملية إعدام علنية "نادرة"

السويد تحيل "حارق القرآن" سلوان موميكا الى القضاء

حزب الله يشن هجوما "واسعا" وإسرائيل تتوعد

مقالات ذات صلة

واشنطن: لا انسحاب للقوات الأميركية من سوريا

واشنطن: لا انسحاب للقوات الأميركية من سوريا

متابعة / المدىأكد إيثان غولدريتش، مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى والمسؤول عن الملف السوري في الخارجية الأميركية، أن القوات الأميركية لن تنسحب من سوريا، نافياً أية خطط لدى إدارة الرئيس الأميركي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram