TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > جريمة الأسبوع : رصاصة واحدة أنهت حياة العريس!

جريمة الأسبوع : رصاصة واحدة أنهت حياة العريس!

نشر في: 9 ديسمبر, 2012: 08:00 م

حقق (خ) كل أحلامه ... تخرج من الكلية وتعين في إحدى الدوائر الحكومية وتزوج من الفتاة التي أحبها ... كل الأحلام تحققت باستثناء حلم واحد وهو العمر الطويل؟ وانتهت حياة (خ) بأسرع مما كان يتوقع ... لم يعيش مع زوجته سوى عامين فقط ولم يهنأ برؤية طفلته الا أشهرا قليلة .. ودفع حياته ثمنا لشهامته ورجولته عندما تصدى لمجموعة من الإرهابيين حاولوا الاعتداء على والده ... وكان نصيبه رصاصة واحدة استقرت في قلبه وقتلته في الحال ... وتحولت العروس الشابة الى أرملة ... وفقدت الطفلة الرضيعة التي تحبو في الحياة بخطواتها الأولى الأب الحنون ... التفاصيل مثيرة وحزينة في نفس الوقت ... نبدأ من البداية ... نشأ (خ) وسط أسرة كبيرة الابناء قليلة الموارد تضم والده الذي يعمل فلاحا في احد البساتين في بعقوبة ... يخرج مع خيوط الشمس الاولى ليكافح من اجل لقمة العيش في بستانه الصغير ... يعود مساءً ليجد زوجته في انتظاره وقد اعدت له طعام العشاء حيث يجتمع مع أطفاله الثمانية ليطعمهم ويعطيهم كل الاكل الذي أعددته زوجته له ويقوم الى النوم وهو نصف جائع ... ولكنه كان سعيدا وقانعا طالما ان أطفاله شبعوا وملأوا بطونهم ... ورث (خ) عن والده القلب الحنون وظل يتمنى ان ينهي دراسته في اسرع وقت حتى يساعد والده على تحمل أعباء معيشة أشقائه ... وكان يرى ان زواجه من ابنة عمه (هـ) الفتاة الوحيدة التي احبها من كل قلبه حلم مؤجل لا يمتلك من الطموح في تحقيقه في ظل ظروف أسرته الصعبة والتي تحتاج إلى المساعدة ... وبالفعل اجتهد (خ) في دراسته حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الإعلام وهنا طلب من والده ان يرتاح أخيرا ... فالآن اصبح بوسعه أن يعمل ويكسب المال ويساعد والده في الإنفاق على إخوته الصغار ويحمل جانبا من الأعباء الملقاة على والده المسن ! وبعد بحث طويل وشاق نجح (خ) في العثور على فرصة عمل في احدى دوائر البلدية ... وعلى الرغم من طبيعة عمله الشاقة الا انه كان يحتملها في سبيل تحقيق هدفه وهو حمل بعض المسؤوليات التي انهكت والده ... وبدأت احواله المادية تنتعش وبدأ دخله الشهري يزيد يصرف اكثره على اخوته والباقي يعطيه الى والدته ... وبعد ان تحسنت احوال العائلة واحوال (خ) قرر اخيرا ان يحقق حلمه التالي الذي ظل يتمناه طويلا وهو الزواج من الانسانة الوحيدة التي احبها وهي (هـ) ابنة عمه ... وسرعان ما تم الزواج وانتقلت الزوجة للاقامة مع زوجها في منزل ابيه بعد ان اكد لها بانه لا يستطيع الابتعاد عن اهله وخصوصا اخوته الذين يساعدهم في نفقات المعيشة ... وعاش الزوجان في سعادة وهناء ولم يشعر (خ) بالندم لحظة واحدة على اختياره ... على العكس كان يشعر دائما بانه احسن الاختيار وان زوجته اصبحت بالفعل احد افراد اسرته حيث تعاملت مع والديه بكل احترام وحنان وخصوصا اخوته الصغار ... وزادت السعادة واكتملت عندما انجبت الزوجة طفلتها الاولى التي اطلقوا عليها اسم (نور) والتي اصبحت بالفعل النور الذي اضاء حياة الاسرة باكملها ... وشعر (خ) بان كل شيء تمناه حصل عليه ... النجاح في عمله وحب اسرته واحترام زملائه والزوجة المخلصة والطفلة الجميلة..

شرارة المشاجرة

في احد الايام وأثناء وجود (خ) في دائرته فوجئ والده بزيارة من احد اقاربه والذي يقيم في هبهب وشكا له من ان زوجة ابيه باعت البستان لشخص غريب ملتحٍ لا يعرفه ولا يعرف حتى جارها الشخص الملتحي ... واكد له ان البستان مقسم حسب وصية الورث وانه يمتلك حصة فيه اكثر من حصة زوجة ابيه ... وأشار الى انه اشتكى في محكمة البداءة لإثبات حقوقه وإبطال هذا البيع غير القانوني ... وأخيرا حمله أمانة حماية هذا البستان الذي يقع بالقرب من بستانه ... وافق والد (خ) على تحمل الامانة ووعده بحماية البستان من الغرباء وإخباره اذا جاء المشتري المجهول وقام بالاستيلاء عليه ... وعندما عاد (خ) من عمله اخبره والده بما دار بينه وبين أقربائه واكد تضامنه معه طالما قَبِل الأمانة فعليه ان يحافظ عليها ويمنع أي شخص يتجاوز على البستان ... وفي اليوم التالي فوجئ والد (خ) اثناء وجوده بالبستان باحد العمال يخبره بان هناك أربعة أشخاص غرباء عن المنطقة يحاولون كسر مفتاح البستان بالقوة والدخول عنوة ... فاسرع الاب لاستطلاع الامر بصحبة ابنه الصغير وتحدث مع الاشخاص الغرباء الأربعة وكان بينهم المشتري الملتحي الذي اكد له انه اشترى البستان ومن حقه دخوله وقتما يشاء ... وعبثا حاول والد (خ) إقناع الرجل الغريب بان هذا البستان ما زال محل خلاف ما بين الأبناء وزوجة أبيهم وليس من حقه الدخول إلى البستان قبل ان تحكم المحكمة بذلك ولكن الرجل الغريب لم يأبه لكلامه وتطاول عليه وطالبه بعدم اعتراض طريقة وإلا تعرض للضرب ... واحتدت المناقشة وتطورت الى مشاجرة ساخنة وفي هذه الاثناء عاد (خ) من عمله وعلم بما يدور فاسرع لاستطلاع الأمر ولم يكن يحتمل ان يوجه أي شخص اهانة لوالده .. فوجئ عند وصوله إلى البستان بان المشاجرة تطورت الى اشتباك بالأيدي بين والده وشقيقه الصغير من جانب والملتحي ورفاقه الأربعة من جانب آخر ... وتدخل للدفاع عن والده وفي غمره الشجار فوجئ الجميع بطلق ناري يخترق صدر (خ) ليسقطه أرضا غارقا في دمائه واصابت الاطلاقات الأخرى شقيقه (م) بإصابات عديدة في ساقه ... وفي غمرة انشغال الأب والعمال المتواجدين في البستان بمحاولة إنقاذ (خ) وشقيقه (م) لاذ الجناة الأربعة ومعهم الغريب الملتحي بالهرب بسيارة كانوا يستقلونها محاولين الإفلات بجريمتهم البشعة...

كانت الصدمة عنيفة على والد (خ) عندما نقلوه إلى مستشفى بعقوبة التعليمي حيث اكد الأطباء ان (خ) فارق الحياة متأثرا بالرصاصة التي أصابت قلبه مباشرة اما شقيقه (م) فقد أصيب بعده طلقات في ساقيه وهناك شك في عدم قدرته على السير بشكل طبيعي مرة أخرى ... انهار الاب المسكين في سرداق الفاتحة أكثر من مرة لان (خ) ابنه كان أحب أبنائه واقربهم الى قلبه وكذلك ابنه الآخر (م) الذي يعاني من شبه عجز في الحركة ... وأكد الرجل لنا ... ان القبض على القتلة وتقديمهم إلى المحاكمة هو الشيء الوحيد الذي سيشفي غليله بعد ان حرموه من ابنه الحبيب وجعلوا حفيدته يتيمة وهي لم تكمل عامها الأول ... ولم تلقي الشرطة إلى الآن القبض على الجناة حيث فما زال البحث عنهم جاريا لان هوياتهم غير معروفة في منطقة هبهب والمناطق القريبة، وأكد اكثر من شخص بأنهم غرباء جاءوا مع عصابات القتل والتهجير والتفخيخ!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يعقد جلسته برئاسة المشهداني

الأمم المتحدة: غزة تضم أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في العالم

هيئة الإعلام: إجراءاتنا تواجه فساد المتضررين

الهجرة تعلن بدء عودة العوائل اللبنانية وتقديم الدعم الشامل لها

اللجنة القانونية: القوانين الخلافية تعرقل الأداء التشريعي للبرلمان

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram