جوديث نيكول (مواليد 1941) شاعرة بريطانية معروفة بأنها شاعرة أطفال. لها أكثر من خمسين كتاباً، وناشطة تربوية، أيضاً، إذ زارت أكثر من خمسمئة مدرسة منذ عام 1985، وتميزت بظهورها التلفزيوني والإذاعي، وتختزن تجربة طويلة في التعليم قبل أن تتفرغ للكتابة.
طورت نيكول فهماً حقيقياً لما يسلي الأطفال في قصائدها، وهذا أهلها لاحقاً، مع شعراء مرموقين، لتضع تجربتها الشعرية في متناول الشباب، ونجحت في استحضار شخصيات خيالية أو خرافية لتحيلها إلى شخصيات واقعية في عملها الشعري.
أما إلقاء الشعر فهو عندها مثلما كتابة الشعر نفسه، لأنها تقدم في شعرها أكثر اللحظات دراماتيكية وتعرض قصائد عديدة مع تعليقات على الإلهام الذي يكمن خلفها والتقنيات المستخدمة فيها أو تبين مساراتها واتجاهاتها. كل هذا يكرس الشعر ليكون مفتوحاً أمام المستمعين، فلا تعد القضية تتعلق بالشباب أو ما يسمى بـ "شباب القلب".
تكتب نيكول قصيدتها في الأماكن المفتوحة، مثل الحدائق، أو في البيت، بالمطبخ تحديداً، وأحياناً في غرفة مكتبها المنزلي غير المرتبة، الممتلئة بالكتب والأشياء، بل هي أكثر غرفة قذرة في العالم، لكنها ليست على ذلك السوء.
تحب نيكول الكتابة على ورق أخضر.. وبقلم رصاص.
أما خارج الكتابة فهي تفضل التنزه عبر التلال أو العمل في الحديقة.. كما تمارس الرسم أيضاً، كهواية، لكنها لا تأخذ ذلك على محمل الجد.. أول "لوحاتها" كانت تمثل باذنجانة وفلفلة على طاولة.
بدأت نيكول كتابة الشعر في عمر مبكر.. عندما كانت في العاشرة من عمرها، أو أكثر بقليل، وكانت نوعاً من العبث.. "كنت خجولة جداً عند التحدث غلى الآخرين، لهذا كنت أفضل التعبير عن نفسي بسرية تامة، من دون أن أفتح فمي والسماح للكلمات بالخروج ثم أندم على ما قلت. لدي نظرية ألخصها بأن كل شخص في العالم يحب أن يفعل شيئاً.. إعداد كعكة، أو رسم لوحة، كنت أود حقا أن أحصل على كومة من الكلمات لأصنع منها قصيدة.
تبحث الشاعرة عن أفكار لقصيدتها طيلة الوقت بعينين وأذنين مفتوحة. كل شيء في هذا العالم يمكن أن يمنحك الفكرة الصالحة للشعر. كل ما يمكنك أن تراه أو تسمعه جدير بأن يمنحك فكرة ما، حتى مشاهدتك لفيلم سينمائي مثلاً.. قد تقابل أحداً ما يزودك بفكرة.. أحس أحياناً بأنني تلميذة مدرسة يطالبها البعض بقصيدة بينما هي لا تملك أي فكرة أبداً لتبدأ.. "آخذ ورقة بيضاء وأتظاهر بالتفكير ثم أخربش أي شيء لتكون البداية على أمل أن تكتمل الفكرة وتنضج".
أما ما يجعل قصيدتها مختلفة عن الآخرين فهو أمر صعب أن توضحه، لأنه، كما ترى، يتعلق بطريقة الشاعر نفسه عند الكتابة، طريقته الخاصة جداً التي لا تشبه طرق وأساليب الآخرين، "لكن أمراً واحداً أعرفه، بالتأكيد، هو منح المزيد من الصدى للكلمة، إلى جانب ما يمكن أن أسميه: (ما يشبه القافية) أي ليس القافية المتداولة، العادية، التي تقف عند نهاية البيت الشعري.. إنها ليست القافية، بالضبط، بل صوت صغير يرن في رأسك.. مثل "بيت" و "سمعت" أو "باب" و "ذئب".
ملاحظة: القصائد الموزونة والمقفاة تستهوي الأطفال جداً لأنها أسهل للحفظ والتلقي والتعلم، بما أن شاعرتنا متخصصة في شعر الأطفال، إذ ليس، بالضرورة، أن تكون القوافي تقليدية أو غير تقليدية، أو حسب تعبيرها، "ما يشبه القافية".. أو "ظلال القوافي".
من الشائع كثيراً في بريطانيا أن يبدأ الشعراء حياتهم كمعلمين أو مربين، لتستحوذ عليهم فكرة الكتابة للأطفال، شعراً ونثراً، كما تشهد سوق الكتابة للأطفال ازدهاراً كبيراً، وانتشاراً واسعاً، والكتاب، عموماً، يمثل هدية قيمة في المناسبات الخاصة والعامة، مثل الكريسمس أو أعياد ميلاد الأشخاص، من مختلف الأعمار..
ليست قافية بالضبط
[post-views]
نشر في: 10 ديسمبر, 2012: 08:00 م