ضرب ليونيل ميسي عصفورين بحجر واحد عندما قاد فريقه برشلونة إلى فوز ثمين على حساب مضيفه العنيد بيتيس إشبيلية (2-1) ضمن منافسات المرحلة الخامسة عشرة من "الليغا"، ونحت اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم العالمية بتجاوزه لرقم الأسطورة الألمانية غيرد مولر على مستوى عدد الأهداف التي سجّلها أي لاعب في عام ميلادي واحد.
وعزّز برشلونة صدارته إذ بلغ رصيده 43 نقطة على بُعــد ست نقاط من أقرب ملاحقيه أتلتيكو مدريد (37 نقطة) في حين تجمّد رصيد بيتيس عند النقطة 25 في المركز الخامس.
وصنع ميسي نفسه نجم اللقاء بتوقيعه لهدفي "البلوغرانا" (16) و(25) في حين حفظ روبن كاسترو ماء الوجه لأصحاب الدار بتذليل الفارق (39).  
ميسي من الإصابة إلى المجـــد
وشهدت المباراة مشاركة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بعد أن حامت الشكوك حول مشاركته في موقعة إشبيلية عقب الإصابة التي تعرّض لها "البرغوث" أمام بنفيكا البرتغالي (0-0) الأربعاء الماضي ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا.
وتزامنت هذه العودة الميمونة مع إنجاز تاريخي غير مسبوق إذ حطم الأرجنتيني رقم عملاق كرة القدم الألمانية السابق غيرد مولر (85 هدفاً) الذي ظلّ صامداً على مدار 40 عاماً وبلغ عتبة 86 هدفاً قابلة للزيادة.
الشوط الأول
وعلى عكس العادة لم يبدأ برشلونة بقوة في بداية اللقاء إذ كانت السيطرة محليةً نسبياً وهدّد بيتيس مرمى فيكتور فالديز في مناسبتين (3) و(4) بيد أنّ محاولات أبناء المدرب خوزيه ميل بيريز باءت بالفشل.
وفقد الفريق الكاتالوني خدمات متوسط ميدانه سيسك فابريغاس عقب إصابة تعرّض لها الدولي الإسباني مما حتـَّم استبداله.
وأقحم تيتو فيلانوفا المهاجم التشيلي ألكسيس سانسيز كبديل لفابريغاس الذي أشارت بعض التقارير الإعلامية أنه أُصيب بتمزّق في أوتار الساق اليسرى يتطلب راحةً تتراوح بين ثلاثة وأربعة أسابيع.
وجاءت الدقيقة 16 بالنبأ السعيد لرجال فيلانوفا إذ تمكّن برشلونة من فتح باب التسجيل مع أول فرصة جدّية للفريق عندما توغّل ليونيل ميسي داخل منطقة الجزاء وموّه في مناسبتين ثمّ سدّد كرةً زاحفةً في شباك أدريان كاستيو، وأعطى هدف ميسي جرعةً نفسيةً مهمةً لزملائه الذين دخلوا صلب الموضوع وراحوا ينسجون الهجمة تلو الأخرى.
وكاد إنييستا يرفع الفارق إلى هدفين عندما حاول رفع الكرة من حارس بيتيس بيد أنّ الأخير كان يقظاً وحوّل الكرة إلى ركنية لم تأتِ بالجديد (19).
ووُفق النجم الأرجنتيني في تحقيق ثاني أهدافه مع مطلع الدقيقة (25) من تسديدة نصف طائرة في الزاوية اليسرى للحارس أدريان إثر تمهيد رائع من إنييستا.
ودوّن ميسي اسمه في تاريخ كرة القدم العالمية إذ تجاوز رقم أسطورة كرة القدم الألمانية السابق غيرد مولر (85 هدفاً) على مستوى عدد الأهداف التي سجّلها أي لاعب في عام ميلادي واحد بتسجيله للهدف رقم 86، كما دعّم الأرجنتيني صدارته لهدافي "الليغا" إذ رفع رصيده إلى 23 هدفاً حتى الآن.
وعكس مجرى اللعب استغل بيتيس ارتباك دفاع الفريق الكاتالوني ليذلل الفارق عبر مهاجمه روبن كاسترو إثر إمداد دقيق من زميله ألفارو فاديو (39).
وساهم هدف بيتيس في إضفاء مسحة من التشويق على المباراة التي شهدت انطلاقةً جديدةً مع عودة الروح لأصحاب الأرض.وبرغم محاولات الفريق المحلي إدراك التعادل قبل صفارة نهاية الشوط الأول فإنّ انضباط لاعبي برشلونة حال دون ذلك لتستقر النتيجة على هدفين لهدف  لمصلحة الضيوف الكتالونيين.
الشوط الثاني
وعاد بيتيس بعد راحة ما بين الشوطين وكله أمل في تعديل الكفّة واندفع لاعبوه نحو مرمى برشلونة الذي استهل الفترة الثانية متحفظاً.
وزادت متاعب برشلونة مع اضطراره إلى تغيير صمام دفاعه كارلوس بويول الذي بدا مصاباً هو الآخر واستنجد فيلانوفا بالـ"جوكير" الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو (45).
وأُتيحت فرصة ذهبية لبيتيس عبر مهاجمه البديل خورخي مولينا بيد أنه فشل في معانقة الشباك برغم موقعه السانح ليترك المجال للحارس فالديــز الذي تدخّل وأنقذ مرماه بمساعدة القائم الأيمن (52).
وسلط الفريق المحلي ضغطاً متواصلاً على دفاع "البلوغرانا" بيد أنّ التسرّع وغياب التوفيق والقائم حالوا دونه وتعديل النتيجة.
وأهدر بدرو رودريغيز فرصة إطلاق رصاصة الرحمة على بيتيس عندما انفرد بالحارس أدريان لكنّه عوّل على القوّة بدلاً من اختيار الزاوية الأفضل للتسجيل (77)، وارتطمت "قذيفة" البديل أليكس بازويلو بالعارضة (80) ليكون بيتيس قد لمس كل زوايا المرمى الكاتالوني في المباراة.
وكان برشلونة قاب قوسين من إنهاء اللقاء إلاّ أنّ القائم الأيمن والحارس أدريان حرما ميسي من تسجيل هدفه الثالث ثمّ أكملت العارضة المهمّة عندما تصدّت لتسديدة خوردي ألبا (83).
أتلتيكو يسحـق لا كورونيا
ودك أتلتيكو مدريد شباك ضيفه ديبورتيفو لا كورونيا بسداسية نظيفة كان نصيب نجمه الكولومبي راداميل فالكاو غارسيا منها 5 أهداف.
على ملعب فيسنتي كالديرون وأمام 48 ألف متفرّج، زار أتلتيكو مدريد، بطل الدوري الأوروبي وكأس السوبر الأوروبية في الموسم الماضي، شباك ضيفه مرتين بعد مرور أقل من نصف ساعة, الأولى إثر ركنية نفّذها التركي أردا توران من الجهة اليسرى طار لها البرازيلي دييغو كوستا وتابعها برأسه هدفاً أولا (23).
ولم يطل الزمن حتى أضاف الكولومبي المتألّق راداميل فالكاو الهدف الثاني بعد تمريرة في وسط الميدان وهروب من الجهة اليمنى ثم دخول المنطقة والتمويه قبل التسديد في أقصى الزاوية اليمنى (28).وأضاف فالكاو الهدف الثاني الشخصي والثالث لفريقه بتسديدة من خارج المنطقة في أقصى الزاوية اليسرى (42).
وفي الشوط الثاني، حصل أتلتيكو على ركلة جزاء تسبّب بها البرتغالي رودريك ميراندا نفّذها فالكاو بنجاح (64)، وأضاف اللاعب نفسه الهدف الشخصي الرابع والخامس لفريقه من ضربة رأس (68).
وسجل فالكاو خماسيته في اللقاء إثر تمريرة من البرازيلي فيليبي لويس كاسميرسكي (71) رافعاً رصيده إلى 16 هدفاً في المركز الثاني على لائحة ترتيب الهدافين.
وارتفع رصيد أتلتيكو مدريد الذي سقط على أرض جاره ريال مدريد (0-2) في الجولة السابقة، إلى 37 نقطة في المركز الثاني.
ليفانتي يتألــّق
وعلى ملعب سيوداد دي فالنسيا وأمام 19500 متفرّج، حقّق ليفانتي فوزاً كبيراً على ضيفه مايوركا (4-0) أعاده إلى الدائرة الأوروبية.
وانتظر ليفانتي حتى الدقيقة 43 لافتتاح التسجيل من النيجيري أوبافيمي مارتينز، ثم أضاف 3 أهداف في غضون 9 دقائق في الشوط الثاني حملت تواقيع دافيد نافارو (49) وروبن غارسيا (55) وفيسنتي إيبورا دي فوينتي (58)، وارتفع رصيد ليفانتي إلى 24 نقطة نقلته إلى المركز السادس الأخير المؤهل إلى الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ).
وفاز أتلتيك بلباو، وصيف بطل الدوري الأوروبي في الموسم الماضي، على ضيفه سلتا فيغو (1-0) سجله أريتز إدوريز (34).