TOP

جريدة المدى > سياسية > القاعدة فـي بلاد الرافدين تتحول إلى جبهة النصرة داخل سوريا وتتلافى أخطاءها في العراق

القاعدة فـي بلاد الرافدين تتحول إلى جبهة النصرة داخل سوريا وتتلافى أخطاءها في العراق

نشر في: 11 ديسمبر, 2012: 08:00 م

قالت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين ان حركة الثورة السورية (جبهة النصرة) هي الاسم الآخر للقاعدة في العراق، وهو إقرار بأن انتفاضة اسقاط الأسد يقودها جزئيا متطرفون اسلاميون أجانب سبق ان قاتلوا القوات الاميركية على مدى سنوات في حرب العراق الدموية.
وذكر مسؤولون اميركان بأنهم سيجرون تعديلات على تسمية  "القاعدة في العراق" التي أطلقوها عليها  كمجموعة ارهابية عام 2004 واعتبار جبهة النصرة اسما جديدا مستعارا لها، بعد ان قامت بتسليم الارهاب الى تنظيم اسلامي مسؤول عن الكثير من التقدم الذي أحرزه الثوار ضد قوات الأسد. ومن المتوقع ان تعلن ادارة أوباما ذلك رسميا عشية انعقاد قمة أصدقاء سوريا الدوليين التي ستعقد في المغرب.
ويقول المحللون انه من خلال وصف جبهة النصرة على أنها القاعدة في العراق، فان الولايات المتحدة تحاول التمييز ما بين الثوار السوريين الوطنيين والجهاديين الاجانب الذين انتقلوا الى سوريا بعد مقاتلة القوات الاميركية في العراق وأفغانستان.
وقالت فكتوريا نولاند المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية "لدينا مخاوف من ان جبهة النصرة هي اكثر من مجرد واجهة للقاعدة في العراق التي نقلت بعض عملياتها الى سوريا". ومع ذلك فقد حذر محللون من ان هذه الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية لأن مقاتلي النصرة غالبا ما يعملون بتنسيق وثيق مع أكثر المجاميع العلمانية الثائرة.
وقد واجه مراسل مكلاتشي، الذي أمضى معظم شهر تشرين الثاني داخل سوريا، مقاتلي النصرة في كل معركة قام بتغطيتها بضمنها معارك حلب. كما إن النصرة تتمتع بشعبية على الأرض بين بعض السوريين الذين شعروا بان الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية قد تخلت عنهم ورفضت إرسال السلاح للثوار مباشرة.
وبعد ما يقارب سنتين من القتال الذي خلّف ما يقرب من 40 ألف قتيل ومئات الآلاف من المهجرين، فان السوريين أما أصبحوا راديكاليين أو إنهم يأسوا الى حد قبولهم بمساعدة حتى الإسلاميين السلفيين مثل جبهة النصرة .
ويقول هارون زيلين الباحث في ماهية جبهة النصرة وغيرها من المجموعات السورية المسلحة "لقد جاء هذا النهج متأخرا إلى حد ما ولن يكون فاعلا في هذه المرحلة. الشعب يريد فقط نهاية النظام ولا يهتم بكيفية حصول ذلك. وإذا ما حصل فربما يكون النهج أكثر فاعلية لأن أهداف الفصائل المختلفة لن تكون متوافقة وستكون هناك انقسامات بين المجاميع العلمانية والأخرى الأكثر اعتدالا والإسلاميين".
والنصرة لها مساوئها ايضا بين السورين الذين يقولون إن إيديولوجية هذه المجموعة لا تتوافق مع الأهداف الأساسية للانتفاضة المعادية للأسد التي بدأت كتظاهرات شعبية تطالب بالمزيد من الحريات الديمقراطية لكنها تطورت الى حرب أهلية بعد أشهر من القمع الذي مارسته الحكومة.
وأعلن قادة النصرة سخريتهم من الحاجة الى انتخابات بعد سقوط الأسد باعتبارها مخالفة للشريعة الإسلامية. ويقول مسؤول أميركي رفض ذكر اسمه "بغض النظر عن مدى فاعلية تنظيم القاعدة من الناحية التكتيكية، فان لديهم رؤية لسوريا توصف بأنها غير متسامحة ولا تقبل بتعددية الطوائف ولا علاقة لها بمسببات الثورة".
وجذبت النصرة انتباه العالم لأول مرة قبل عام عندما انفجرت سيارة مفخخة في العاصمة دمشق يوم 23 كانون الأول أودت بحياة 44 شخصا وجرحت 160 آخرين، وتبع ذلك تفجير آخر في 6 كانون الثاني، في حينها كانت دمشق تخلو من العنف الذي كان يتصاعد في بقية ارجاء سوريا.
وفي البداية نفى قادة المعارضة علاقتهم بالتفجيرات والقوا باللوم فيها على نظام الأسد، إلا ان المسؤولين الاميركان اخبروا مكلاتشي في بداية شباط بأنهم يعتقدون ان التفجيرات كانت من عمل القاعدة في العراق وان زعيم القاعدة ايمن الظواهري قد سمح لأتباعه في العراق بالانتقال الى سوريا. في الاشهر اللاحقة اصبحت التفجيرات الانتحارية تكتيكا متصاعدا للقوات المعارضة للأسد وبدأت وحدات النصرة المقاتلة بالظهور في معارك رئيسية في البلاد خاصة بعد هجوم الثوار في حلب ودمشق . ورفض المسؤولون الاميركان الاثنين تفصيل الدليل الذي استندوا اليه في اعتبار النصرة اسما آخرا للقاعدة في العراق او تفسير سبب تأخرهم كل هذه الاشهر في التوصل الى هذا الاستنتاج. إلا ان مقاتلي النصرة اخبروا مراسل مكلاتشي وغيره من الباحثين بان العراقيين كانوا من بين قادة ومقاتلي النصرة ويعملون جنبا الى جنب مع جنود المشاة السوريين.
واقر الكثير من المقاتلين السوريين في مقابلات بانهم سبق ان قاتلوا ضد القوات الأميركية في العراق، اذ يبدو ان بعض المسلحين اكتسبوا دروسا من الاخطاء في العراق  والتي كلفتهم الدعم الشعبي؛ فبدلا من ترهيب السوريين لقبول وجهات نظرهم، فقد وفروا لهم الخدمات الأساسية.
اما في العراق فقد كانت خلايا القاعدة تعمل بمعزل عن بقية أنواع المتمردين وخسرت ترحيب المجتمعات من خلال اجبار السكان المحليين على تبني تفسيرها المتصلب للاسلام، حتى انها حرمت التدخين في بعض المناطق. وذكر زيلين ان سوريا كانت قناة لعبور الرجال والاسلحة والاموال الى مقاتلي القاعدة  في العراق.
وكانت هناك شبكة من الافراد وبنية تحتية في سوريا حتى قبل بدء الانتفاضة، لذا فان هذه تركة باقية من القاعدة في العراق .وبعد ان ذكرت مكلاتشي الاسبوع الماضي بان وزارة الخارجية تنوي اطلاق لقب الارهاب على جبهة النصرة، عبّر ثوار سوريون آخرون تضامنهم مع المجموعة ورفضوا خطوة الولايات المتحدة باعتبارها تغطية على  قلة الدعم العسكري الذي قدمته ادارة أوباما للثوار.
 عن : مكلاتشي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

زيارة مرتقبة للسوداني إلى طهران: الغاز والوضع في سوريا على رأس الأولويات
سياسية

زيارة مرتقبة للسوداني إلى طهران: الغاز والوضع في سوريا على رأس الأولويات

 بغداد/ تميم الحسن تبدو كلمة السر لتجنب العراق "مفاجآت" ما بعد عاصفة سوريا هي البقاء على "الحياد" تجاه الأزمات الكبيرة في المنطقة.نجحت خطة "الحياد العراقي" منذ الحرب في غزة (أكتوبر 2023)، ولكن هل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram