في تطور غير مسبوق، قال مسؤول روسي رفيع المستوى الخميس ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد بدأ "يفقد السيطرة" على الأوضاع في بلاده وأنه لا يمكن انكار احتمال فوز المعارضة بالمعركة على حد قوله.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغاندوف قوله "علينا أن نواجه حقيقة أن النظام السوري بدأ يفقد السيطرة على الاوضاع للأسف لا يمكن استبعاد احتمال انتصار المعارضة بهذه المعركة.
من جانب آخر قال مسؤولون أمريكيون إن القوات السورية بدأت في استخدام الصواريخ والبراميل المتفجرة ضد مسلحي المعارضة منذ الأسبوع الماضي في تصعيد جديد للمواجهة بين الطرفين.
وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند أنها "ليست في موقع يسمح لها بتأكيد انواع الصواريخ" مضيفة "لكننا نقول ببساطة ان هناك استخداماً للصواريخ الآن".
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول أمريكي كبير، رفض الكشف عن هويته، قوله إن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد أطلقت صواريخ سكود على مقاتلي المعارضة.
كما نقلت الوكالة عن مسؤول بحلف شمال الأطلسي أيضا قوله إن "عدداً من الصواريخ غير الموجهة القصيرة المدى أُطلق من داخل سوريا خلال الأسبوع الحالي".
وقال المسؤول "رصدت أجهزة المخابرات والمراقبة والاستطلاع في الحلف إطلاق عدد من الصواريخ قصيرة المدى غير الموجهة داخل سوريا هذا الأسبوع وتشير مسارات المقذوفات والمسافات التي قطعتها إلى أنها صواريخ من نوع سكود".
محاولة يائسة
من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إنه في حال صحة التقارير عن استخدام صواريخ سكود فذلك يعني " أنه آخر رد فعل يائس من النظام السوري الذي تجاهل حياة الأبرياء من أبناء شعبه".
وأشار كارني إلى إعلان الرئيس أوباما الثلاثاء الماضي الاعتراف بالائتلاف الوطني المعارض ممثلا شرعيا للشعب السوري موضحا أن " الإدارة الأمريكية تعمل مع شركائها الدوليين من أجل دعم المعارضة وعزل نظام الرئيس السوري بشار الأسد".
يذكر أن دول مجموعة " أصدقاء سوريا" اعترفوا الأربعاء الماضي خلال اجتماعهم في مراكش بالائتلاف الوطني المعارض " ممثلا شرعيا ووحيدا" للشعب السوري.
وكانت قطر قد دعت الرئيس السوري بشار الأسد للاقرار بأن المعارضين المسلحين الساعين للاطاحة به سيهزمونه في نهاية المطاف وحثته على التنحي لتجنب المزيد من إراقة الدماء.
وقال حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر إن ما حدث يكفي داعيا الأسد لاتخاذ قرار شجاع بالتنحي لوقف إراقة الدماء والدمار والانسحاب من أجل السماح لأبناء الشعب السوري بإقامة حكومة ودولة يعتقدون أنهما مناسبتان.
في الوقت ذاته، أعلن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الأربعاء الماضي تقديم بلاده دعما قدره 100 مليون دولار للائتلاف الوطني السوري المعارض.
فيما رفض مسؤولون سوريون كبار قرار الولايات المتحدة ودول أخرى الاعتراف بائتلاف المعارضة الذي شكل حديثا باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري، قائلين إنه لا يمثل القوى السياسية الحقيقية داخل سوريا.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لصحيفة "إندبندنت" البريطانية إن الدول "اعترفت بكيان مصطنع.. كيان سيساعد على تعزيز أهداف الدول الأوروبية والولايات المتحدة في سوريا."
وردد كلماته وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، الذي قال للصحيفة إن "الخطوة الأمريكية تشبه الاعتراف بنادي ليفربول كممثل وحيد للشعب البريطاني، بينما في واقع الأمر لا يمثل سوى القليل جدا."
ووافقت مجموعة أصدقاء سوريا، التي تمثل أكثر من 100 دولة ومنظمة، الأربعاء الماضي، على الاعتراف بالائتلاف الوطني الثوري وقوات المعارضة السورية في اجتماع عقد في المغرب. ويمهد هذا الاعتراف الدولي الطريق أمام التحالف للحصول على دعم إضافي، لكن المقداد قال: أود أن أؤكد لكم أن هذا (التحرك من جانب الولايات المتحدة) لن يضيف أي شيء.. هو مجرد دعاية وحرب نفسية موجهة ضد السوريين والحكومة السورية، بهدف تشجيع هذه الجماعات المسلحة التي لم تتمكن من تحقيق أي تقدم حقيقي في سوريا.
وأرسلت الولايات المتحدة نائب وزير الخارجية وليام بيرنز إلى اجتماع أصدقاء سوريا، الذي جاء بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن إدارته قد قررت منح الاعتراف للائتلاف.