TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نفايات "المنطقة الخضراء"

نفايات "المنطقة الخضراء"

نشر في: 14 ديسمبر, 2012: 08:00 م

اماكن جمع  النفايات  الواقعة خارج  العاصمة بغداد المعروفة باسم "المكبات"  لها عالمها الخاص ، فهي خاضعة للبيع والشراء و يسيطر عليها اصحاب نفوذ  على استعداد  للدخول في نزاع مسلح ضد من يهدد سيطرتهم على  اطنان  الزبالة والاستحواذ على محتوياتها ،  ويعمل في تلك المواقع عشرات الاطفال والنساء  بإشراف متعهد حصل على حقوقه بدفع مبلغ معين لسائق سيارة الحمل او العربانة المخصصة لنقل النفايات، والأسعار متفاوتة ، بحسب  اماكن مصادرها ،  فنفايات الكرادة اكثر سعرا من مثيلتها القادمة من  أحياء شعبية معروفة بسكانها  "الغلابة" على حد وصف الأشقاء  المصريين .

مراكز الشرطة في اطراف العاصمة سجلت حوادث وإصابات بين المتعهدين المتخصصين بشؤون  الزبالة نتيجة  حصول مشاجرات بينهم ، شارك فيها اتباع كل طرف  بخوض  معارك استخدمت فيها مختلف الاسلحة للذود عن  مملكة المتعهد ، وفي بعض الأحيان وصلت تلك "الطلايب " للفصل العشائري ، وبتدخل الوجهاء  وبالاستعانة بالخيرين من اصحاب الحكمة والسماحة  حسمت الملفات   بمبالغ مالية ، وفرض عقوبات اشد في حال تكرار التجاوز على  حدود مملكة   زبالة فلان ، واخذ تعهد من خصمه  باحترام الاتفاقات والمواثيق ، مع توصية  بنبذ العنف  وزج الأطفال والنساء في مشاجرات المتعهدين .

متعهدو النفايات  يعتقدون بأنها تحوي أشياء كثيرة بالإمكان جمعها وبيعها في الأسواق، يصدرون توصيات أشبه ما تكون بالقرارات للعاملين  البلاستيك والفافون وأسلاك الكهرباء، وغيرها من الحاجيات ، ويقدم المتعهد مكافأة مالية مجزية عند عثور احد عماله  على حاجة ثمينة، وفي الوقت نفسه يضطر الى إنزال عقوبة جماعية بفريق عمله، في حال إخفاء النفيس والثمين، فهو يعلم بكل صغيرة وكبيرة تحصل في مملكته، اعتمادا على من يتبرع بتقديم المعلومة لقاء ثمن، وبذلك سيطر على الأوضاع وجعلها تسير بشكل طبيعي اعتيادي، فحصن الجبهة الداخلية ، لأنها الرد الوحيد على أي اعتداء خارجي محتمل من متعهد آخر يفكر بغزو جاره .

تعتمد مملكة المتعهد نظاما خاصا يبدأ صباحا عند وصول سيارة حمل النفايات،  حيث يباشر العاملون مهمة العد والفرز اليدوي لإجراء تفتيش دقيق لمحتوياتها النفايات بمساعدة الذباب والكلاب والقطط، وخلال سقف زمني محدد لا يتجاوز الساعتين وتحت الإشراف المباشر للمتعهد أو احد مساعديه يتم فرز المحتويات  داخل أكياس كبيرة، لتنقل إلى أماكن الشراء. 

في أوساط المتعهدين والعاملين في عالم "النفايات"  يدور الحديث دائما عن مكب آخر يعد بنظرهم مهما جدا، لان نفاياته  تأتي من المنطقة الخضراء، من منازل ساكنيها وهؤلاء من المسؤولين الكبار، فضلا  عن  مخلفات دوائر رسمية مهمة  ، والمتعهدون  يحاولون بشتى الوسائل ، الحصول على موقع نفوذ في ذلك  المكب ومحاولاتهم باءت بالفشل لان المسيطرين عليه دفعوا أموالا ضخمة  لإقامة مملكة فوق  نفايات المنطقة المحصنة، ويرفضون التخلي عنها لأهميتها، ومن مميزات تلك النفايات خلوها من الكلاب والقطط ، لان محتوياتها من  الطعام تكون من حصة العاملين الحاملين جنسية بلد نفطي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram