TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل الترهل الوظيفي مشكلة سياسية؟

هل الترهل الوظيفي مشكلة سياسية؟

نشر في: 16 ديسمبر, 2012: 08:00 م

في حديث تناقلته "السومرية نيوز" على هامش ندوة أقامها المركز الوطني للتطور الإداري وتقنية المعلومات التابع إلى وزارة التخطيط  ،  أكد مدير المركز كاظم العقابي أن الجهاز الحكومي يعاني تضخماً سواء بالإمكانات التنظيمية أو  بالموارد البشرية التي تضاعفت إلى أكثر من ثلاثة أضعاف أعدادهم لعام (2003)، وأضاف العقابي أن الجهاز الحكومي وصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون موظف يعملون في دوائر الدولة  .  حيث ان الجهاز الحكومي يعاني من بطالة مقنعة وبدون عمل ووجودهم يؤثر سلباً في الآخرين.  والمعالجة تكمن في التحول وتنمية القطاع الخاص بشكل تدريجي .  هذا الكلام ليس جديداً يا مدير المركز الوطني للتطوير الإداري وتقنية المعلومات. فقد فسرت الماء بالماء بعد الجهد.  فمشكلة القطاع الخاص معروفة وأنت أجدر من غيرك بمعرفة ذلك وكذلك وزارتكم. ولكن نستطيع القول أن هذا هو الحل التقليدي  .  كما أنكم لم تحددوا نسبة الترهل في الدوائر وفي أية دوائر وهل جميع الدوائر تحمل نفس النسبة؟  وما هي وسائل المعالجة الأخرى غير خانة القطاع الخاص؟

إنكم كوزارة عليكم تحديد هذه النسبة أي الترهل في كل مديرية عامة وتقدير حجم الملاك المناسب لها أولاً ودراسة كل حالة وهذه الطريقة على الأقل أننا نشتغل بأرقام ولكن تعترضكم الخطوط الحمراء في الوزارات السيادية والخضراوية وتحبط مساعيكم. ولكن على الأقل دراسة مشكلة الصناعة والتصنيع الذي يثقل ميزانيتكم التشغيلية، وكيفية تحويل الصناعة الى قطاع مختلط مثلاً وآفاق ذلك لأنها لحد الآن تعيش على وزارة المالية. فهذا الترهل رقم واحد والترهل الثاني في جميع الدوائر التي من المفروض أنها دوائر تمويل ذاتي في التجارة والصناعة والزراعة  .  كيفية معالجة تمويلها من دوائر تعيش على الإعانة والقروض الى دوائر منتجة أو تسميتها كشركات قطاع مختلط حسب مقترحكم بالتدريج للخصخصة .  أما الوزارات الحمراء فهي تشكل الثقل الأكبر في الترهل لاعتبارات أنتم أعرف بها وتعرفون مداخلها  .

ولكن في الإجمال بقاء الحال تحت رحمة التحليل القاصر ولمبادرات والمزايدات السياسية أنه أمر آخر له شجونه وشؤونه  .  وعليكم وضع حسابكم أن المسألة بحثها الآن والمقصود ( فترة انتخابات مجالس المحافظات للعام القادم ومجلس النواب في العام الذي يليه ) تشكل صوت بسيط في سوق الصفارين.  حيث أغلب الوعود هي بالتوظيف أو زيادة الرواتب للمتقاعدين والموظفين وكيفية سحبهم الى القائمة المتصدية  .  وهذه طبيعة الأمور وهذه لعبة الديمقراطية ومن مساوئها.  ولكن على الأقل نلجأ للمفتاح العام ونحاول معه فتح مغاليق الوسائل وهو إعادة النظر في قانون التقاعد لأن القطاع الخاص لم يشك شح العمالة؟  لكي يستوعب بطالة الدوائر المقنعة .  فعلينا وبما أننا في ظرف استثنائي إدارياً وتنظيماً أن نقلل الفرق بين الراتب الحالي للموظف وراتبه التقاعدي لكي يكون أغراء بالتقاعد.  حيث يبلغ في أكثر الحالات حوالي النصف من راتب الوظيفة.  وبما أنه عاطل بحكم البطالة المقنعة فلماذا لا نصرفه بالمعروف.  وندرس امكانية التقاعد المبكر بمكافأة مجزية نهاية الخدمة  (  20 ــ 50 ) راتبا لشراء أسهم في شركة أو مشروع صغير بعد أن يتقاعد ذو الخدمة الأقل من عشرين سنة وغيرها من تجارب الأمم التي ابتلت بهذه المشكلة خصوصاً وأن السياسة والديمقراطية غير مستعدة لإزعاج الناخب المزمن  .  فالترهل عمود قائم ولكن نستطيع أن لا نصطدم به بل اجتيازه من جوانبه  .    

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

القضاء يحسم 853 طعناً على نتائج الانتخابات

الداخلية: العراق بنى منظومة متطورة لمكافحة المخدرات

التخطيط تتجه لتوسيع الرقابة النوعية لتشمل الصادرات والواردات عالية المخاطر

قبول 1832 طالباً في المنح المجانية لكليات المجموعة الطبية

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram