هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
(المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عـدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.
زاوية (نجوم في الذاكرة ) تستعرض في حلقتها 154 مسيرة لاعب وسط فرق الصناعة والرشيد والكرخ والزوراء والجوية والمنتخبات الوطنية السابق نعيم صدام منشد وُلـِد عام1969 ولعب أكثر من"30" مباراة دولية حيث سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.
بداياتـه
بدأ اللاعب نعيم صدام بممارسة لعبة كرة القدم منذ الطفولة، حيث تأثر بالجو العائلي لأسرته، لأنه من أسرة رياضية وقد أسهمت هذه الأسرة الرياضية التي تضم المدرب كاظم صدام واللاعب كريم صدام، فضلاً عن لاعب منتخب الشباب رحيم صدام بتقديم النصح والإرشاد لأبنها، الذي أخذ بالكثير من هذه التوصيات وأضافها إلى موهبته المتميزة في مداعبة الكرة.
وقد كانت بدايات نعيم صدام صحيحة جداً، لأنه تدرج بشكل صحيح، فقد انضم عام 1983 إلى مركز شباب القدس العربي الذي استمر معه عاماً كاملاً وبعد أن صقل موهبته الكروية قرر الانضمام إلى فريق شباب الصناعة عام 1984 ، ونظراً للمستوى الجيد الذي قدمه تم تأهيله إلى الفريق الأول وذلك عام 1985 حيث خاض أول مباراة له في دوري الكبار مع الصناعة ضد الزوراء في العام المذكور ، وسبق هذه المباراة خوضه مباريات عدة مع الصناعة في إحدى البطولات المحلية وسبق ذلك تمثيله لمنتخب الناشئين في تصفيات ونهائيات بطولة آسيا التي جرت في الدوحة عام 1984.
وكان المستوى الجيد الذي قدمه مع فريق الصناعة قد جعل مدرب منتخب الشباب واثق ناجي يختاره إلى صفوف المنتخب المذكور الذي كان يستعد للمشاركة في بطولة شباب كأس فلسطين الثانية في الجزائر وبعد إبعاد واثق ناجي تولى المهمة المدرب أنور جسام الذي استعان به وأعتمد عليه كثيراً في تلك البطولة التي حــلَّ منتخبنا فيها بالمركز الرابع.
وقد كان مايسترو الكرة العراقية هادي أحمد المثل الأعلى للاعب نعيم صدام، لذلك فضَّل اللعب في وسط الميدان برغم أن مواصفاته البدنية والجسمانية تساعده على اللعب في الدفاع ، ومنذ البداية أكد جدارته في وسط الميدان ما جعل نادي الرشيد يضمه إلى صفوفه عام 1986 وأسهم مع هذا النادي في الحصول على الكثير من الألقاب المحلية والعربية والآسيوية.
اللعب مع الوطني
في عام 1988 قرر مدرب المنتخب الوطني الدكتور جمال صالح استدعاء نعيم صدام إلى صفوف المنتخب الوطني الذي شارك في بطولة كأس العرب في الأردن التي أحرز منتخبنا لقبها، لكن تحت إشراف عمو بابا الذي اختاره إلى صفوف المنتخب الأولمبي الذي كان يستعد لنهائيات دورة سيئول الأولمبية، إلا أن صغر سنه أدى إلى إعادته لفريقه المحلي، لكن هاتين الدعوتين منحتا اللاعب نعيم صدام الثقة المطلقة بأن أبواب المنتخب لن تكون موصدة أمامه في البطولات المقبلة.
العودة إلى منتخب الشباب
في عام 1988 قرر المدرب أنور جسام اختبار اللاعب نعيم صدام إلى صفوف المنتخب الذي شارك في نهائيات البطولة المذكورة التي جرت في الدوحة وتمكن منتخبنا من إحراز لقبها بجدارة وكان نعيم صدام من الأوراق المهمة التي حققت اللقب الآسيوي.
وفي عام 1989 غادر نعيم صدام مع منتخب الشباب إلى الطائف للمشاركة في بطولة كأس العالم للشباب وبرغم أن منتخبنا قد وقع في مجموعة أقل ما يُقال عنها أنها حديدية، إلا أنه باغت الجميع وتمكن من هزيمة كل فرق مجموعته التي ضمت منتخبات النرويج وإسبانيا والأرجنتين وكانت بداية تحقيق الانتصارات على يـــد اللاعب نعيم صدام الذي سجل هدف الفوز الوحيد في مرمى النرويج ، وكانت هذه البطولة قد جعلت لاعبي منتخبنا الشبابي يحظون بشهرة واسعة.
وبعد ذلك عاد نعيم صدام إلى مواصلة اللعب مع فريقه "الرشيد" وقاده للفوز ببطولة الدوري قبل أن يتم حله ليتحول إلى نادي الكرخ حيث بقي في صفوفه حتى عام 1991 بعد ذلك فضَّل الانتقال إلى صفوف الزوراء بناءً على رغبة مدربه فلاح حسن.
التألـق مع الزوراء
مثــَّل انضمام نعيم صدام إلى صفوف فريق الزوراء إضافة مهمة جداً لهذا الفريق حيث تعد السنوات التي لعب فيها نعيم صدام للزوراء هي الأكثر إنجازاً، حيث فاز الزوراء بلقب بطولتي الدوري والكأس أكثر من مرة، فضلاً عن بطولات أخرى، كما شارك معه في البطولات الآسيوية.
الانتقال إلى الجـويـة
بعد أن ساد الاحتراف في الملاعب المحلية قرر نعيم صدام الانتقال إلى صفوف فريق القوة الجوية في موسم 98 ـ 1999 وقدم صورة جيدة مع هذا الفريق، والشيء الذي يجب أن يذكر هنا أن نعيم صدام برغم انتقاله من الزوراء إلى الجوية، لكن جمهور الزوراء بقي مسانداً ومحباً له ودائماً يهتف باسمه خصوصاً بعد زواجه، حيث هنأه جمهور الزوراء بأهزوجة موحدة تقول "مبارك عرسك يا نعيم" وهي حالة نادرة بسبب حالة التنافس الكبير بين جمهور الفريقين.
مسيرته الدولية
في عام 1992 وبعد رفع الحظر الجزئي في المشاركات الخارجية للكرة العراقية، استدعى المدرب عدنان درجال اللاعب نعيم صدام للمنتخب الوطني الذي شارك في بطولة الأردن الدولية وقد حجز نعيم صدام مكاناً ثابتاً في التشكيلة الأساسية وظهر بصورة جيدة وتمكن من تسجيل هدفين في هذه البطولة التي حصل فيها منتخبنا على المركز الثاني، هدف في مرمى المنتخب الأثيوبي وهدف في مرمى منتخب الكونغو.
وفي عام 1993 كان اللاعب نعيم صدام أحــد الأوراق الرابحة بيــد المدرب عدنان درجال في التصفيات الأولية التي جرت في الأردن والصين والتي خطف بطاقتها منتخبنا الوطني ،وقد سجل نعيم صدام هدفاً في مرمى المنتخب الباكستاني.
خروجه يتسبب بالخسارة
بعد أن خطف منتخبنا بطاقة التأهل عن مجموعته كان يتوجب عليه خوض التصفيات الحاسمة التي جرت في الدوحة عام 1993 أيضاً، وقد كان المدرب عدنان درجال يراهن على اللاعب نعيم صدام في تقوية خط الوسط، لأنه يؤدي واجبه الدفاعي والهجومي بمستوى واحد وقد سارت المباراة الأولى للمنتخب الوطني ضد المنتخب الكوري الشمالي في تلك التصفيات بشكل طبيعي جداً بعد أن تقدم منتخبنا بهدفي علاء كاظم، إلا أن طرد المدافع سعد عبدالحميد في الدقيقة 70 جعل المدرب عدنان درجال يقرر إخراج اللاعب نعيم صدام وزج مكانه المدافع عبد الكريم سلمان، إلا أن خروج نعيم صدام قلب نتيجة المباراة رأساً على عقب، حيث لم يوفق البديل في إيقاف هجمات الكوريين الشماليين ، حيث سجل الكوريون ثلاثة أهداف كلها جاءت من جهة اللاعب البديل وبعد هذه المباراة أُبعد عدنان درجال وحلت محله لجنة تدريبية مؤلفة من عمو بابا وأكرم سلمان ويحيى علوان وقد واصل نعيم صدام تقديم العروض الجيدة في تلك التصفيات لينال رضا النقاد والجمهور.
وفي عام 1996 شارك نعيم صدام في تصفيات بطولة أمم آسيا التي جرت في الأردن وتمكن منتخبنا من خطف بطاقة التأهل إلى النهائيات التي جرت في الإمارات في العام المذكور.
الدفاع الجوي والصناعة
بعد أن أمضى مدة مع فريقه القوة الجوية انتقل اللاعب نعيم صدام إلى صفوف فريق الدفاع الجوي ومثله لموسمين وكان عوناً للاعبين الشباب وبعد ذلك عاد إلى فريقه الأم "الصناعة" الذي اختتم فيه حياته الكروية.
أجمل أهدافـه
يمتلك السجل الشخصي للاعب نعيم صدام العديد من الأهداف الجميلة منها هدفه الذي سجله لفريق الرشيد في مرمى الصناعة عام 1986 وانتهت المباراة بفوز الرشيد (4- 0) وكذلك هدفه الرائع جداً الذي سجله للزوراء في مرمى الطلبة من خارج منطقة الجزاء وانتهت المباراة بفوز الزوراء (4- 0) وكذلك هدفه الذي سجله لفريق القوة الجوية في مرمى الكرخ في موسم 98 ـ 1999 وانتهت المباراة (3-2) لصالح الجوية ومع المنتخب الوطني له أهداف جميلة أجملها في مرمى المنتخب الباكستاني.
أعــز مبارياته
خاض نعيم صدام مباريات عــدة أبرزها مباراة الرشيد والكرخ في عام 1988 وكذلك مباراة شباب العراق وسوريا في نهائي بطولة شباب آسيا في الدوحة عام 1988 أعــز مبارياته وكذلك مباراة الزوراء والطلبة في تسعينيات القرن الماضي ومع منتخب الشباب يعتز كثيراً بالمباريات التي خاضها في مونديال الطائف ومع المنتخب الوطني يعتـز بالمباريات التي خاضها في تصفيات كأس العالم.
مميزاتــه
يتميز اللاعب نعيم صدام بالقوة البدنية والجسمانية واللياقة البدنية العالمية والتوازن بأداء واجبه الدفاعي والهجومي، كما يمتاز بضبط إيقاع اللعب وتنويعه مع ظروف المباراة، فضلاً عن قدراته المتميزة في تسجيل الأهداف ومن مختلف المسافات.
أبــرز المدربين
ثامر محسن، واثق ناجي، عمو بابا، جمال صالح، أكرم سلمان، أنور جسام، حازم جسام، نصرة ناصر، فلاح حسن، علي كاظم، يحيى علوان، عدنان حمد، عامر جميل، ناظم شاكر، عامر جميل وحكيم شاكر.