حذرت صحيفة "الغارديان" البريطانية من أن التدخل في سوريا سيؤدي إلى مخاطر بردود فعل سلبية وحرب إقليمية، وربما يمنح المقاتلين الإسلاميين في البلاد السيطرة التي يسعون إليها، وقالت إن محاولات الغرب لزيادة وتيرة الحرب في سوريا ستؤدي ببساطة إلى تصاعد عمليات القتل، مشيرة إلى أن التفاوض هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى وقف الصراع.
وفي تقرير كتبه سيوماس ميلن، قالت الصحيفة إن الغرب يستعد مرة أخرى لتصعيد التدخل العسكري في العالم العربي والإسلامي، والهدف هذه المرة هو سوريا. فمنذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر الماضي، تضاعفت التحذيرات. أولا ومثلما حدث في الطريق لغزو العراق، زعم المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون أن النظام السوري ربما يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة وهددوا بعواقب وخيمة. وتلا ذلك خطوات أخرى مثل سماح واشنطن بتمركز بطاريات صواريخ باتريوت على طول الحدود السورية التركية، واعتراف بريطانيا وفرنسا ودول أوروبية بالمعارضة السورية باعتبارها الممثل الوحيد للشعب السوري.
وانتقدت الصحيفة تلك الخطوة، وقالت إن المعارضة أيضا ارتكبت عمليات قتل وليس قوات النظام السوري وحده. كما أنها تتضمن بين صفوفها جماعات جهادية على الطراز العراقي من حيث ما تقوم به من عمليات خطف وقتل وتهديد وهجمات طائفية.
وتمضي الصحيفة قائلة إن القوى الغربية والأنظمة الخليجية دعموا حتى الآن رفض المعارضة للتفاوض . لكن محاولة التسوية الإقليمية التي قام بها الرئيس محمد مرسي بالتعاون مع تركيا وإيران والسعودية تم إفسادها من قبل السعوديين. لكن الغارديان ترى أن التفاوض سيحدث في نهاية المطاف.. وتشدد الصحيفة على أن التدخل الخارجي في سوريا لن يؤدي فقط إلى مزيد من القتل، لكنه قد يمنح الإسلاميين السيطرة التي يسعون إليها بالفعل. والمقاتلون الإسلاميون في صفوف المعارضة تزداد عدم ثقتهم في أنصارهم الأجانب. وهذا يعني احتمال توفير أساس كالذي أدى إلى إنشاء تنظيم القاعدة في أفغانستان، مما يحمل مخاطر بإدخال المنطقة في صراع أكثر تدميرا.
صحافة عالمية ..الغارديان: التدخل الغربي في سوريا يمنح الإسلاميين السيطرة
نشر في: 19 ديسمبر, 2012: 08:00 م