أعلنت وزارة النقل، أمس الخميس، عن إسقاط الكويت جميع الدعاوى المقامة ضد الخطوط الجوية العراقية، مشيرة إلى أن الاتفاق يعتبر بداية جديدة حقيقية للخطوط الجوية العراقية في بناء أسطول جوي جديد. في الوقت نفسه أعلنَ السفير الكويتي في العراق علي المؤمن عن زيارة قريبة لوفد اقتصادي كبير إلى بغداد تعزيزاً للعلاقات بين البلدين الشقيقين.

وقال مستشار وزير النقل كريم النوري لـ"السومرية نيوز"، إن "مستشار وزير النقل لشؤون الطيران كفاح حسن جبار وقع مع رئيس مجلس إدارة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية سامي النصف اتفاقية نهائية لإسقاط جميع الدعاوى والأحكام الصادرة بحق الخطوط الجوية العراقية سواء المقامة ضدها في جميع دول العالم"، مشيرا إلى أن "هناك دعاوى مقامة ضد الشركة في لندن" .

وأضاف النوري أن "البلدين توصلا إلى اتفاق مسبق بدفع العراق بموجبه مبلغ 500 مليون دولار كتعويضات لشركة الخطوط الجوية مقابل إسقاط الدعاوى المقامة ضد شركة الخطوط الجوية العراقية"، مبينا أن "الاتفاق يعتبر بداية تاريخية للعلاقة بين البلدين وبداية حقيقية للخطوط الجوية العراقية في بناء أسطول جوي جديد".

وخول مجلس الوزراء العراقي 18 تموز 2012 وزير النقل هادي العامري صلاحية التفاوض مع الجانب الكويتي بشأن آلية دفع مبلغ 500 مليون دولار إلى الجانب الكويتي لغرض تسوية المطالبات الكويتية بشأن ديون الخطوط الجوية الكويتية.

وكانت السلطات البريطانية احتجزت، في 25 من نيسان الماضي، الطائرة العراقية القادمة من بغداد إلى لندن بعد توقف للرحلات بين البلدين دام 20 سنة، وكان على متن الطائرة 30 مسافراً من العراقيين والأجانب، بينهم وزير النقل عامر عبد الجبار ومدير الخطوط الجوية العراقية كفاح حسن الذي تم احتجازه من قبل السلطات القضائية البريطانية، بسبب دعوى كويتية مرفوعة ضد العراق تتعلق بالأضرار التي تعرضت لها طائراتها جراء الغزو العراقي للكويت عام 1990، مطالبة بدفع مليار و200 مليون دولار لصالح الخطوط الجوية الكويتية.

وطالبت الشركة الكويتية أمام محكمة لندن العليا بتسديد العراق مبلغ 2.1 مليار دولار، وطلبت من كفاح حسن تقديم كشف عن ممتلكات شركته تحت القسم، متهمة عبر محامي الخطوط الكويتية ديفيد سكوري، الخطوط العراقية برفض الإيفاء بالتزاماتها وبالحنث بالقسم والاحتيال وتضليل القضاء. وتقوم شركة الخطوط الجوية العراقية في الوقت الحاضر بإدارة وتشغيل النقل الجوي في العراق من خلال التشغيل المشترك مع دول العالم الأخرى بسبب عدم امتلاك الشركة لطائرات خاصة بها، علماً أنها إحدى الشركات المؤسسة في منظمة اتحاد النقل الجوي الدولي (الأياتا).

من جانبه أعلنَ السفير الكويتي في العراق علي المؤمن عن زيارة قريبة لوفد اقتصادي كبير الى بغداد تعزيزاً للعلاقات بين البلدين الشقيقين.

وقال للوكالة الوطنية العراقية للانباء “إن المستثمر الكويتي يرغب بدخول السوق العراقية وفي جميع القطاعات وخاصة قطاع الإسكان لما له من تجربة رائدة في هذا المجال ان كان على المستوى المحلي او على مستوى الاستثمارات الخارجية”.

وأضاف المؤمن "أن ما يعيق الاستثمار في العراق هو البيروقراطية والروتين الذي بحاجة الى معالجة حقيقية وتقديم تسهيلات من اجل فتح السوق العراقية امام المستثمر بشكل عام والكويتي بشكل خاص". وتابع “أن المستثمر الكويتي ومنذ سنوات دخل الى السوق العراقية ولكن بصورة فردية وما نحتاجه خلال الفترة المقبلة هو دخول المستثمرين والشركات بشكل عام من اجل المساهمة في بناء العراق وتعزيزاً للعلاقات المشتركة”.