أعلن الاتحاد الأوروبي أنه "يعارض بشدة" مشاريع إسرائيل الأخيرة "المثيرة للقلق الشديد" لبناء وحدات استيطانية جديدة في القدس الشرقية، معتبرا أن ذلك سيقوض عملية السلام بشكل إضافي.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بيان أمس الخميس، إن خطط إسرائيل لبناء 2610 وحدة سكنية في مستوطنة جفعات هاماتوس إلى جانب 1500 وحدة أعلنت عنها في نوفمبر في رمات شلومو ستؤدي عمليا إلى عزل بيت لحم عن القدس، معربة عن رفضها "هذا التوسيع الاستيطاني حول القدس الذي لا سابق له".
وتابعت أن "الاتحاد الأوروبي يعارض بشكل خاص فرض خطط تقوض بشكل خطير آفاق حل متفاوض عليه للنزاع عبر تهديد فرص إقامة دولة فلسطينية قابلة للاستمرار وإعلان القدس عاصمة مستقبلية لدولتين"، مشيرة إلى أنه "في ضوء أهدافه للتوصل إلى حل على أساس الدولتين، سيواصل الاتحاد الأوروبي مراقبة الوضع عن كثب وتطوراته ويتصرف بناء على ذلك".
وفي خطوة نادرة أدلى كل أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية، ببيانات ترفض خطط إسرائيل لتوسيع مستوطنات يهودية حول القدس، بعدما أعاقت واشنطن مرارا محاولات لاتخاذ موقف أكثر صرامة من هذا الأمر.
ووصف سفير الهند في الأمم المتحدة هارديب سينج بورى، البيانات الأربعة المنفصلة التي أدلى بها الأعضاء الثمانية في المجلس من حركة عدم الانحياز وأربع دول أوروبية وكل من روسيا والصين، بأنها خطة بديلة بعدما اتضح أن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض (الفيتو) على الأرجح ضد قرار ملزم قانونا بشأن البناء الاستيطاني.
وقال بورى، في إشارة للولايات المتحدة، "أجريت مشاورات بشأن قرار بين أعضاء المجلس وأجريت محاولة.. لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوفيق مع العضو الخامس عشر..لكننا توصلنا إلى نتيجة مفادها أن هذا أمر غير مرجح.. تم استشعار أن الخطة البديلة.. هي أن يدلي أعضاء المجلس ببيانات سواء منفردة أو في مجموعات".
وتم تقديم كل البيانات الأربعاء في مقر الأمم المتحدة بعد إفادة مقتضبة لمجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط.. وعلى الرغم من إدانة الولايات المتحدة أيضا لخطط إسرائيل فإنها لم تدل ببيان في الأمم المتحدة.
وأعاقت الولايات المتحدة وهي حامية إسرائيل التقليدية في مجلس الأمن الدولي قرارا في فبراير من العام الماضي يدين المستوطنات الإسرائيلية. ويمكن للدول الخمس دائمة العضوية في الأمم المتحدة -وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين- نقض القرارات.
وحول بيانات أعضاء مجلس الأمن، قالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "يجب على كل دولة تقديم العرض الخاص بها.. وهذا هو ما فعلناه".
ويعيش قرابة 500 ألف إسرائيلي و2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وجاء الإعلان الإسرائيلي بعد يوم من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ترقية وضع الفلسطينيين في المنظمة الدولية إلى صفة دولة مراقب غير عضو وهو ما يعني اعترافا فعليا من المنظمة بدولة فلسطينية.