أسئلة كثيرة تثار عن أماكن وجود الرئيس السوري بشار الأسد والقيادة السورية بعد المعارك الأخيرة على أبواب العاصمة السورية.
وتؤكد روسيا أنه مازال في دمشق، فيما ترى المعارضة السورية أنه في الساحل السوري. فيما تحدثت صحف غربية عن مغادرة جزء كبير من أعوانه دمشق باتجاه المناطق العلوية في الساحل.
ومنذ تقدم الجيش الحر نحو العاصمة دمشق، كثرت الروايات عن مكان تواجد الأسد، خاصة بعد حادثتين، هما الانفجار الذي استهدف مقر مجلس الأمن القومي في دمشق في يوليو/تموز الماضي، وحصار الجيش الحر لمطار دمشق الدولي مؤخراً والمعارك على طريقه.
وتؤكد الرواية الروسية أن الأسد ما زال في دمشق ويدير البلاد من هناك، فيما تؤكد المعارضة أنه لا ينام في بيته ولا في قصره الجمهوري.
وتقول معلومات المعارضة إنه انتقل للساحل السوري خصوصاً بعد تقرير لصحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية عن هروب كبار داعمي النظام مع أسرهم من دمشق إلى المحافظات المطلة على ساحل البحر المتوسط ذات الغالبية العلوية.
وحدد تقرير لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية 3 مواقع على الساحل السوري اتخذ جزءا من الحكومة السورية الموالية للأسد أحدها مقراً له: إما طرطوس التي تسكنها غالبية علوية وفيها قاعدة بحرية روسية، أو في اللاذقية حيث يوجد فيها قصر صيفي للأسد، أو في الجبال المحيطة بمدينة القرداحة، مسقط رأس الأسد، وتوجد فيها أعلى كثافة سكانية علوية.
ووفقا لـ "صنداي تايمز"، فإن 7 كتائب على الأقل موالية للأسد، ومعها صاروخ باليستي واحد على الأقل، انتقلت إلى منطقة علوية بداية الشهر الحالي، وتم تسليح إحدى هذه الكتائب بالسلاح الكيماوي، ما يرجح المعلومات عن انتقال الأسد للساحل السوري لخوض معركته الأخيرة من قرية علوية هناك.
وإذا صحت الروايات عن انتقال الأسد للساحل السوري، فإنها، وفقا لمحللين، ستكون الخطوة الأولى للرحيل عن سوريا إن استمر جيش النظام في التقهقر أمام الجيش الحر.
من جانب اخر قال مسؤولون أمريكيون إن قوات تابعة للرئيس السوري أطلقت مؤخرا صواريخ بالستية على موقع للمعارضة.
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الجنرال أندرس فوغ راسموسن إن الحكومة السورية ما زالت تستهدف المعارضة المسلحة بصواريخ بالستية قصيرة المدى.
وذكر مصدر بالناتو لوكالة "رويترز" أن عمليات المراقبة رصدت إطلاق العديد من صواريخ "سكود" صباح الخميس.
وقال راسموسن إن إطلاق هذه الصواريخ "تصرف نظام يائس يوشك على الانهيار".
وتحدثت الولايات المتحدة والناتو الأسبوع الماضي عن إطلاق أكثر من ستة صواريخ من دمشق على شمال سورية.
لكن وزارة الخارجية السورية نفت بشدة استخدام هذه الأسلحة.
ويعتقد أن الجيش السوري النظامي لديه قذائف مدفعية وصواريخ متوسطة المدى، بعضها قادر على حمل رؤوس كيميائية.
وتتضمن مقتدرات الجيش صواريخ "سكود-بي" و"سكاراب إس إس-21".
"حماية تركيا"
وأكد راسموسن لصحفيين في بروكسيل الجمعة أن الناتو وحلفاءه رصدوا تجدد إطلاق صواريخ من طراز سكود.
وقال: "نشعر بالأسف الشديد لهذا الأمر الذي اعتبره تصرفا من نظام يائس يوشك على الانهيار."
وأضاف: "استخدام هذه الصواريخ في سورية يؤكد على الحاجة إلى وسيلة لحماية حليفتنا تركيا والدفاع عنها بفعالية"، في إشارة إلى قرار الناتو بتعبئة منصات صواريخ باتريوت على الحدود الجنوبية لتركيا مع سورية.
وقال مسؤولون أمريكيون مساء الخميس إن قوات تابعة للرئيس السوري بشار الأسد استأنفت إطلاق صواريخ بالستية على مواقع للمعارضة المسلحة خلال الأيام الأخيرة.
وذكروا أنه لا توجد إشارة على أن الصواريخ كانت تحمل أسلحة كيميائية ولم ترد أي معلومات حول سقوط مصابين أو قتلى، بحسب ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".
ونقلت الصحيفة عن مصادر في سورية أن هجوما وقع الخميس قرب مدينة المعرة في منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة شمال حلب وقريبا من تركيا. وتشير الأنباء إلى أن الصاروخ لم يصب الهدف، ولم يقع جرحى أو قتلى.