تفاصيل مرعبة ومثيرة دارت داخل بيت كان يسكنه الحب في الماضي قبل أن يتحول إلى قطعة من جحيم... الزوجة ترقد في المستشفى والزوج خلف قضبان التوقيف ... وهنا سنعود معكم من البداية..
المشهد الأول
لم يستمر طويلا ... حسمته الصدفة منذ اللحظة الأولى ... دارت تفاصيل هذا المشهد في متنزه الزوراء ... لأول مرة التقت عينا (م) و (ز) ... أحس الاثنان في هذه اللحظة أن الحب سوف يجمع بينهما ... اقترب (م) من الفتاة ... في لحظة استجمع كل قواه وبادرها بالحديث قائلا ... ممكن أتعرف عليك واتصل بك ... وبقلب الأنثى شعرت (ز) بشيء ما يتسلل إلى صدرها ... ربما يكون إعجابا ... وربما يكون حبا هبط فجأة على قلب الفتاة الجميلة ... لم تصده (ز) وفي الوقت نفسه لم ترد عليه ... تركت له الباب مواربا ... فأعاد (م) العسكري الشاب على مسامعها نفس الكلام ... لكن (ز) هذه المرة اختارت أن تذهب الى عائلتها ... فهي لم تتحدث مع شاب في حديقة عامة ... انسحبت بهدوء ومع كل خطوة خطتها تحدث زلزالا في قلب الشاب الذي تعلق بها ... أحداث المشهد الأول لا تزال مستمرة ... تخرج (ز) مع عائلتها من المتنزه ... تستقل سيارة الأسرة ... فضلت الرحيل على ان تواجه هذا الموقف الصعب أمام عائلتها ... لكن (م) لم يرض بهذا الهروب المصطنع ... خرج وراءها وفي موقف السيارات أعطاها رقم الموبايل الخاص به وطلب منها ان تكلمه ... بعد ايام طرق (م) باب حبيبته ... أتى بعائلته ليطلب يدها من والدها ... الجميع في هذه اللحظة كانوا مرحبين به عريسا لابنتهم وجاءت المعلومات التي تحرت أسرة الفتاة عنه لتؤكد انه خريج احدى الكليات ولم يسعفه الحظ في التعيين فتطوع عسكريا وهو شاب من أسرة طيبة ومكافح وسمعته طيبة .. واحتفلت العائلتان بعد أشهر بزواج (م) و (ز ) في جو عائلي اقتصر على الأصدقاء والأقارب المقربين من العروسين وبدأ شهر العسل ..
المشهد الثاني
شقة صغيرة جمعت الزوجين معا ... كانت عش الزوجية ... بداخله بدأ العروسان أول ايام شهر العسل ... السعادة غمرت العروسين ... أحست (ز) أنها أصابت الاختيار بعد أن نجح قلبها في إصابة الهدف وفي المقابل شعر (م) بأن زوجته الجميلة ملأت قلبه وحياته ... فهي بالنسبة له لم تكن زوجته فقط وإنما الحبيبة والأخت والصديقة ... وسريعا ما انتهت إجازة (م) من وحدته العسكرية ... وعاد إلى عمله فيها ... ومنذ هذه اللحظة لم يعد عريسا وإنما زوج مسؤول عن بيت هو الذي يديره أمام زوجته ... ومرت الأيام سريعة على الزوجين ... احيانا تمر فاترة وفي أحيان كثيرة كان الحب يشتعل فجأة بين الزوجين يجدد حياتهما الزوجية ... لكن يبدو أن شيئا ما كان يستعد لاقتحام حياة الزوجين ... يحولها الى أشبه بمباراة ملاكمة يتصارع فيها لاعبان فوق الحلبة ولكن الغلبة تكون دائما لواحد؟ لكن بعد مضي اشهر على حياتهما الزوجية احست (ز) بان معاملة زوجها قد تغيرت الى الغموض ... ساورتها الشكوك هل هي امرأة اخرى اقتحمت حياته فجأة؟ هل سار الحب كسحابة صيف سرعان ما مرت؟ عجزت عن ان تفهم ما يدور حولها ... لكن (ز) احتفظت لنفسها بحق الشك فيما يدور حولها ! ولكل شيء نهاية !
المشهد الثالث
زواج (ز) و (م) لم يستمر إلا ثمانية شهور بعدها بدأ الجحيم ... فجأة وبلا مقدمات اشتعلت الخلافات بين الزوجين تحت سقف واحد (ز) عجزت عن تفسير ما يحدث وما يفعله زوجها... الشيء الوحيد الذي تأكدت منه الزوجة أن أحوال الزوج تغيرت مائة في المائة ... ولكن إلى الأسوأ ... سألته بدافع الحفاظ على بيتها وحمايته من ريح التغيير التي هبت فجأة بلا سابق إنذار .. ( كلي شنو الي صار ... ليش هذا التغيير في تصرفاتك معي؟) لم يجب الزوج بكلمة واحدة فقط ... أصبحت تراه أمامها رجلا آخر هذه هي صفاته ... عصبي المزاج ... يثور لأتفه الأسباب ... لا يحترم بيته ... دائما يسهر خارج البيت وأحيانا ينام في وحدته العسكرية بعد السهرة ... يشتم زوجته باستمرار ... كيف يكون هذا الرجل زوجها وبالأمس القريب كان الحبيب القريب إلى قلبها وحياتها كلها ؟ خبر سعيد ربما اعاد التوازن إلى الحياة الزوجية ! ثمرة هذا الزواج بدأت تشعر به الزوجة وأكدته لها طبيبة الأمراض النسائية ... جنين يتحرك في أحشائها ... أسرعت (ز) تزف الخبر الى زوجها ... لكن رد الفعل ... كان بمثابة الصاعقة بالنسبة إليه ... وجدته هادئ الأعصاب لا يبدي فرحة على وجهه ثم سرعان ما عادت الخلافات تشتعل من جديد وانتهى الأمر بكارثة فاقت كل تصور!
المشهد الرابع
مشاجرة عنيفة دارت رحاها داخل بيت الزوجية ... علا فيها صوت الزوج ثم دار بعدها هذا السيناريو الدامي ... أشعل الزوج الطباخ ووضع عليه قدراً من الماء ... لم تنتبه الزوجة لما يفعله الزوج ... ربما ظنته انه يريد ان يغسل بعض ملابسه ... لم تعر الأمر التفاتا ولكن فجأة وبلا مقدمات امسك الزوج بالماء المغلي وقذفه في وجه زوجته الجميلة ... دوى الصراخ في أرجاء الشقة كلها ... (م) ظل واقفا أمام المشهد الرهيب دون ان تتحرك له شعرة واحدة ... الصراخ يعلو (ز) تطلب النجدة من زوجها الذي يريد قتلها ... لحظات وتحول بعدها وجه (ز) إلى شبح مخيف من كثرة الحروق التي شوهت الوجه الجميل ... سقطت المسكينة على الأرض مغشياً عليها ... لكن نبضات قلبها لا تزال تعلو وتهبط بما يعني أنها لا تزال على قيد الحياة ! وتستمر المأساة !... امسك (م) بالموبايل واتصل بأسرة زوجته اخبرهم بصوت يدعو للشفقة ... آسف ان أخبركم بان (ز) حرقت نفسها بهدف الانتحار ... (وين هي؟) هكذا سأل الأب زوجها ... لكنه لم يجب ! حمل الزوج ضحيته إلى مستشفى النعمان وحكى للطبيب في الطوارئ نفس القصة وظلت الزوجة (ز) أسبوعين في غيبوبة كاملة أفاقت بعدها وهي تتوقع ان ترى زوجها بجوارها باكيا ... نادما على ما اقترفه من إثم في حقها ... طالبا منها المغفرة وبدأ صفحة جديدة في حياة الزوجين ... لكنها فوجئت أمامها رجل ابعد ما يكون عن كونه زوجها يحب بيته وزوجته وبعد شهور قليلة سيصبح أبا !... نفس الوجه ... ونفس الأخلاق ... لكن الجديد هنا ان الزوج طلق زوجته داخل المستشفى وهي على سرير المرض تعاني من آثار الحروق في وجهها وبعض أجزاء من جسدها ...
المشهد الخامس
مدير شرطة الأعظمية يتلقى شكوى من والد الزوجة يتهم زوج ابنته بمحاولة قتل ابنته وحرقها في وجهها ! اهتمت الشرطة بهذه القضية المهمة واصدر القاضي أمراً بإلقاء القبض على الزوج ... تقرير المستشفى الذي قدمه الأب للمحقق أكد ان الزوجة أصيبت بحروق بالوجه والرقبة والصدر والبطن وأعلى الظهر والذراع الأيسر والكتف الأيمن وحالتها الصحية متوسطة!
المشهد السادس
داخل مستشفى النعمان (ز) كانت فوق السرير ترقد عاجزة حتى عن ان تبدي انفعالا لأنها ان كانت غاضبة ام لا ... حزينة آم سعيدة ... عاجزة حتى عن البكاء ... وبصوت ضعيف جدا قالت لي ... كأنه تزوجني لكي ينتقم مني ولا اعلم السبب ... تزوجنا عن حب ... او هكذا ظننت وداخل أحشائي تحرك الجنين ... ظننته سيكون اسعد الناس ... لكنه لم أره أمامي سوى رجل قاسي القلب ومتوحش ... حتى بعد أن أفقت من غيبوبتي كنت ما زلت لم أقدم شكوى ضده ... لكنه عندما فتحت عيني ورآني أمامه مثل الشبح المخيف طلقني ورحل ... لن يفلت من جريمته أبدا ... لكن ماذا قال الزوج المتهم الذي وجدته غير مبالٍ في موقف مركز الأعظمية ... ردد نفس الكلام الذي قاله للمحقق ... لقد أشعلت (ز) النيران في ملابسها بهدف ان تنتحر وتتخلص من حياتها ثم نزعت ملابسها وانطلقت إلى الشارع عارية تماما وانه حاول إنقاذها من الموت عندما امسك بها ونقلها الى المستشفى لإنقاذها ... انتهى كلام الزوج وهو غير مبال بما حدث وكونه احرق قطة وليس إنسانة كانت قبل أيام زوجته وحبيبته.