في مثل هذا اليوم من عام 1964 وبعد معاناة مريرة مع مرض عضال ، توفي الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب ، رأس مدرسة الشعر العربي الحديث وأشهر أعلامها وأبرز مؤسسيها .
ولد بدر شاكر عبد الجبار السياب عام 1926 في قرية جيكور إحدى قرى قضاء أبي الخصيب في البصرة ، فقد أباه وهو صغير وأكمل الدراسة الابتدائية والثانوية عام 1942 في البصرة ، وانتمى إلى دار المعلمين العالية ( قسم اللغة الإنكليزية) وتخرج فيها عام 1948 ، وكانت تلك السنوات من تاريخ الدار التي سميت في ما بعد بكلية التربية ، العهد الذهبي لما ضمته من أساتذة كبار وخريجين كان لهم الدور الكبير في الحياة الفكرية . وفي دار المعلمين نضجت موهبته الشعرية وأخذ اسمه يبرز في الوسط الأدبي التائق للجديد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية . وبعد تخرجه في دار المعلمين العالية عمل في وظائف عديدة ،وفصل لأسباب سياسية ،إذ انتمى للحزب الشيوعي العراقي منذ أن كان في الدار .غير أنه اعتزل العمل السياسي المنظم في أواسط الخمسينات وعمل في الصحافة كاتبا ومترجما .
حظي بشهرة واسعة لم يدانها أحد من رواد الحركة الأدبية الحديثة ، وترجم شعره إلى لغات مختلفة ، وكان موضوعا لدراسات وبحوث وكتابات كثيرة ، حتى الاسم الرمز لحركة الشعر الحر الثائر على القديم . وذاعت أشعاره وأصبحت مثالا للكثيرين . ومن مجاميعه الشعرية : أزهار ذابلة، وأساطير، وأنشودة المطر ،ومنزل الأقنان .
أصيب منذ أواخر الخمسينات بمرض عضال أدى في النهاية إلى وفاته في المستشفى الأميري في الكويت ، وحمل إلى مقبرة الحسن البصري في البصرة ،حيث دفن هناك.