TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تجذر الفقر يتحدى ريع النفط!

تجذر الفقر يتحدى ريع النفط!

نشر في: 23 ديسمبر, 2012: 08:00 م

لدينا من أسباب الفقر الكثير (حروب، حصارات، تهجير، فساد ) بحيث عجزت الزيادة السنوية النوعية لإنتاج النفط سواء من خلال جولات التراخيص أو زيادة الأسعار. في حين يقال أن الفقر غير متجذر لدينا وهنا نعني بالتجذر أي أنه يتراجع فهل حسب الإحصائيات كذلك؟ حيث أن مجرد مراوحة النسبة في مكانها أو قريبة فها هو ارتفاع بنسبة الفقر لأن السكان في تزايد.   ففي تصريح للسيد وكيل وزارة التخطيط لجريدة الصباح يوم 20/12/2012 يقول إن الخطة الخمسية المقبلة للأعوام  (2013  ــ 2017 ) والتي ستوضع بعد تحديث خطة الأعوام ( 2010 ــ 2014 )  كانت تشير إلى وجوب تخفيض نسبة الفقر في العراق إلى  16%  من أصل  23%  من العام 2011.  في حين تؤكد مصادر رسمية أن الخطة الخمسية المقبلة (2013 ــ 2017)  ستخفض الفقر الى  10% فهل من المعقول انخفاض الفقر في ضوء ما تقدم حقيقي بحيث ينخفض   13% من أصل 23%؟ هذا في ظل استثراء الفساد وسوء الأداء وتراجع منظم وغير منظم.

فعندما يخصص لمحافظة كربلاء ( 340 مليار دينار) ولا يصرف منها سوى 30% للعام  2012  هذا ما جاء في جريدة المدى ليوم 20/12/2012  فهذا يعني أن المحافظة خالية من الفقر وليس فيها عشوائيات ومدارسها مثالية وزراعتها لا تحتاج إلى دعم وصناعتها عجلاتها دوارة. 

بالمقابل وفي نفس الصفحة يعلن البنك الدولي بأنه يخطط لمنح  (ليس قرض) العراق (900 مليون دولار) لدعم اقتصاد وتحسين الوضع الاجتماعي وتمكينه من إدارة موارده بكفاءة خلال السنوات الأربع المقبلة. فهل حصة كربلاء فقط لتمكنهم من إدارة مواردهم بكفاءة؟  أم هم في جزيرة؟ وخارج الخطة في حين تعلن وزارة التخطيط من خلال خطة التنمية ( 2013 ــ 2017 ) أن نسبة عمالة الأطفال بين سن ( 12 ــ 14 سنة ) لعام  2011 هي  8%  وفي الأعمار ( 5 ــ 14 )  7%  ألا يعكس هذا تجذراً في الفقرة أمام ميزانية في تتصاعد بالبرميل والدولار ( وأعلن أن نسبة النمو عندنا  ستكون أكثر من الصين ) وهكذا بالنسبة لشبكات الحماية إذ لديها ( 363316 ) مستفيدا من عاطل وكفيف ومشلول وشيخوخة ومستمر على الدراسة ويتيم قاصر .  علماً أن منتسبي الشبكة في تزايد وتناقص من جراء اكتشاف الزيف والفساد نلاحظ حيث انخفض العدد ما بين ( 2011 بواقع 395126 منتسبا الى 316 ر 363  ) هذا طبعاً ليس بسبب القضاء على الفقر بل بسبب الفاسدين وبذلك انخفض من  1 ر1% 2011 الى  6% في عام 2012   . 

علماً أن قاعدة المعلومات ما زالت فقيرة جداً بسبب غياب الإحصاء السكاني حيث ترتبط به درجة المحرومية والكثافة السكانية.  ولا داعي لنقارن بين هذا الواقع للفقر والوتيرة المتصاعدة للنفط ( ب / ي) فهل أجهزتنا الإدارية والمالية قادرة على ترشيد أمر الفقر في ضوء العقد المنصرم؟

علماً أن استدامة وتجذر الفقر قد شطرا المجتمع الى غني وفقير بشكل جاد ويشهد ذلك الإحصائيات ( متسولين، معاقين، عمالة أطفال، تسرب من المدارس، عشوائيات)  هذا المعلن وما خفي أعظم. ولكن الطامة الكبرى أن يتحول الانقسام الأفقي المجتمعي (غني، فقير) إلى انقسام عمودي بأن يخرج من إطاره بعد عجز الوسائل التقليدية إلى انقسام عمودي حيث يفتش كل فقير عن جذره الطائفي أو العشائري أو العنصري بعد اليأس من القانون ودولته. أنهم فعلاً يتحدون الوفرة والريع النفطي الذي على حراسة حمايته من هؤلاء بالتنمية المستدامة الحقيقية. وليس ترك هؤلاء للعشوائيات والجريمة المنظمة والمليشيات والبلطجة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: براءة نور وتابعه هيثم !!

جامعة بغداد، منارة العلم والمعرفة في قلب العراق

العمود الثامن: من أين لك هذا ؟

قناطر: حوارٌ غيرُ هادئ

العمود الثامن: غابات السامرائي

العمود الثامن: عبعوبه وعقدة دبي

 علي حسين ليس أمامك عزيزي المواطن العراقي ، سوى أن تصدّق تغريدات النائبة عالية نصيف ، خصوصاً عندما تقرر الجلوس مكان امين بغداد الاسبق نعيم عبعوب الذي اختفى منذ سنوات بعد ان حول...
علي حسين

الإدارة العامة ووطنية الأداء

ثامر الهيمص عادة ان تكون الزراعة هي القطاع الاول في الاقتصادات، ما قبل الدولة وما بعدها، اي بعد ان تزدهر الزراعة والثروة الحيوانية، هنا تحتاج الى ادارة، محددة الاهداف من خلال قوانين واعراف. وتتطور...
ثامر الهيمص

عن المصلحة وأصولها

عبد الكريم البليخ ماذا نفهم عندما نقول إنَّ زيداً أو عمراً من الناس لا يَعرفكَ أو يأتيك إلّا عند حاجته؟ هذه "المصلحة" قد تدوم فترةً من الوقت، وقد تكون قصيرة، بل قد لا تتجاوز...
عبد الكريم البليخ

سوريا العادلة أفضل بيت لمكوناتها

غسان شربل يزورك الخوفُ حين تتابع من بيروتَ ما يجري في سوريا. محاولةُ إعادة عقاربِ الساعة إلى الوراء بالغة الخطورة. كان سقوط نظام بشار الأسد مفاجأةً مدويةً باغتت حلفاءَه وخصومه معاً. في الداخل هناك...
غسان شربل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram