TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل سمعتم كمال الساعدي؟

هل سمعتم كمال الساعدي؟

نشر في: 24 ديسمبر, 2012: 08:00 م

إن كانت الأزمات، أو بشكل أدق المصائب، التي تعصف بالعراق، أقلها يكشف للمتتبع أن باب الفرج لن ينفتح، فإن أزمة الحكومة مع وزير ماليتها، جاءت لتطلشه جيرا وبسامير، كما يقول أهلنا. الكل قلبه يتقطع خوفا من عودة الحرب الطائفية من جديد وأولهم "نجوم" دولة القانون، وكأنهم ليسوا هم من سوّاها واستوت، كما يقول أهلنا أيضا.
كلما أسمعهم أو أراهم يحذروننا من الاقتتال الطائفي، نحن الذين لا بيها ولا عليها، أتذكر قصة أبي مع أمه التي كلما شاهد حادثا محيرا رواها. ذات يوم غضبت عليه أمه فقلبت بوجهه صينية الشاي. وما أن شعرت بوجه ولدها قد احترق، حتى صاحت: الحكولي يهل الرحم احترك اوليدي!
أمس خصصت كل وقتي لمتابعة ردود فعل ما يسمى بالمنطقة الغربية أو، لنقلها صراحة، السنة على الهجمة الجديدة لقوات الأمن على حماية ومكتب وبيت رافع العيساوي، وحالي حال المطرب عبد محمد وهو يصيح في "يا عنيد يا يابا":
      يا كتـر بالـدلال    خالي من العيوب
      وبيا مجان يصير    جرح اليجي النوب

ومن ردود فعل الغربية انتقلت إلى ما يقوله "فرسان" دولة القانون آملا في كلمة خير تطفئ الشر. برز علي الشلاه ليؤكد انتصار المالكي على العيساوي بتصريح مفاده أن الأخير اتصل بالأول معتذرا. ويخرج "محارب" من العراقية ليكرر، مرتين، إن المالكي هو من اتصل، وآخر يقول هو الذي بدأ بالاعتذار. ويا فرحة الما دامت. كل من الطرفين نفى انه اعتذر وكأن الاعتذار عار لا يليق بنا.
ومن بين جمع دولة القانون استل كمال  الساعدي لسانه "بهدوء" شديد ليعلن أن المسألة مسرحية كتبها وأخرجها العيساوي. قال الرجل إن القضية: "سيناريو رتبه رافع العيساوي لأنه يدرك تماما أن هذا الضابط (آمر الحماية) عليه أمر إلقاء قبض وجاء به إلى المنطقة الخضراء. أقنعه بالمجيء وطمأنه وهو يعلم انه سوف يلقى عليه القبض حتى تنفجر هذه المشكلة للتغطية على مجموعة قضايا. منها أن هنالك من الضحايا في الاعترافات السابقة هم من أهالي الفلوجة. ومنها أن بعض قادة العراقية ومنهم السيد رافع العيساوي تآكل رصيده بسبب موقفهم من قضية المركز والإقليم . ومنها لأسباب انتخابية".
أول ما سمعته ركزت في عينيه فلعلهما تخبراني عن من هم الذين يكلمهم الساعدي؟ تمنيت أن أكون قريبا منه لأساله: كيف عرفت ذلك؟ هل كشف عنك الحجاب وصرت تقرأ الممحي، أم انك من جماعة العيساوي أو احد "أحبائه" فأسرك بهذه الخطة "الجهنمية"؟
بس يا حضرة النائب الذي يقرأ ما في الصدور، إن كان ما دفع العيساوي لكتابة "السيناريو" وجود ضحايا من الفلوجة و "تآكل" رصيده بسبب موقفه من الصراع بين المركز والإقليم، حسب قولك، فعلام خرج أهالي الفلوجة يساندونه رافعين علم الإقليم؟
ختاما، أدعو الصديق حامد المالكي أن يتابع، من الآن فصاعدا، تصريحات كمال الساعدي فلعله يجد فيها حبكة درامية لم يسعفه الحظ بالاطلاع على مثلها سابقا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. حيدر داود حمدالله

    الى استاذي في الحياة هاشم العقابي المحترم ... أقسم يا أستاذ أنا من متابعيك وكنت أرى فيك الموضوعية جليةً حينما كنت في الخارج قبل سقوط الصنم من خلال الراديو وبعد سقوطه من خلال محطات التلفزة . الا انني أراك ( كما يراك غيري )قد جانبت الصواب في كثير من طروحاتك

  2. حسين

    ههههههه عجيب أمرك استاذ هاشم، لعد كل يوم كاعد تحلل بروسنا وتثمر بصل ما گلنالك شنو تقره الممحي لو حضرتك تضرب بالتخت رمل، خلي الناس شوية تحلل مو بس انت وعدنان وعلي حسين فلاسفة وسحره وكتاب ومحللين وووووووو الخ. وتريد الصدگ أنا ما افتهمتك كل يوم الك راي يا بع

  3. حيدر داود حمدالله

    الى استاذي في الحياة هاشم العقابي المحترم ... أقسم يا أستاذ أنا من متابعيك وكنت أرى فيك الموضوعية جليةً حينما كنت في الخارج قبل سقوط الصنم من خلال الراديو وبعد سقوطه من خلال محطات التلفزة . الا انني أراك ( كما يراك غيري )قد جانبت الصواب في كثير من طروحاتك

  4. حسين

    ههههههه عجيب أمرك استاذ هاشم، لعد كل يوم كاعد تحلل بروسنا وتثمر بصل ما گلنالك شنو تقره الممحي لو حضرتك تضرب بالتخت رمل، خلي الناس شوية تحلل مو بس انت وعدنان وعلي حسين فلاسفة وسحره وكتاب ومحللين وووووووو الخ. وتريد الصدگ أنا ما افتهمتك كل يوم الك راي يا بع

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram