يبدو أن ورطة الشرطة مستعصية ولا يمكن بأي حال من الأحوال التخلص منها والقضاء عليها كونها قد استفحلت وباتت تهدد كيان القيثارة الخضراء الذي على ما يبدو أن عازفيها قد نسـوا تماماً اُصول العزف الحقيقي الذي طربت له جماهير الفريق الأخضر على مــرّ المواسم الماضية.
في كل موسم يبتدىء فريق الشرطة مشواره بتعثر ويستمر التعثر معه حتى نهاية الدوري، وفي الموسم الذي يليه يبدأ رحلة البحث عن لاعبين جدد ومدرب جديد ومن ثم يبدأ ماراثون الدوري ونجد ان الفريق عاد لأسلوبه ذاته ونتائجه البائسة !
ففي الموسم الماضي كان فريق الشرطة أكثر فرق الدوري يحقق نتيجة التعادل بحيث لم يرتق سوى الى المركز السابع في ظل الميزانية الكبيرة التي رصدتها ادارة النادي مع تواجد مدرب قدير هو ابن الشرطة باسم قاسم الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة عن هذا الفريق الذي هو مَن قدمه الى الملاعب لاعباً ثم مدرباً لكن كانت النتائج بائسة والجمهور غير راض بحيث وصل الأمر الى التقاطع ما بين المدرب ومحبي النادي لتذبذب أداء الفريق ما بين فوز وخسارة وتعادل حتى تم الاستغناء عنه قبل نهاية الدوري وإناطة المهمة بالخبير الكروي في النادي الكابتن محمد طبرة .
اليوم وها نحن ندخل معترك الجولة العاشرة والفريق بخوض ثماني مباريات أنهى أربعاً منها بالفوز ومثلها بالتعادل وحتى المباريات التي حقق الفوز فيها لو نعيد شريطها نرى أن مَن يسجل الاهداف هم المدافعون كما في كل موسم، فالادارة تتعاقد مع مهاجمين إلا اننا نرى ان الاهداف تأتي من الخلف ، فما بال المهاجم اذن عندما يوقع عقداً برقم خيالي يثيرالجدل في الشارع الرياضي اذا كان غير قادر على هــزّ شباك الخصوم ؟!
منذ زمن بعيد كنا نعرف ان فريق الشرطة يتميز بأمرين هما حراسة المرمى وطرق مرمى الخصوم ، فعادة نرى ان لقب افضل حارس يكون من نصيب الفريق الأخضر وكذلك لقب هداف الدوري يكون من نصيب الفريق ذاته والأسماء كثيرة، ففي حراسة المرمى نذكر لطيف شندل وستار خلف ورعد حمودي وعماد هاشم وابراهيم سالم ، فيما يتصدر قائمة هدافي الفريق اللاعب الكبير علي حسين وشقيقه محمود حسين وسعيد نوري ويونس عبد علي الذي لم يجرأ أي لاعب من جميع فرق الدوري على كسر رقمه الذي وقف عند محطة 36 هدفا وكذلك سعد قيس وبعده مفيـد عاصم ومحمود مجيد وأخيرا هاشم رضا ، فهذه الاسماء لن تتكرر إطلاقاً ، عندما نرى اليوم الكاميروني نلنـــد الذي لا يسجل إلا على ملعب الشعب فقد سجل في مباراتين فقط امام الجوية والنفط لا اعرف هل انه مبرمج على أديم ملعب الشعب، وإن كان بهذا المستوى فيعد صفقة خاسرة جدا فيما نجد بقية المهاجمين غير قادرين على اختراق دفاعات الخصوم وهز شباكها ، لذلك نرى ان اهداف الشرطة عادة تسجل بأقدام المدافعين امثال فيلكس وحسين عبد الواحد وآخر هدف سجله المدافع ضرغام اسماعيل في مرمى السليمانية وهو هدف حفظ ماء الوجه أمام الفريق الشمالي الذي سعى مدربه باسم قاسم طوال التسعين دقيقة واقفاً على قدميه في سبيل تحقيق الفوز على فريقه السابق .
وهنا لا يسعني إلا ان أتساءل : أين كان قاسم في الموسم الماضي عندما اصبح الشرطة محطة استراحة لجميع الفرق حتى التي هبطت الى مصاف الممتاز، ولماذا لم يكن بذات الحرص ، وهو تساؤل مشروع بحسب اعتقادي؟! لذلك يؤسفني ان أقول ورطة الشرطة ما زالت هي ذاتها كما في كل المواسم.
ورطة الشرطة !
[post-views]
نشر في: 24 ديسمبر, 2012: 08:00 م