نقلت شبكة الـ(CNN): عن وكالة ناسا الفضائية، خبراً يكشف عن أن الأبحاث اثبتت أن الكويكب "2011AG5" سيمر قريباً من الأرض بسلام في سنة 2040. لكن نشرها الخبر بعد يوم 21-11-2012 جعل المتابعين يعتقدون أن له علاقة بموضوع نهاية العالم، ولذلك حظي بتعليقات القراء العرب، وكانت بمجملها تعليقات طريفة، لكن لفت نظري أن بعضها يكشف الكيفية التي يستخدمها عقلنا في خلط الحقائق، خاصَّة عندما ينطلق في معالجة القضايا العلمية من منطلقات يعتقد بأن النصوص الدينية تفرضها.
احد المعلقين قال: إن «نهاية الكون مع طلوع الشمس من الغرب وهذا من منطلق علمي وديني لان الكون يتسع منذ البداية، مع نهاية الاتساع يتوقف وتبدا الدورة العكسية في الانكماش وهى لحظة طلوع الشمس من الغرب» فيرد عليه آخر قائلاً: «مع احترامي أخي الكريم لكنك تردد فقط قول [...] نظرية الانفجار الكبير لكن بديع الخالق انه جعل الخلق اطوارا فالمرحلة التالية ليست انكماشاً ولكنها انشقاق فالكون حاليا هو طور من اطوار خلق ثمرة سدر في جنة المأوى... (فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان فبأي الاء ربكما تكذبان). الكون حاليا مجرد برعم خضري يتفتق فوق شجرة... (اولم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون)... الكون حاليا دورة خلق كبرى لبرعم عملاق، الالكترون فيه كوكب والذرة فيه نجم والجزيء الخلوي مجرة والخلية مجموعة محلية والنسيج الخلوي الاولى (المراستيمي الدعامي) هو ما يسمونه حاليا بالنسيج الكوني وراءه نسيج وسطي لحمي ثم نسيج طلائي... سبع سموات طباقا... وسيتحول الى برعم زهري مصداقا لقوله تعالى: "يوم نطوى السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعد علينا انا كنا فاعلين " والآيات عديدة».. هذا التعليق أكثر طرافة من الأول، وهو لا يعكس بالتأكيد رأي المسلمين، بل يعكس رأي أي إنسان يطلق القول على عواهنه كما يقولون، لكنه يخلط اوهامه بالآيات، مما يُحَمِّل هذه الآيات مسؤولية هذه الأوهام. وهناك من أشباه هذا المُعلق مسيحين وبوذيين ويهود يحاولون أن يخلطوا الأقوال الموروثة ببعض المعلومات التي يحفظونها ليخرجوا بنظرية هي أقرب إلى النكتة الطريفة. المشكلة أن هذه الطريقة السفسطائية المطعمة بشكل سخي ببعض الآيات القرآنية، تأخذ مداها لدى الناس، خاصَّة عندما يتحدث بها خطباء المنابر، فأكثر الناس لا يستطيعون كشف الزيف الذي تقوم عليها "الحقائق" التي يسوقها هؤلاء في خطبهم. وكان قد أعجبني معلق آخر، استشهد بالآية القرآنية: (وما اشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم)، وهو استشهاد طريف، فالآية تتحدث عن أن الله لم يُشْهِد أحداً عملية خلق السموات ليقول بضرس قاطع كيف تم خلقها، لكن خطيب المنبر يتحدث بثقة من قام بعملية الخلق بنفسه.
لن يأتي يوم يكف فيه الخطباء عن تسويق ما يطرب له الناس سعياً وراء جيوبهم، إلا بعد أن يأتي اليوم الذي يكف فيه الناس عن سماع كل ما يقوله الخطيب، أقصد اليوم الذي يفهمون فيه أن إقحام النص الديني في أمور العلم تشويه له وللعلم.
جميع التعليقات 1
ali
السيد سعدون المحترم /لن يأتي هذا اليوم الذي يفهم الناس عدم أقحام الدين بالعلم طالما بقي الدين يمتلك هذه الهالةالقدسية التي تجعله فوق النقد وفوق كل العلوم وانه لايمس وسيبقى يححشر انفه بكل شيء