TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المالكي في عمان.. أهلاً و؟

المالكي في عمان.. أهلاً و؟

نشر في: 25 ديسمبر, 2012: 08:00 م

لا التعاون الثنائي، ولا فكرة مد أنبوب لتصدير النفط العراقي من ميناء العقبة، ولا السماح باستيراد المنتجات الزراعية الأردنية للسوق العراقية، هي دافع رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي، لتقديم موعد زيارته للأردن، بحيث بدت وكأنها مفاجئة، خصوصاً عند نظيره الأردني، الذي كان يحزم حقائبه لزيارة بغداد، على أمل فتح ولو كوىً، للتعاون بين البلدين، الذين تميزت علاقتهما بالمودة، رغم كل الظروف السياسية التي طرأت في بلاد الرافدين، منذ أطاح جيشها حكم الهاشميين قبل أكثر من خمسين عاماً.
سببان رئيسيان سرّعا زيارة المالكي، أولهما التطورات المتسارعة على الأرض في سوريا والمخاوف من تداعيات سقوط النظام، دون إعداد لليوم التالي، وهي مخاوف تتشارك فيها عمان مع بغداد، وإن اختلفت الدوافع، والمسكوت عنه في هذا الإطار، هو العرض العراقي للتعاون بين الدول المحيطة بدائرة النار السورية الملتهبة، وهي تخشى انتقال الشرر إليها، للضغط على طرفي النزاع في سوريا، والدول الداعمة لهما، على قبول مبادرة الحل، التي حملها أخيرا المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، وهي مبادرة لا تحظى حتى اللحظة بقبول أي من الطرفين.
السبب الثاني، كما أشارت بعض المصادر العراقية في عمان، هو التواصل مع عدد من السياسيين العراقيين المقيمين في العاصمة الأردنية، وهم جميعاً من خصوم المالكي، في محاولة لتطويق تداعيات اعتقال عدد من حمايات وزير المالية بتهمة الإرهاب، وهي تداعيات وصلت حد إعلان العصيان المدني في بعض المناطق، ومن ناحية ثانية محاولة بناء تحالفات جديدة، لمواجهة تطورات الأزمة بين بغداد وأربيل، وهي أزمة كانت مرشحة للتبريد، نتيجة جهود الرئيس العراقي جلال طالباني، عافاه الله، قبل أن يمنعه المرض من مواصلتها.
ليس هناك شك في أن الأردن معني بالتعاون، بأي شكل ومع أي جهة، لتبريد الملف السوري، من خلال دعم مبادرة المبعوث الدولي، وعلى أمل أن تنتهي الأزمة السورية، بشكل يحفظ وحدة تراب الدولة، ويحافظ على وحدة المواطنين، ويمنع استمرار نزيف الدم، ويقيناً أن عمان لم تكن بحاجة إلى أي وعود نفطية، للانخراط في هذا الجهد، خصوصاً وأن المعروض اليوم كان ضمن اتفاقات سابقة بين البلدين، لم تدخل حيز التنفيذ لأسباب ليست أردنية بالتأكيد، وليس هناك أي شك في أن عمان تدعم أي جهد يسعى لاستقرار العراق، لأن ذلك يشكل مصلحة أردنية بالدرجة الأولى، قبل أن نتحدث عن المشاعر القومية.    
تؤشر الصور والتصريحات، بعد لقاء المالكي المغلق مع العاهل الأردني، إلى نجاح مهمة رئيس الوزراء، الذي كان منشرحاً ومرتاحاً، بسبب ما قيل عن تناغم  المواقف الثنائية حيال القضية السورية، وتطابق وجهات نظر الطرفين حيال نبذ التطرف ودعم الاعتدال، حسب تصريحات المسؤول الإعلامي في رئاسة الوزراء العراقية، وإذا كانت مهمة المالكي تنحصر في ما أسلفنا فإن المؤكد رضى نظيره الأردني عن نتائج المباحثات الهامشية، التي أكدت ضرورة تطوير العلاقات الثنائية والتعاون في مجالات النفط والزراعة والنقل والتجارة، وبما يبعث الأمل في فتح آفاق جديدة للتعاون في الجانب الاقتصادي، الذي تراجعت مستوياته في السنوات القليلة الماضية.
إن كانت النوايا خالصةً، فإن كل مخلص يأمل بنتائج إيجابيةً من زيارة المالكي "المفاجئة"، غير أننا كمراقبين نجد أنفسنا ضمن مربع الحذر من أن يكون الضيف العراقي يبطن غير ما يظهر، لذلك نقول له أهلاً و؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المنافذ تحقق أكثر من 2.2 تريليون دينار إيرادات جمركية في 2025

التشكيلة الرسمية لمنتخبنا الأولمبي لمواجهة عُمان ببطولة كأس الخليج

الأمم المتحدة: 316 مليون متعاطٍ للمخدرات عالمياً

القضائية تستبعد نجم الجبوري من مقاعد نينوى الانتخابية

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram