فنان روسي أحد أشهر فناني القرن العشرين، اكتشافاته في مجال الفن التجريدي جعلته واحدا من أهم المبتكرين والمجددين في الفن الحديث. في كلتا الحالتين، كفنان وباحث نظري لعب دوراً محورياً ومهماً جدا في تطور الفن التجريدي (abstraction art). تنسب إليه جائزة كاندينسكي للفنون، ومن أشهر تصاميمه كرسي كاندينسكي الذي اخذ طابع مدرسة باوهاوس في ألمانيا.
يعتبر كاندينسكي من أعظم المؤثرين في الحركة الفنية بين أبناء جيله، وفي القرن العشرين. وكأحد الرواد الأوائل للمبدأ اللاتصويري أو اللاتمثيلي، وبعبارة أخرى، مبدأ "التجريدية الصافية ". كما يعتبر الفنان كاندينسكي ممهد الطريق للمذهب التعبيري - التجريدي، حيث أصبح هذا المذهب مدرسة الرسم المهيمنة والسائدة منذ ذلك الوقت - وفترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها. وقد أطلق عليه أصحابه لقب “أمير الروح” و“الفارس”.[1][2]
درس كاندينسكي الفن في مدرسة مالينكس للفنون التي أسست آنذاك في ميونيخ وكان أحد تلامذته في ذلك الوقت، غابرييل مونتز الذي أصبح رفيقه في الفن سنوات عديدة. رسوماته ولوحاته أنجزها بالأسلوب الطبيعي naturalistic. أقام أول عرض لأعماله سنة 1902 في معرض منفصل وكانت أعمال نحت على الخشب. في الفترة 1904 بدأ رحلة فنية واطلاع واستكشاف عامة إلى إيطاليا، هولندا، شمال إفريقيا، ثم عاد إلى روسيا في زيارة قصيرة. بعدها أقام معرضا لأعماله في " صالون الخريف " - "Salon d' automn " في باريس. في الفترة 1904 - 1909 انتخب كاندينسكي رئيسا لتجمع فني تأسس وقتها ودعي بـ" مجموعة ميونيخ الحديثة - " NKVM" بداية التغير وتطور طبيعة الرسم خلال رحلة قصيرة إلى باريس عام 1909.
اعتمد كاندينسكي في ميونخ على تبسيط الشيء. فرسم بواسطة "طباعة الخشب" الكثير من الأعمال الغرافيكية والتصاميم الخطوطية، على الرغم من أنه كان محاطًا بحركة فنية اتصفت بـ"المحافظة والنظرة البرجوازية وضيق الأفق"، على حدِّ تعبيره. كما رأى أن هناك خضوعًا نصف أكاديميٍّ مسيطِرًا عليها. ومن ضمن ما أنجزه في تلك الأيام بواسطة طباعة الخشب لوحة "المغنية" ذات اللونين (1903)؛