تعاني محافظة البصرة في الوقت الحاضر من تدهور واضح في واقعها الزراعي أدى الى جعل المساحات الخضراء الموجودة مأهولة ونقصان عدد كبير من نخيلها وأمام هذا التدهور هناك هموم كبيرة أخرى تعاني منها شريحة المهندسين الزراعيين أبرزها عدم توفر فرص العمل على الرغم من حاجة العديد من الدوائر والمؤسسات الحكومية إلى تخصصاتهم المهمة، المدى التقت بنقيب المهندسين بالمحافظة علاء البدران وأجرت معه هذا الحوار:
ما هي أحوال المهندسين الزراعيين في البصرة؟
- معاناة المهندسين الزراعيين هي التهميش من قبل الحكومات المتعاقبة التي لم تهتم كثيرا بتطوير الزراعة والتي ما زالت تعتمد على الفلاحة والزراعة التقليدية القديمة التي أثبتت فشلها وبالتالي فان المهندس الزراعي ما زال معطلا بالكامل في بلد كانت الزراعة هي المورد
الاقتصادي الوحيد. اما المخصصات التي كانوا يتقاضونها قبل 2003 فقد حرموا منها بقرارات بريمر والمؤسف أنها أعيدت الى بعض الشرائح لكن الحكومة أهملت تماما المهندس الزراعي وهو دليل قوي على ان هناك توجهات لقتل الزراعة العراقية تقودها جهات داخل الدولة العراقية وقد لا تعلمها الحكومة.
وما هي فرص تعيين خريجي كليات الزراعة من المهندسين الزراعيين؟
- من الامور المضحكة المبكية ان تكون لدينا حاجة لتطوير الواقع الزراعي في البصرة ونعاني من نقص شديد في هذا المجال ولدينا خريجون مؤهلون للعمل لكن لا توجد تخصيصات مالية لتوظيف المهندسين الزراعيين، واترك الموضوع بدون تعليق!!
كيف تنظر لواقع الزراعة في البصرة؟
-البصرة تعاني الآن من احتضار وربما قريبا موت الزراعة فيها بالكامل بسبب تداعيات خطيرة منها ملوحة المياه و تجريف الأراضي من قبل الشركات النفطية، وبعض ضعاف النفوس. وفي اعتقادي أن كل المحاولات لإنعاش الزراعة من جديد غير مجدية لعدم وجود إدارة خاصة مستقلة للزراعة وإلا كيف تغرق السوق العراقية والبصرية بالمنتجات الزراعية المستوردة ونحن قادرون على إنتاجها كلها تقريبا وهذا الموضوع يشمل كل العراق وليس فقط الزراعة في البصرة.
كيف تنظر إلى عمل المهندسة الزراعية ؟
- المهندسة الزراعية لا تختلف في معاناتها عن زميلها الرجل ورغم تشكيل لجنة عليا في الأمانة العامة لمجلس الوزراء لرعاية المهندسة الزراعية الا اننا لم نلحظ أي تغيير او تبدل في واقع المهندسة الزراعية والتي لديها مطالب مشروعة ، والمشكلة ان المعدل هو الأساس في القبول في كلية الزراعة وليس الرغبة ولذلك نشاهد ان كل الخريجين لا رغبة لهم بالعمل الزراعي ويفضلون الأعمال المكتبية ،علما ان معدل القبول في الكلية انخفض الى حدود متدنية جدا.
كيف ترى اهتمام الحكومة بالمهندس الزراعي ؟
- الحكومة غير مهتمة بأمور المهندس الزراعي ولذلك لا تتعجب من ضعف هذا القطاع ، وحتى موضوع المخصصات المهنية لم يطرح ضمن جدول أعمال مجلس الوزراء رغم أن وزارة الزراعة أرسلت كتابا منذ أشهر طلبت إدراجه.
الشركات النفطية تحولت إلى وبال على الأراضي الزراعية
في المحافظة ما هو تعليقك؟
- الشركات النفطية في البصرة هي الخطر الأكبر على الزراعة إذ تهيمن على 74% من أراضي البصرة وألغيت مساحات زراعية وأراض خصبة وتم تهجير المزارعين والفلاحين والموضوع يتم بتكتيم مبرمج وممنهج من قبل وزارة النفط. ومن يتحدث أو يطالب بإرجاع أرضه او حتى يتصدى لهذا الموضوع يلاقي مصيرا اسود ويحاسب بالفقرة 4 إرهاب وللأسف ان اغلب المسؤولين في البصرة لم يحركوا ساكنا لحد الآن والموضوع يدور في المخاطبات الرسمية فقط وطبيعي أن لا يجد حلا واللبيب يفهم.