في تظاهرات الخامس والعشرين من شباط العام الماضي رفع المحتجون شعار " نادمون " تعبيرا عن ندمهم على المشاركة في الانتخابات التشريعية ، وخيبتهم من أداء ممثلي الشعب في مجلس النواب ، المشلول حاليا من أداء دوره الرقابي والتشريعي ، نتيجة خضوعه لهيمنة الكتل النيابية ، ونشاطه اقتصر على تزويد وسائل الإعلام بتصريحات سياسية ، واتهامات متبادلة تكشف عن انقسام واضح بين القادة السياسيين ، مع إصرار على تمسك كل طرف بموقفه بوصفه المعبر الوحيد عن الإرادة الوطنية.
الاوساط المعنية بمراقبة المشهد من إعلاميين ومراقبين وناشطين مدنيين يستبعدون حصول تحول نوعي في حياة العراقيين في ظل غياب اي توجه حقيقي لتحديد هوية النظام، والشروع بخطوات بناء دولة المؤسسات، وهذه الآراء صدرت عن منظمات دولية مهمتها مراقبة خطوات ترسيخ وتوطيد الديمقراطية بعد الإطاحة بالنظام الديكتاتوري.
"نادمون" صرخة انطلقت لتشجيع أصحاب القرار على القيام بإجراءات إصلاحية، سمعها بعض المسؤولين، وعزوا أسباب تعطيلها للخلاف السياسي، فبرزت دعوات لتشكيل حكومة أغلبية سياسية وحل البرلمان والذهاب لانتخابات مبكرة ، وأخرى حاولت سحب الثقة عن رئيس مجلس الوزراء ، ولم ينتبه احد لمطالب "النادمين" وهي تتلخص بتحسين الاداء الحكومي ، وتشريع قوانين من شأنها ان تحقق للعراقيين امالهم في الحصول على تيار كهربائي مستمر، وادارة مهنية صحيحة للملف الامني ، ومكافحة الفساد واحالة المفسدين من المسؤولين للقضاء بعيدا عن التأثيرات السياسية والحزبية والكتلوية .
في العام 2009 أعلنت الحكومة انه سيكون عام القضاء على الفساد ، وجاءت تقارير المنظمات الدولية بان العراق يحتل مراتب متقدمة في قائمة الدول الأكثر فسادا في العام ، لتنسف الشعار الرسمي ، وساد انطباع في الشارع العراقي بان الفساد لا يقل خطورة عن الإرهاب، تقف وراءه جهات متنفذة ، وشخصيات تمتلك ارصدة مالية ضخمة في بنوك دول الجوار . واحد هؤلاء اعترف بلقاء متلفز ، بانه رجل اعمال منذ عشرات السنين ، وله مصالح تجارية في اكثر من دولة خليجية ، وأمواله حلال، مثل اية دجاجة مذبوحة على الطريقة الإسلامية .
في منتصف عقد الستينيات من القرن الماضي أطلق العراقيون تسمية ابو فرهود على مسؤول كبير جدا في الحكومة ، والرجل لم يكن يمتلك غير اسهم قليلة في شركة مدينة الألعاب، وتقبل المشاكسة الشعبية ، على مضض ، لقناعته بانه لم " يفرهد" المال العام ، وبتغيير النظام بانقلاب عسكري ، لم تصدر الجهات الرسمية وقتذاك ما يثبت صحة ما أشيع عنه من اتهامات، وظهر انه بريء وكان ضحية شائعات مغرضة.
شعار "فرهدونا" سيكون هو الآخر صوت المحتجين ، لان ملفات الفساد المعلنة دخلت في مطبخ التسويات والتسويف ، وما قيل عن التلويح بكشفها وفضح المتورطين فيها ، مجرد كلام يقال في مجلس النواب ، يأخذ طريقه إلى وسائل الاعلام وسرعان ما يتلاشى ويتبدد بجهود من فرهدونا .
جميع التعليقات 2
فاروق الشمري
عزيزي علاء ان تسمية ابو فرهود اطلقت على المرحوم طاهر يحيى!!!! والذي اعتقل في معتقل قصر النهايه بعد انقلاب 17 تموز....واهين وعذب كثيرا ثم اطلق سراحه بعد فترة... كان احد معارف صدام في زيارة لطاهر يحيى في داره.. استفسر صدام منه عن حال طاهر يحيى...فاخب
فاروق الشمري
عزيزي علاء ان تسمية ابو فرهود اطلقت على المرحوم طاهر يحيى!!!! والذي اعتقل في معتقل قصر النهايه بعد انقلاب 17 تموز....واهين وعذب كثيرا ثم اطلق سراحه بعد فترة... كان احد معارف صدام في زيارة لطاهر يحيى في داره.. استفسر صدام منه عن حال طاهر يحيى...فاخب