TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رسالتنا أسود وحَمَام

رسالتنا أسود وحَمَام

نشر في: 29 ديسمبر, 2012: 08:00 م

يسعى منتخبنا الوطني اليوم لتأكيد هويته الفنية التي تعرضت الى تغييرات جذرية في صفوفه وذلك في (بروفة) مهمة امام شقيقه التونسي الذي يمر هو الآخر بمرحلة تجديد الدماء في المرحلة المقبلة بعد بروز عناصر جديدة في المنتخبين بامكانها ان تأخذ زمام الدفاع عن سمعة بلديهما في الاستحقاقات القارية المرتقبة.
ان كثيرين لاموا المدرب الوطني حكيم شاكر لاختياراته النهائية لتوليفة المنتخب حيث غلب عليها طابع الشباب في ظل معترك (خليجي - ناري) بكل ما يحمله وصف التنافس من تصاعد مستوى المنتخبات المشاركة وانعدام صفة الضعفاء على دورة المنامة بشكل كلي ، بل لا يمكن ان نشير الى حصان أسود واحد كما في الدورات السابقة نتيجة التطور السريع الذي شهدته فرق المنطقة ، لكن لم يجرؤ احد ان يقول من ينصف شاكراً في حال ارتضى القبول بما أملي عليه من اسماء أولية إذا لم تقدم العطاء الذي يتماشى مع تكتيكه وسياسته الفنية في الدورة الخليجية على شاكلة بطولة غرب آسيا السابعة التي تعرض خلالها الى احراج كبير بعد ان قدم اكثر من لاعب عروضاً هزيلة صَدموا بها النقاد والجمهور؟!
لنكن صريحين ، ان دعوات البعض لاستدعاء المحترفين المبعدين منذ نهاية المرحلة الاولى لتصفيات كأس العالم وبصورة تدلل على سذاجة هؤلاء لاسيما انهم يعلمون بتسلم اللجنة المنظمة لخليجي 21 قائمة الوفد الرسمي للعراق من إداريين وفنيين ولاعبين ، فما الغاية من جعجعتهم التي لا تهدف إلا لتمرير رسائل عقيمة للاتحاد والمدرب بان قراراتهما خاطئة وان المنتخب سيتعرض الى الحرج من دون الاستعانة بسين او صاد بينما الحقيقة تشير الى ضرورة دعم اللاعبين الشباب في الدورة ، وسبق ان قلناها بأن ثورة ربيع الكرة العراقية انطلقت من رأس الخيمة بتخطيط المدرب شاكر واعلانه مسؤوليته الكاملة على مصير الأسود حتى لو لم يكمل رحلته معهم لانه مؤمن بقدراتهم وما تخبئه صولاتهم في الملاعب.
اتمنى ان يقف الملاك التدريبي اليوم على تشكيلته المناسبة وهو يواجه منتخباً أفريقياً عريقاً سجل صفحات مثيرة في مشاركاته الدولية وأهدى العرب نجوماً كباراً لا يقلون شأناً عن الآخرين وهي فرصة ثمينة ان نلتقي بنسور قرطاج بالرغم من ودية اللقاء وعزم المدربين التجريب المتوالي لجسّ نبض اللاعبين الجدد ، ومن دون شك ان منتخبنا قادر على تطويع الظروف التي واجهته في بطولة غرب آسيا لمصلحته لتطمين الجماهير قبيل خمسة ايام من انطلاق رحلتهم الصعبة في خليجي البحرين.
وبهذه المناسبة تتجه الانظار الى الكابتن يونس محمود العائد بعد ايقاف قسري حسب وجهة نظر المدرب زيكو بعد ان شاب اداؤه التذبذب والبطء وسوء ترجمة الفرص ، نأمل منه اليوم ان يرد على جميع المشككين بقدراته البدنية والعقلية على انه السفاح الذي عرفناه ولم يزل يشكل مصدراً لرعب الحراس وأخاً كبيراً لزملائه الشباب وصانعاً للاهداف بلا انانية كما عهدناه ، لابد ان يستثمر يونس دورة الخليج لاصدار شهادة سلامته من (الهـِزال) الفني الذي اصابه في النصف الثاني من العام الحالي.
ليسجل الاعلام الرياضي موقفه الوطني المشرّف طوال مسيرة المنتخب في الدورة الأصعب كما اسلفنا ، وينأى بعض المغرضين من توظيف اجنداتهم ضد الاتحاد او المدرب ، فكلنا اسود الرافدين اليوم وليس بيننا من يخرج عن سياق هذا الموقف إلا من أعماه الحقد وفقد الشعور بالمواطنة وطاطأ رأسه لأسياده ممن يغتاضون كثيراً لرؤية مدرب وطني غيور يتصدى لمهمة مشرّفة بعيداً عن الملاحظات الفنية التي سجلناها هنا او هناك – بقسوة احيانا – لمصلحته.
والمناشدة واجبة لجمهورنا الوفي الذي سنحت له الفرصة للمرة الاولى التواجد طوال الدورة الخليجية من دون ضغوط كالتي كانت تمارس عليه إبان مشاركة المنتخب في خليجيات العقد الثمانيني ، بفضل تقدير الاشقاء في البحرين من مسؤولين ورياضيين للعلاقات الممتازة التي تربطهم مع ابناء الرافدين الذين سيلهبون مدرجات ملعب خليفة الدولي برايات الحب ويطلقون حمامات الوئام لتحلق في سماء موطن الدورة الأصلي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram