حذر المبعوث الدولي للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي من "جحيم" في سوريا مالم يتم التوصل لاتفاق لإنهاء الصراع المستمر منذ 21 شهرا ،غير أن محادثاته في روسيا التي توجت أسبوعا من الجهود الدبلوماسية المكثفة لم تثمر عن أي بوادر لحدوث انفراجة.
وقال الإبراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه لا تزال هناك فرصة للتوصل إلى حل تفاوضي للصراع الذي أودى بحياة 44 ألف شخص وأثار انقساما بين القوى العالمية.
غير أن لافروف أكد على موقف روسيا بأن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد يجب ألا يكون شرطا مسبقا لعملية سياسية قائلا إن مثل هذه المطالب "خاطئة" وإن رفض المعارضة الحديث مع الحكومة هو "موقف يعني طريقا مسدودا".
وقال الإبراهيمي "إذا كان البديل الوحيد حقا هو إما الجحيم أو العملية السياسية فينبغي علينا جميعا أن نعمل دون توقف تجاه العملة السياسية."
وأضاف "إنها (عملية) صعبة ومعقدة للغاية ولكن ليس هناك خيار آخر."
وأطلق لافروف تحذيرا مماثلا في مؤتمر صحفي مشترك قائلا "لا تزال الفرصة قائمة للتوصل إلى تسوية سياسية ونحن ملتزمون بانتهاز هذه الفرصة إلى أقصى مدى."
غير أن لافروف لم يشر إلى أن بلاده ستتراجع عن موقفها بعد استخدامها حق النقض (الفيتو) لعرقلة صدور ثلاثة قرارات من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كانت تهدف إلى الضغط على الأسد.
وقال "عندما تقول المعارضة إن رحيل الأسد هو وحده الذي سيسمح لها ببدء حوار حول مستقبل بلدها فإننا نعتقد أن هذا خطأ بل ويؤدي إلى نتائج عكسية... تكلفة هذا الشرط المسبق هو أرواح المزيد من المواطنين السوريين."
وتسعى روسيا لأن تنأى بنفسها عن الأسد منذ أشهر وكثفت دعواتها إلى حل سلمي على ما يبدو في الوقت الذي حقق فيه المعارضون مكاسب في مواجهة القوات الحكومية خلال الصراع الذي بدأ باحتجاجات سلمية في مارس /آذار 2011 ولكنه ما لبث أن تحول إلى حرب أهلية.
ورغم ذلك أشار لافروف إلى أن الأسد قال سرا وعلنا إنه لن يرحل ،مضيفا أن روسيا "ليس لديها القدرة على تغيير ذلك."
ويسعى الإبراهيمي إلى البناء على اتفاق توصلت إليه قوى عالمية في جنيف في يونيو/ حزيران بما فيها الولايات المتحدة وروسيا يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية ولكنه لم يوضح دور الأسد.
وقال الإبراهيمي "جوهر هذه العملية السياسية.. هو اتفاق جنيف ويجب أن يكون كذلك". وتولى الإبراهيمي منصب المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بعد استقالة سلفه كوفي عنان لشعوره بخيبة الأمل تجاه الانقسامات بين القوى العالمية خاصة الولايات المتحدة وروسيا وفشل اتفاق جنيف في حل الأزمة.
وأضاف "ربما يكون هناك تعديل بسيط أو تعديلان ولكنه أساس معقول لعملية سياسية من شأنها أن تساعد الشعب السوري" دون توضيح.
وكان الإبراهيمي التقى مع الأسد ومسؤولين آخرين خلال زيارة لسوريا الأسبوع الماضي استغرقت خمسة أيام. ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الدولي مع دبلوماسيين بارزين من الولايات المتحدة وروسيا في الأسابيع المقبلة بعد اجتماعين مماثلين عقدهما الشهر الجاري ولكنهما لم يثمرا عن أي بوادر لحدوث انفراجة.
ودعا الإبراهيمي أثناء زيارته دمشق يوم الخميس إلى تشكيل حكومة انتقالية تتولى الحكم لحين إجراء انتخابات في سوريا قائلا إنه لن يلبي مطالب الشعب السوري سوى إحداث تغيير جوهري ولكنه لم يحدد المشاركين في هذه الحكومة.
من جانب اخر وقال متحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض يوم الجمعة إن الائتلاف لن يتفاوض مع نظام الأسد في حين رفض زعيم الائتلاف معاذ الخطيب أول دعوة من روسيا لإجراء محادثات مطالبا لافروف بالاعتذار عن دعم موسكو للأسد وأن توجه روسيا دعوة واضحة إلى الأسد بالتنحي.
أفادت مصادر في المعارضة السورية بسقوط ما لا يقل عن 140 قتيلاً الجمعة، في وقت برز فيه بيان لحركة "الجهاد الإسلامي"، ثاني أكبر التنظيمات الإسلامية الفلسطينية، تنفي فيه القتال إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد في مخيم "اليرموك"، بينما أعلنت وكالة الأنباء السورية عن تنفيذ الجيش لعمليات في عدة مناطق.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي هيئة معارضة تعمل في الداخل، إنها استطاعت توثيق 140 "شهيداً"، بينهم تسعة أطفال و17 سيدة، من بينهم 38 قتيلاً في دمشق وريفها، و30 في حلب، منهم 16 في "مجزرة" جديدة بمنطقة "السفيرة"، بالإضافة إلى 18 قتيلاً في درعا ومثلهم في حمص، وتسعة في إدلب وغيرهم في القنيطرة، وثمانية في دير الزور، وأربعة في حماه، وثلاثة في الرقة، واثنين في السويداء، وواحد في اللاذقية.
الإبراهيمي:العملية السياسية وحدها يمكن أن تنقذ سوريا من "الجحيم"
نشر في: 29 ديسمبر, 2012: 08:00 م