TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فساد أبناء المتعة

فساد أبناء المتعة

نشر في: 29 ديسمبر, 2012: 08:00 م

عندما تواجه عاهاتك تشعر بالإحراج، وعندما تكتشف في يوم ما بأنك معاق بعوق لا يمكن علاجه تشعر باليأس، وبالإحباط، وتشعر بسور خبيث يحيط بك، سور من الأفكار السوداء، افكار كثيرة، منها ما يسحبك تجاه الهزيمة، ومنها ما يسعى بك تجاه اليأس. وهذه هي الأفكار التي حاصرتني وأنا اتابع عاهتي التي انكشفت في تظاهرات الأنبار.. وهي عاهة مخجلة واتضح لي بأنها عاهة غير قابلة للعلاج مع الأسف الشديد.

شعب ضائع بامتياز، ذلك الذي تذبحه الطائفية شر ذبحة فيعود لينادي بها من جديد، وشعب معاق بعوق اسمه الكراهية والتمييز ذلك الذي لا يشبع من دم بعضه البعض. تسمع بأن الجماهير تظاهرت فتفرح ببراءة وتمني نفسك بربيع عراقي تباهي به الآخرين، لكن سرعان ما ينكشف لك أن الجماهير لم تتظاهر في الحقيقة، لكنَّ قائدا موتوراً نادى بها بنداء التمييز ففزعت مستجيبة. فزعت لا لتطالب بحقوق أو تحاصر فسادا وإنما خرجت لتلعن بعضها البعض. لا يغيظ هذه الجماهير أن الحكومة فاسدة فقط، أو عاجزة فقط، بل ما يغيظها هو أنها شيعية عاجزة، أو شيعية فاسدة. وهذا يعني أن لو كانت هذه الحكومة سنية فستحظى برعاية السنة لها. وهي لذلك ـ أي الحكومة ـ بمنأى عن العقاب والحساب لأن الأغلبية الشيعية ساكتة عن خللها لأسباب طائفية، وإلا لماذا لا تحتج هذه الأغلبية على سوء الخدمات وتفشي البطالة واختلال الأمن؟

الشعب الذي يميز الفساد والجريمة بحسب الانتماء الطائفي، شعب بلا بوصلة أخلاقية وبلا موجهات مبدئية. إذاً فما فائدة أن نكتب ونعمل على كشف الفساد إذا كان السياسي ينجح دائماً وقبل اقتراب الانتخابات بتجييش الناخبين طائفياً؟ منذ سنين ونحن نحاول أن نكشف عري الساسة الفاشلين، نحاول محاصرتهم. قاتلناهم بصدور عارية وظهور مكشوفة، دافعنا ونافحنا، وها هي الانتخابات على الأبواب ونحن متأكدون بأن ليس معهم أوراق يخدعون بها الناس، فلماذا خرجت الجماهير فجأة لتلعن بعضها البعض، وبشكل يؤدي إلى الاصطفاف الطائفي خلف سياسيي الطوائف الموتورين؟

الآن سياسيو جبهة الحكومة ينامون سعداء، فقد اطمأنوا إلى أن صناديق الاقتراع ستكون متخمة بالأوراق المغفلة.. والآن جبهة معارضي الحكومة أيضاً سينامون مطمئنين بأن صناديقهم هي الأخرى ستجذب إليها الكثير من الأوراق المغفلة. ويقف المثقف والإعلامي بين هؤلاء وهؤلاء مبهوتاً وحائراً من سخافة اللعبة وهول الخديعة التي تحاصره. يقف وهو يشعر بأنه عارٍ تماماً ويواجه مرآة تكشف له كم أن عوراته كثيرة ومخجلة ولا سبيل إلى تغطيتها عن عيون الشامتين.. أقصد شياطين وأبالسة الدول المجاورة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 9

  1. حازم فريد

    هذا الحجي سمعه الى زميلك الطائي الذي يكتب عن أخطر وثيقة ،يعني يطلع برلماني مثل صباح الساعدي يشتم بالعالم ويسمي المالكي ببطل المجاري ،ويريد له حصانة،قل للطائي يكعد عوج ميخالف ،بس يحجي عدل

  2. د.كاظم

    الاستاذ المحترم ..اهل الفلسفة يقولون ان المشكلة لها حل وان الاشكالية لا حل لها .فهم الشارع العراقي (متخلف)لكل شي .حتى المصلحة العامة تخيل مياه الامطار تدخل للبيوت وهم يفكرون في حماية العيساوي وزيارة الاربعين .اي شعب هذا الذي لايحركه اي شي سوى رجل الدين ور

  3. خالد التميمي

    السلام عليكم في البدء شكرا على تناول هذا الموضوع الحساس والذي اتصور هو جل ومركز الخلل بالعراق لذلك ارجو ان يكون قتالكم انتم المثقفون كما وصفتم انفسكمووصفتم حالة نزولكم لمقاتله هذا الوضع بصدور عارية وضهور مكشوفة ان تقاتلو من المسبب بترعرع هذه الطائفية المق

  4. بهاء الدين الغزي

    آآآآآآآآآآآآآآآآآخ ,, أوجعت كَلبي يا أستاذ سعدون , شعب ما ينفع وياه , وهول الصدمة ليس بجديد , يطبهم مررررررررررررررررررررض وألف مرض على جهلهم هذا ..

  5. حازم فريد

    هذا الحجي سمعه الى زميلك الطائي الذي يكتب عن أخطر وثيقة ،يعني يطلع برلماني مثل صباح الساعدي يشتم بالعالم ويسمي المالكي ببطل المجاري ،ويريد له حصانة،قل للطائي يكعد عوج ميخالف ،بس يحجي عدل

  6. د.كاظم

    الاستاذ المحترم ..اهل الفلسفة يقولون ان المشكلة لها حل وان الاشكالية لا حل لها .فهم الشارع العراقي (متخلف)لكل شي .حتى المصلحة العامة تخيل مياه الامطار تدخل للبيوت وهم يفكرون في حماية العيساوي وزيارة الاربعين .اي شعب هذا الذي لايحركه اي شي سوى رجل الدين ور

  7. خالد التميمي

    السلام عليكم في البدء شكرا على تناول هذا الموضوع الحساس والذي اتصور هو جل ومركز الخلل بالعراق لذلك ارجو ان يكون قتالكم انتم المثقفون كما وصفتم انفسكمووصفتم حالة نزولكم لمقاتله هذا الوضع بصدور عارية وضهور مكشوفة ان تقاتلو من المسبب بترعرع هذه الطائفية المق

  8. بهاء الدين الغزي

    آآآآآآآآآآآآآآآآآخ ,, أوجعت كَلبي يا أستاذ سعدون , شعب ما ينفع وياه , وهول الصدمة ليس بجديد , يطبهم مررررررررررررررررررررض وألف مرض على جهلهم هذا ..

  9. علي جعفر

    تحليل لطيف و مقال جميل و اوافقك على كل ما قلت و لكن فد سؤال رحمة لوالديك ما علاقة العنوان بالموضوع , اشعر بأن العنوان فاول و فيه استفزاز غير مبرر من جنابك مع كل التقدير

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram