بغداد/أفراح شوقيتصوير : مهدي الخالديحظيت أيام العيد المبارك هذا العام بمزايا اختلفت عن غيرها من أعياد العراقيين وجعلت من أيامه مناسبة لقضاء اكثر من فعالية لدى العائلة العراقية لعل أولها قضاء الواجبات العائلية المتمثلة في التزاور بين الأهل والأصدقاء او الرضوخ لطلبات الصغار وأهمها الذهاب الى المتنزهات وساحات الألعاب لصرف (عيدية) العيد ولسان حالهم يقول ان العام الدراسي على الأبواب وأيام عيد الفطر المبارك هي آخر أيام الإجازة لديهم.
ولعل اعتدال الأجواء وجنوح درجات الحرارة نحو الانخفاض شجع الكثيرين على الخروج من البيت والتجول في الشوارع ما ولد زحاماً شديداً في معظمها خصوصاً الشوارع المؤدية الى متنزه الزوراء التي استقبلت المئات من الزوار كونها تمثل رئة بغداد الوحيدة من ناحية سعتها وتنوع محطات التسلية والترفيه فيها، المدى استطلعت آراء العوائل والشباب والصغار حول مشاهداتهم خلال أيام العيد السعيد في بعض مناطق بغداد،في منطقة السيدية كان مظهر العيد واضحا لدى صغار المحلة ممن ابتكروا أسلوباً لا نحبذه في الإعلان عن فرحتهم بالعيد عبر اطلاق العيارات النارية الكاذبة التي تشبه العيارات الحقيقية التي شبعنا من أصواتها، ولكن الصغار يجدون لذة في الاستمتاع بها والتجمع على شكل حلقات لإطلاقها، صاحبهم أيضاً حاملو أنواع الأسلحة من مسدسات ورشاشات بأنواع واحجام شتى، في محاولة لتقليد الكبار من رجال قواتنا المسلحة وطريقة اختراقهم الشوارع وتبادل الاطلاقات النارية، وبرغم ان العديد من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة سبق ان تنبهت الى مخاطر التركيز على استخدام العاب العنف لدى الصغار واصدر مجلس النواب قراراً يقضي بمنع استيرادها، وفعلا خلت منها الأسواق في العيد الماضي لكن يبدو ان متابعة القرار كانت ضعيفة او معدومة مما شجع عودتها مجددا وامتلأت بها واجهات الكثير من محال العاب الأطفال، الطفل همام محمد (9سنوات) كان يحمل رشاشة كبيرة وراح يطارد صديقه مهددا اياه بالرمي العشوائي والمميت في حال امتنع عن الوقوف،استوقفته لاسأله عن سبب اختياره هذه اللعبة رغم خطورتها فالصجم المستخدم فيها كاطلاقات نارية يسبب اذى بالغاً اذا ما أصاب احداً فقال: هذه اللعبة مسلية جداً وانا احب ان اقلد رجال المارينز وهم يشهرون أسلحتهم بوجه الناس ويثيرون الرعب، صديقه احمد عدنان كان يحاول إصلاح خلل أصاب رشاشته الأصغر، قال لنا: انها الألعاب المتوفرة الآن، وهي غالية عموماً لكننا استغللنا العيدية لنشتريها اليوم، انها لعبة الابطال،وراح يتحدث مع نفسه قبل ان يذهب بعيدا،ً بماذا نلهو ليس هناك نواد ترفيهية لنا او مسابح او صالات العاب مفيدة؟أفراح ام تبارك كانت تعد العدة لقضاء اليوم بأكمله في حديقة الزوراء، ويبدو من الحاجيات الكثيرة التي هيأتها ان السفرة ستكون مميزة، وفعلا أخبرتنا انها اتفقت مع أهلها وبعض الأقارب على ان يكون اللقاء والتزاور في الحديقة بدلا من جدران البيت بعد ان ملوا منها، وهي لأجل ذلك حملت معها قدر الدولمة الكبير وأدوات شي اللحم على المنقلة وبقية المستلزمات وقناني العصير وابريق الشاي والمياه وغيرها، قالت: أخبرت بناتي وأحفادي وأقربائي بأن يكون اللقاء في الحديقة وتبادل تهاني العيد المبارك، بدلا من اللقاء في البيت مثلما هو في كل عام، فالأجواء مناسبة والصغار تواقون للعب قبل بداية العام الدراسي الجديد. ام عبد الله من منطقة حي العامل قالت: قصدنا متنزه الزوراء في اليوم الأول للعيد بصحبة العائلة، وكانت السفرة موفقة وجميلة على الرغم من ارتفاع أسعار الألعاب الحديثة التي ملأت ركنا كبيراً من الحديقة، ناهيك عن خطورة بعضها بالنسبة للصغار وكبار السن والمرضى، وما يستحق ان نذكره هنا هو الاستتباب الأمني الملحوظ في المتنزه وسيطرة رجال الأمن بشكل كبير داخل أروقة الحديقة بالشكل الذي حافظ على راحة الزوار.بنادق!الطفل يوسف فراس أصر على والدته ان تشتري له بندقية كبيرة تماما ً مثل صديقه عمر الذي شهرها في الشارع قرب بيته في صبيحة أول أيام العيد وراح يتباهى بها بين أصحابه بالقول انها من النوع المؤذي وهي مليئة بالصجم الذي يمكن ان يصل الى أماكن بعيدة،مما دعا أصحابه الى تقليده وصاروا بمثابة فرقة كاملة من فرق الجيش او الشرطة، والدة الطفل يوسف رضخت لطلب ابنها واشترت له رشاشة صغيرة بعد ان أعيتها كل السبل لإقناعه بالعدول عن فكرة شراء السلاح، وتذكرت العيد الماضي الذي رمت فيه اخر بندقية عاطلة تحت أنظار ابنها وهي تحثه على نبذ العاب السلاح كما أعلنت وسائل الإعلام في اكثر من مناسبة بمنع التجار من استيرادها وهي لا تعلم اليوم ماذا حل بذلك القرار!!
مشاهدات من أيام عيد الفطر...عودة العاب الأسلحة النارية بيد الصغار!
نشر في: 25 سبتمبر, 2009: 06:03 م