بغداد/ المدىrnتصوير ـ سعد الله الخالدياقبل العيد.. يحمل ألوانا من الفرح.. منها الأصفر والأخضر .. ليبسط اجواءه على العائلة العراقية رغم كل المحن التي مرت عليها .. ورغم الاهوال التي عاشتها .. فالمسافة بين العيدين تؤرخ في حياة كل مواطني ارض الرافدين الوانا من المعاناة .. ورغم كل ما اراده الاشرار من الارهابيين والقتله ومعدومي الضمير من خنق الفرحة في صدور العراقيين وزرع الخوف والحزن في نفوس الابرياء.. لا لذنب اقترفوه.. سوى ايمانهم وحبهم المفرط لوطنهم .. لكنهم فشلوا في انتزاع البسمة من الشفاه المتعطشة لفرح العيد.
التكافل الاجتماعي rnمن طقوس العيد وخاصة ( عيد الفطر ) ان تعطي كل عائلة ( فطرة العيد ) الى اليتامى والمحتاجين، وهي عادة في غاية الكرم والاهمية، في ديننا الاسلامي الحنيف الذي ينظر الى اليتيم والمحتاج نظرة رحمة نبيلة .. لا رحمة مذلة .. وقد ينفرد ديننا الاسلامي بهذا التكافل الاجتماعي الذي تؤكد تعاليمه وطقوسه على نصرة الفقراء والمستضعفين .. ذهبت قبل حلول العيد بيومين الى جارتي الارملة والتي لديها اربعة يتامى تعيلهم، لاقدم لها ( فطرة العيد ) كما تعودت منذ وفاة زوجها الذي اغتالته يد الارهاب، فقالت لي ابنتها البالغة من العمر 14 سنة ان والدتها عند الحلاقة لتصبغ شعرها بمناسبة العيد .. ولم اكذب خبرا فذهبت اليها الى صالون الحلاقة فوجدتها وقد وضعت الصبغ على شعرها، ولم اتعرف عليها لوجود العديد من السيدات اللواتي حضرن لنفس المهمة.. سألت عنها صاحبة الصالون، فدلتني عليها .. .همست لها بأنني احمل لها ( فطرة العيد)، وانني مسافرة خلال العيد الى الحبانية، ضحكت جار تي فرحة وهي تقول لي : اشكرك جدا .. لقد ارسلك الله لي الان فانا لا املك سوى اجور الحلاقة .. دسست بيدها المبلغ وانا في اشد العجب من امر جارتي الارملة.rnالعيد في الاعظمية rnقدمنا الى الاعظمية عبر جسر الائمة .. فكانت المدينة زاهية بالوان العيد ومررنا بساحة مرقد الامام ابي حنيفة النعمان فوجدنا الكازينوهات مكتظة بروادها والمطاعم الشعبية تشهد هي الاخرى ازدحاما، كانت الارصفة تشهد زحف زبائن الكازينوهات والمطاعم بالكراسي والمناضد، وعرجنا الى اهم معالم المدينة وهي حديقة النعمان التي بحد ذاتها هي العيد .. فكيف اذا حل العيد في ارجائها؟ rnانتشرت العوائل في الكازينو الخاص بها وكانت الوجوه مشرقة بابتسامة العيد، والاطفال يرفلون بملابس العيد الجديدة الزاهية وقبل ان ندخل الحديقة ذات الاشجار المعمرة والباسقة وقفنا امام مجموعة من الشباب وهم منغمرون في دبكة عربية، تضرب اقدامهم اسفلت الرصيف بنشوة غامرة وعلى صوت اغنية تؤديها حنجرة مطربة غجرية وهي تردد بعذوبة ( مالك يا احمد مالك .. منهو لشاغل بالك ؟؟) و اخذ احمد يتمايل بعوده الغض بمشاركه رفاقه في الدبكة حتى لتشعر ان جميع الراقصين يحملون ( اسم احمد)rnما الذي يميز هذا العيد؟ rnدخلنا حديقة النعمان التي يزيد عمرها على خمسين عاما، ووجدنا العديد من الكازينوهات قد ضمتها تلك الحديقة، كانت الفرحة هي السائدة في تلك الاجواء، ووجدنا ابناء المدينة الخالدة الاعظمية العزيزة يتحلقون حول المناضد وجلسنا مع بعضهم ، وطرحنا السؤال التالي على الجميع صغارا وكبارا، نساءا ورجالا ، ( ما الذي يميز هذا العيد .. عن سابقه ؟؟) وكانت الاجابات التالية:rn- قالت الطالبة هند ( في المرحلة النهائية في كلية ابن الهيثم):rn- ما يميز هذا العيد عن سابقه انني خطبت للرجل الذي احببته، وهو طالب معي في نفس المرحلة، نقدم التهاني للعروسة هند.rn- أبو مروان قال: رغم مآسي الاربعاء الدامي الا انها لم تثنينا عن التمتع بالعيد فالحياة مستمرة والفرح قادم إن شاء الله فاذا كان هناك اربعاء دامٍ ، فالخميس هو يوم الفرح وتحقيق الاماني، الاشرار ارادوا ان ينتزعوا من الشعب هذه الفرحة لكنهم فشلوا وخابوا خيبة كبيرة.rn- المعلم المتقاعد ابو خالد قال ضاحكا: ما يميز هذا العيد هو صرف رواتب المتقاعدين قبل حلول العيد، دون التقيد بتاريخ الصرف، وهذا امر جيد لكنه يعني اطالة مدة استلام الراتب القادم مع العلم ان الراتب لم يبق منه سوى بضعة الاف من الدنانير، وتتبدل سحنة ابو خالد وهو يسائل بألم وحزن (متى تلتفت الحكومة الى معاناة المتقاعد ؟ متى تدرك ان لهيب الاسعار يحرق الراتب على قلته؟rnالحاجة حسنية (امراة في العقد السادس من العمر) اجابت على سؤالنا قائلة:rn- ما يميز هذا العيد هو اعتدال المناخ فيه وتوديعنا الحر اللاهب الذي كان قبل ايام.rnلم تحدث اية خروقات امنيةrnوخرجنا من حديقة النعمان وسرنا باتجاه ساحة عنتر اشهر واقدم ساحة في مدينة الاعظمية مجتازين منطقة راس الحواش، وقد بدت لنا ساحة عنتر كرنفالا من الالوان والاضوية الملونة ووقفنا امام احدى السيطرات المنتشرة في ساحة عنتر، وقدمنا تهنئة العيد الى افراد تلك السيطرة ونحن نسالهم (بعد ان عرفنا انفسنا) ان كانت هناك ثمة خروقات للامن في المدينة الباسلة الاعظمية العزيزة، واشرت بيدي الى احدى فروع الشوارع وقلت للضابط (انظر لقد كان عمري ثلاث سنوات عندما ضعت في هذا الشارع.. وما زلت ضائعة حتى الان) ضحك الضابط وقال مازحا.. منذ متى كان ذلك ؟ هل قبل نصف قرن مثلا ؟؟ وقدمنا للسيطرة ولضابطها المرح (كليجة العيد) واجابنا قائلاً:rnلم تسجل في العيد اية خروقات امنية في مدينة الاعظمية الحلوة &a
عيد الفطر ..الحياة بين عيدين
نشر في: 25 سبتمبر, 2009: 06:09 م