محمد مزيد rnرحب مسؤولو مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بتصويت مجلس الامن الدولي على القرار 1887 الذي يوصي العالم بتخفيض الترسانة النووية، وجاء الترحيب من هاتين البلدتين لاعتبارات كثيرة أهمها انهما يعرفان تماما اهمية ان يخلو العالم من هذا السلاح الفتاك، بسبب تلك المرارة التي ذاقتاها إثر سقوط تلك القنلبتين النوويتين في نهاية الحرب العالمية الثانية على مدينتيهما .وكانت الولايات المتحدة قد ألقت في السادس من آب 1945 قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما ما تسبب بمقتل 140 ألف شخص
قضوا أما على الفور بسبب الحرارة او قوة الانفجار، او في الاشهر التي تلت عندما باتوا ضحايا آثار الاشعاعات النووية.rnوألقى الجيش الأميركي قنبلة ذرية اخرى في التاسع من آب 1945 على مدينة ناغازاكي ما أدى الى مقتل نحو 75 ألف شخص.rnإن تسارع العالم في الفترات التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية، الى تصنيع ، او العمل على تصنيع السلاح النووي، ادى الى مفارقة في ميزان القوى الدولية ، ففي الوقت الذي يرفض العالم حاليا ، قيام اية دولة، الخوض في مشروع بناء مفاعل نووية ، نجد ثمة دولا تسير في اتجاه تطوير اسلحتها والعمل على تهديد امن وسلامة العالم .rnيجب ألا ننسى الاتفاق الاميركي الهندي في هذا المجال ، والاتفاقات الاميركية الباكستانية. rnولابد من الاشارة الى ان المعايير الدولية في النظر الى هذه المسألة ليست دائما في مستوى واحد ، بل معاييرها مزدوجة وغير قابلة للنقاش .rnان المفهوم الذي يدفع مجلس الامن الدولي الى تبني قرار كهذا لايمكن الا ان يوضع في الشعور العام السائد بضرورة ان يصغي العالم الى صوت السلام ، بدلا من اصوات التهديد والوعيد بنشوب الحرب .rnواذا ما كان مؤرخو الحروب يرون ان التأريخ كان قد سار على عكازين بسبب فضيحة تلك القنبلتين النوويتين اللتين جلبتا الدمار لهاتين المدينتين ، وجرحت شعور الانسانية لصفقاتها والسوء الاخلاقي الدافع لارتكابها ، فأنهم هذه المرة - اذا ما سمح بإنتاج المزيد من الترسانات النووية - لن يتمكنوا من كتابة القلق الانساني، وستظل انفاس البشرية مقطوعة وهي تترقب انهيار الامن العالمي على يد " معتوه " قد يطلق الشرارة النووية ويصبح العالم كله حينذاك مدنا شبيهة بالمدينتين اليابانيتين المنكوبتين ..
القنبلة النووية الموعودة
نشر في: 25 سبتمبر, 2009: 08:17 م