اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الإنتاج الزراعي في كربلاء.. من الفائض الى الهجــرة

الإنتاج الزراعي في كربلاء.. من الفائض الى الهجــرة

نشر في: 27 سبتمبر, 2009: 07:56 م

المدىكربلاءمثلما تمثل الزراعة العمود الفقري لاقتصاديات اغلب دول العالم ومنها الدول الصناعية فإنها تمثل ابسط مقومات العمل الحكومي من اجل توفير لقمة العيش للمواطنين، فالزراعة مرتبطة بهذا المفهوم لذلك عمدت جميع الدول إلى وضع الخطط للوصول بالزراعة إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي
من خلال استخدام الطرق العلمية ومسايرة التقنية التي توصل إليها العالم والتي تتدخل في زيادة الإنتاجية ومكافحة الآفات وطرق الري وتسميد الأرض وهذه طرق مستخدمة..إلا إن الحال في العراق وبدلا من زيادة الرقعة الجغرافية وإيجاد بدائل لشحة الماء نجد إن الأرض تتحول إلى بور والملوحة تزداد حتى في مصادر المياه ومصبها بل وما زال الفلاح يستخدم المنجل والمحراث اليدوي في عملية الزراعة هربا من أسعار الحراثة الآلية وكأننا ما زلنا نعيش في زمن الحصار الذي تعلق عليه كل أخطاء السياسة.كربلاء تعد واحدة من المناطق الزراعية في العراق والتي فيها عدة آلاف من الدونمات الزراعية التي تنتج العديد من المحاصيل الزراعية المختلفة والتي تعاني الآن أرضها الزراعية من الإهمال والملوحة وقلة الماء.مقارنة في الإنتاجية المزارع علي نعمة رباط لديه ارض زراعية تبلغ مساحتها 22 دونما حتى منتصف السبعينيات تحتوي على أكثر من 3000 شجرة نخيل بالإضافة إلى حوالي 8 دونمات من أشجار الحمضيات وأشجار فاكهة أخرى، أما في الوقت الحاضر فاني لا أملك أي شجرة حمضيات أو فاكهة وليس في مزرعتي سوى بضع مئات من أشجار النخيل كما ترى.. في سنة 1970 كنت أبيع عشرات الأطنان من التمور سنوياً، أما حالياً وبسبب هلاك معظم الأشجار ناهيك عن ضعف إنتاجية الشجرة بالمقارنة مع إنتاجيتها قبل 40 عاما فان الإنتاجية انخفضت في الأعوام الأخيرة إلى ثمن إنتاجية أشجار البرتقال والحمضيات، والى سنة 1975 كانت تدر سنويا عدة أطنان وتحقق لي أرباحاً كبيرة أما حاليا فلم يبق من هذه الزراعة شيء.. ويوضح إن أسباب الهلاك تعود إلى ارتفاع المياه الجوفية من باطن التربة وتبخرها تاركة خلفها نسبة مرتفعة من الأملاح التي تضر بالمغروسات والمزروعات.مزارع آخر صب جام غضبه على ارتفاع تكاليف الزراعة من تهيئة الأرض وارتفاع أسعار المبيدات والدعم القليل للأسمدة والمبيدات هو أيضاً يقف وراء تراجع الإنتاج الزراعي.. ويضيف المزارع سالم جسار بأنه يمتلك أرضاً زراعية بمساحة 50 دونما كان يزرعها بمحصول الطماطم وتدر عليه أرباحا كبيرة نتيجة لتوفر الدعم الكافي وقلة أسعار تهيئة الأرض وكذلك أسعار المبيدات والأسمدة الكيمياوية في الأسواق المحلية تقابلها غزارة الإنتاجية للدونم الواحد، أما حالياً فإن ارتفاع تكاليف الحراثة وأسعار المبيدات والأسمدة الكيمياوية في الأسواق المحلية جعلتني لا أتمكن من زراعة سوى 8 دونمات.. ويشير إلى إن أرضه لا يزرعها الآن كاملة لان زراعة الطماطم تتطلب أساليب عناية خاصة وتكاليف كبيرة جدا مثل الأسمدة الكيمياوية طيلة موسم المحصول وكذلك مكافحة المحصول كل 3 أيام بالمبيدات الزراعية فعلى سبيل المثال ثمانية دونمات كلفتني زراعتها بهذا المحصول نحو مليوني دينار تكاليف أسمدة ونحو 250 ألف دينار مبيدات طيلة الموسم الزراعي وكافة احتياجاتي الزراعية هذه أقوم بشرائها من الأسواق المحلية بأسعار مرتفعة ناهيك عن التكاليف الأخرى مثل الحراثة وغيرها وهذا يجعل زراعة 50 دونما بكاملها أمرا مستحيلا لاسيما واني من أصحاب الدخول الضعيفة.لم يكن نصيب المحاصيل الزراعية الأخرى كالخضر بأنواعها أوفر حظا من سابقتها حيث يقول المزارع حميد عبد زيد محمد إن هناك مشاكل أخرى تواجه المزروعات فانا أمارس زراعة المحاصيل الحقلية منذ أكثر من 10 أعوام وبسبب ارتفاع تكاليف الأسمدة الكيمياوية مثل (اليوريا) اضطررنا إلى استخدام السماد الحيواني الذي يتفاعل مع المركبات داخل التربة بعد السقي مسببا إصابة جذور المزروعات بالكثير من الأمراض كالفطريات وغيرها لاسيما محصول (الباذنجان).ويرى إن علاج هذه المشكلة يكمن في دعم السماد الكيمياوي واستخدام طريقة الري بالتنقيط لهذه المحاصيل.الحراثة وارتفاع الأسعاريضيف لنا المزارع حسن فرحان الذي يزرع محصول الحنطة على مساحة 14 دونما، بان محصوله يكثر قربه نبات القصب والحشائش التي تزاحم المحصول في امتصاص المواد الغذائية من التربة فتتركه ضعيفا مما يؤدي إلى تقليل الإنتاجية وعن أسباب عدم مكافحة هذه الحشائش وأسباب ظهورها يقول إن ارتفاع نسبة الملوحة في التربة والحراثة غير الجيدة هي من أسباب ظهور نبات القصب وللتخلص من هذه المشكلة يلزمنا لكل دونم علبة مبيد بسعر (30 – 40) ألف دينار وهذا ما يرهق الفلاح ويحمله فوق طاقته.وعن تكاليف تهيئة الأرض قال: في قرية (شط ملا) تبلغ أسعار الحراثة 15 ألف دينار للدونم الواحد أما في مناطق أخرى فتبلغ 25 ألف دينار للدونم الواحد إضافة إلى بقية المصاريف الزراعية الأخرى والتي تجعل تحقيق فائدة للمزارع من الأرض أمراً غير مجد.احد أصحاب الساحبات الزراعية التي تقوم بحراثة الأرض يقول: إن الأسعار ليست موحدة فهي ما بين 15 ألفا إلى 25 ألف دينار والحد الأدنى هو الذي أتقاضاه أنا علماً ان كلفة الدونم الواحد تتراوح من (5 – 7) آلاف دينار كوقود ناهيك عن أسعار

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram