TOP

جريدة المدى > الملاحق > القاعدة إلى العشوائيةً وبن لادن الى النسيان

القاعدة إلى العشوائيةً وبن لادن الى النسيان

نشر في: 28 سبتمبر, 2009: 08:27 م

حازم مبيضين rnبينت رسالة زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي الأخيرة، والموجهة إلى الشعب الأمريكي، أنها صادرة عن رجل منهك وضعيف تؤرقه المطاردة ، ويبحث جاهداً عن مخرج وطوق نجاة، كان ذلك واضحاً وهو يرجو الشعب الأمريكي أن يضغط على قادته لإنهاء حرب العراق وأفغانستان، مقابل وقف هجمات القاعدة، التي خرجت عن الالتزام بتوجيهاته اليومية،
وإن لم تتنكر لأفكاره الظلامية المتشنجة والمتشددة، وكان واضحاً أن رسالته في ذكرى (غزوة نيويورك)  تبرز نهجاً مختلفاً نسبياً، وأن هناك تحولاً واتجاهاً تبريرياً لهجمات أيلول، وقد خلت من التهديد، وتوضح ذلك بتأكيده أن الاعتداءات نفذت رداً على الدعم الأمريكي لإسرائيل ومظالم أخرى، وكان أبرز ما في تلك الرسالة أن بن ﻻدن، وعلى غير العادة  لم يحي من قاموا بمهاجمة البرجين ولم يقل إنه يفخر بهم.rnرسالة بن لادن الصوتية، أتت بعد عشرين يوماً من خطاب المسؤول الثاني في القاعدة أيمن الظواهري، الذي ركز فيه على الحرب ضد منتسبي القاعدة الباكستانيين، الذين تلقوا في الخطاب كماً هائلاً من الآيات القرآنية ومن حجم الدعاء والدعوة إلى وحدة الصف الداخلي، ويؤشر ذلك أن الضربات في شمال باكستان تنعكس سلباً على وضع القاعدة هناك، مثلما يؤشر إلى فقدان قيادة القاعدة لتأثيرها المباشر على ما يفترض أنه قواعدها المنتشرة في أنحاء العالم، ولعل ذلك من أهم الأسباب التي دعت بن لادن لتغيير لهجة تخاطبه مع الغرب، والنزول ولو قليلاً من أعلى الشجرة التي وجد نفسه معلقاً فوقها بعد غزوة نيويورك.rnهناك ولا شك اختلافات في الاجتهاد بين بعض منتسبي القاعدة وقيادتها، وهي اختلافات ناجمة عن واقع البعد الفكري، الناجم عن تباعد المسافات، وعدم توفر أجواء إيجابية للنقاش وتبادل الرأي، وعن اختلاف البيئة بين كل قطر وآخر من الأقطار التي تنشط فيها خلايا القاعدة التي لم تعد بحاجة لا لابن لادن ولا للظواهري لترتيب أمورها، والقيام بما تظن أنه الأنسب لظروفها، ولذلك كان التباين واضحاً بين تنظيم القاعدة في العراق وبين قيادته المفترضة في جبال تورا بورا وكهوف أفغانستان، وهي قيادة لهثت لمتابعة جنون الزرقاوي الذي اختطف الأضواء فتجمع من حوله الأكثر تطرفاً وانغلاقاً ودمويةً وعنفاً وظلامية، ولم يعد لأفغانستان أي تأثير على تفلت قاعدة العراق ودولتها الإسلامية. rnالحصار المفروض على بن لادن، وحالته الصحية، ستؤدي إلى انكفاء دوره العالمي الذي حلم به، وسيظل مكتوباً في تاريخه أنه أطلق العنان للإرهاب الذي يحمل زوراً اسم الإسلام، وستظل في رقبته آلاف الأرواح التي أزهقها ظلماً منتسبو التنظيم العشوائي الذي انتشرت خلاياه بعد هجمات أيلول الإرهابية في نيويورك، التي أدت بدورها إلى احتلال العراق وأفغانستان.. صحيح أن العراقيين تخلصوا من دكتاتورية صدام الدموية وأن الأفغان تخلصوا من استبداد طالبان ورجعيتها وانغلاقها، لكن ذلك تم بأثمان باهظة دفعها مواطنو البلدين من دماء أبنائهما.rnراهن تنظيم القاعدة أنه سيواصل الانتشار بين الطبقات الدنيا في العالم الإسلامي، ليتم استغلال ذلك من قبل بعض الفاشلين سياسياً، ومن التنظيمات التي رفعت رايات الإسلام قبله، ولم تحقق النتائج التي كانت تطمح إليها، وراهن ابن لادن أنه يتوهم قيادته لخلايا تنظيمه رغم ظروف تنقله الدائم، وانقطاع اتصاله بالمؤمنين بأفكاره التي بدأ هو شخصياً بالتراجع التدريجي عنها، مكتفياً بما حققه من (انتصارات) نتائجها واضحة على العالم الإسلامي، الذي يدعي الدفاع عنه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram